دروس من افغانستان..قد يكونالانسحاب من أفغانستان بداية الانسحاب الأميركي وأدواته وحلفائه من المنطقة..

دروس من افغانستان..قد يكونالانسحاب من أفغانستان بداية الانسحاب الأميركي وأدواته وحلفائه من المنطقة..
معن بشور
رغم ما نواجهه من معاناة في لبنان والعديد من أقطار الأمّة من جرّاء الفساد والجشع والاستبداد والتبعية، يجب أن لا تغيب عن الأذهان تطورات خطيرة تجري من حولنا وتنعكس تداعياتها بالضرورة على أوضاعنا.
هذه التطورات تتمثل أساساً اليوم بما يجري في أفغانستان التي أراد جورج بوش الإبن في مثل هذه الأيام قبل عشرين عاما أن يقتلع طالبان من افغانستان رداً على ما جرى في نيويورك في احداث سبتمبر/ايلول الشهيرة.
يومها انطلقت هجمة “صليبية”على المنطقة كلها ، كما وصفها بوش الابن، تبدأ بأفغانستان لتنتقل الى العراق فسوريا ومعها لبنان وفلسطين وصولاُ إلى إيران، وشهدت المنطقة حروبا وفتناً واضطرابات ما زلنا نعيش تداعياتها حتى الساعة.
ظنّ كثيرون يومها اننا قد دخلنا “العصر الأمريكي”Pax Americana” وروّج مفكرون “لنهاية التاريخ”و”صدام الحضارات” وأخذ سياسيون و”مناضلون “متعبون يكّيفون انفسهم مع “الحقائق الجديدة” ويندفعون في استرضاء واشنطن، فيما رفض أحرار ومقاومون في الأمة والإقليم الرضوخ للإملاءات الأميركية التي هي في بلادنا رغبات صهيونية، وبدأ النفوذ الأميركي يرتبك ويتراجع في حرب مواقع ممتدة من أفغانستان حتى فلسطين مروراً بالعراق ولبنان وسورية وإيران واليمن…واختار اربابه التراجع الكبير في أفغانستان أمام القوة التي شنّ حرباً لاقتلاعها ،طالبان،
واياً كانت المخططات والنوايا الاميركية من وراء هذا التراجع فإن اختيار أفغانستان لتكون اول مواقع التراجع ، ومحاولة إثارة الاضطرابات في الدول المجاورة لها، قد يكون سببه ان أفغانستان بعيدة عن فلسطين.
لكن في كابول اليوم هزيمة جديدة لواشنطن شبيهة بتلك التي جرت في فيتنام عام 1975 وان كانت بأشكال اقل “فجاجة”حيث كان هناك متسع من الوقت لسحب الدبلوماسيين الأميركيين بطريقة اكثر لباقة.
ولعل من أبرز الدروس المستفادة من الهزيمة الأميركية هو كيفية تخليهم عن ادواتهم المحليين، وكيفية هروب “الرئيس” الأفغاني من كابل..
لذلك يمكننا الافتراض انه كما كانت الحرب على أفغانستان هي بداية الهجمة الأميركية على المنطقة في أوائل القرن الحادي والعشرين ، فقد يكون الانسحاب من أفغانستان بداية الانسحاب الأميركي مع أدواته وحلفائه من المنطقة، خصوصاً اذا احسنت القوى المحلية والإقليمية والدولية ، وفي مقدمها طالبان المدعوْة أيضاً إلى مراجعة جريئة بتجربته من اجل الاستفادة من التراجع الأميركي الاستراتيجي والارتفاع عن الصراعات الجانبية والتركيز على بناء عالم جديد قائم على العدالة والحرية والمشاركة واحترام حقوق الشعوب وكرامة الإنسان، رجلاً كان ام امرأة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار