درعا:اللواء الثامن يمثل حالة استثنائية في المناطق التي خضعت للمصالحة.. هل انتهت مهمة اللواء الثامن الذي يتبع للقوات الروسية ؟

درعا:اللواء الثامن يمثل حالة استثنائية في المناطق التي خضعت للمصالحة.. هل انتهت مهمة اللواء الثامن الذي يتبع للقوات الروسية ؟

عقيل حسين

علمت “المدن” أن عدداً كبيراً من عناصر اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس، تلقوا مرتباتهم الثلاثاء عن شهر أيلول/سبتمبر 2021 بالليرة السورية للمرة الأولى، ما يعزز فرضية انهاء تبعيته لروسيا وإلحاقه بشكل مباشر بالنظام.

يأتي ذلك في وقت يدور فيه الحديث عن قرار روسي-سوري غير معلن اتخذ بتفكيك اللواء وإلحاق عناصره بقوات الجيش أو الأفرع الأمنية، بعد النجاح الذي حققه النظام في فرض التسويات على مختلف مناطق حوران منذ توقيع الاتفاق الجديد مع اللجنة المركزية لدرعا قبل شهرين.

وبينما توقع الكثيرون أن يتم استثناء معاقل اللواء الثامن من دخول قوات النظام إليها، كان لافتاً الانتشار الأمني والعسكري منذ بداية الأسبوع الحالي في بلدات عديدة من الريف الشرقي لدرعا، وهي المناطق التي يسيطر عليها اللواء منذ توقيع التسوية الأولى مع النظام عام 2018.

مصادر محلية أكدت أن لجان التسوية باشرت أعمالها في مناطق (أم المياذن والطيبة وصيدا وكحيل) بعد الانتهاء من بلدة “نصيب”، متوقعة أن تصل خلال وقت قصير إلى مدينة بصرى الشام، المعقل الرئيسي للواء، وكذلك بلدة الحراك، بالتزامن مع زيارة يقوم بها قائد اللواء الثامن أحمد العودة إلى الأردن، منذ السابع من تشرين الأول/اوكتوبر 2021.

وبينما يقول مقربون من العودة إنه هو من طلب الزيارة من أجل لقاء الضامنين الدوليين لمناقشة التطورات الأخيرة وحثّهم على الاستمرار في تقديم الدعم له، بمواجهة مساعي النظام لانهاء اللواء، يرى مراقبون أن العودة استدعي إلى عمّان من أجل ابلاغه نهاية مهمته.

بدوره كشف “تجمع أحرار حوران” عن تلقي قادة في اللواء أوامر من ضباط روس اجتمعوا بهم الثلاثاء، وعلى رأسهم علي باش، الذراع الأيمن للعودة، بتسليم أسلحتهم إلى قيادة اللواء، والطلب من عناصرهم القيام بذلك في كل بلدة تدخل إليها قوات النظام من أجل تنفيذ إجراءات التسوية.

ونقل التجمع عن قيادي آخر أن “اللواء في طريقه للتفكك، وجميع المؤشرات الحالية في المنطقة الشرقية من محافظة درعا تدل على حلّه خلال المرحلة القادمة، وخصوصاً بعد وصول التسويات إلى مناطق نفوذه، والتي شملت مجموعات تابعة له في مناطق متعددة “.

وكشف المصدر في حديثه عن إمكانية تحويل تبعية اللواء إلى ملاك شعبة المخابرات العسكرية، خصوصاً أن جميع ملفات عناصره تحولت إلى شعبة المخابرات، أو إمكانية دمجه في جيش النظام، مشيراً أنّ الأمور ما زالت غير واضحة بشكل كامل.

وحتى الآن فإن اللواء يتبع للفيلق الخامس، أحد تشكيلات الدفاع الوطني المستقلة عن النظام والتابعة بشكل مباشر لقيادة القوات الروسية في سوريا، وكان قد تأسس بشكل رئيسي من مقاتلي لواء “شباب السنة” الذي كان يقاتل في صفوف المعارضة بقيادة أحمد العودة حتى عام 2018.

وخلال التوتر الذي حصل في مدينة درعا البلد ومناطق أخرى من حوران، الصيف الماضي، بين المعارضة والنظام وانتهى بالاتفاق مطلع أيلول/سبتمبر 2020، على تطبيق برنامج تسويات جديدة تشمل جميع المناطق التي بقيت خارجة عن سيطرة النظام بناء على التسوية الأولى، سعى العودة إلى تقديم “اللواء” الذي يقوده كضامن وملاذ للأهالي، وكذلك الشباب الرافضين للالتحاق بالخدمة الإلزامية لدى قوات النظام، إضافة إلى المنشقين غير الراغبين بالعودة إلى صفوف الجيش، “إلا أنه من الواضح أن الامتيازات التي كانت قد منحت له باتت في طريقها إلى النهاية”، حسب الكاتب والمحلل مؤيد أبا زيد.

ويقول أبا زيد في حديث ل”المدن” حول تطورات الملف: “حتى الآن فإن الحديث عن تفكيك اللواء الثامن ليس رسمياً، لكنني أرجح أن يحدث ذلك، بالفعل خاصة بعد أن تجرأت قوات النظام على الدخول إلى معاقله في ريف درعا الشرقي وأجرت تمشيطاً وتفتيشاً للمنازل، ووقعت مصالحات مع الأهالي في مدن وبلدات هناك”.

وأضاف أن “اللواء الثامن حتى الآن يمثل حالة استثنائية في جميع المناطق التي خضعت للمصالحة مع النظام، فهو يسيطر على ثلث محافظة درعا كما أنه لا يعترف بالنظام، وأحياناً يدخل في مواجهات معه، لكن مع فرض النظام إرادته في اتفاقية المصالحة الأخيرة، يبدو أن روسيا قررت وضع حد لهذا الواقع بما يمكن النظام من السيطرة على حوران بشكل كامل ونهائي”.

وحول امكانية أن يقبل أحمد العودة التبعية المباشرة للنظام، يقول أبا زيد: “من خلال تتبعنا لشخصية العودة وتحولاتها فالمؤشرات تقول بوضوح أنه سيقبل غالباً بذلك، فهو القيادي الوحيد من بين قادة فصائل المعارضة الذي قبل بالبقاء بعد تسوية عام 2018، وعليه فإن طرح أن يتبع اللواء للمخابرات العسكرية أمر لا يبدو مستبعداً، فالمهم بالنسبة للعودة، حسب التقديرات، هو أن يستمر التشكيل الذي يقوده وأن يبقى في الواجهة”.

“المهمة انتهت” جملة يرددها الكثيرون اليوم تعقيباً على التطورات الأخيرة التي يشهدها ملف اللواء الثامن، ويقولون إن أحمد العودة الذي اعتقد أنه بقبوله الوقوف بجانب قوات النظام سيتجنب القتال معها أو القتال بجانبها، إنما سقط في فخ روسيا التي بدأت حالياً بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاقية التسوية الموقعة في درعا عام 2018، والتي كان دور اللواء الثامن فيها احتواء حملة السلاح من الرافضين لقوات النظام إلى حين استعادتها السيطرة الكاملة على درعا، وهو ما توفر حالياً، ما يعني نهاية دور اللواء ومهمته.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار