العودة لطاولة المفاوضات بين قيادة السلطة وكيان الإحتلال..مرة أخرى نحو المجهول المظلم والمطروح المؤلم.. الوضع حالك السواد، والتداعيات ستكون مرعبة وخطيرة!!

العودة لطاولة المفاوضات بين قيادة السلطة وكيان الإحتلال..مرة أخرى نحو المجهول المظلم والمطروح المؤلم.. الوضع حالك السواد، والتداعيات ستكون مرعبة وخطيرة!!

القدس/المنـار/ بسرية تامة هناك لقاءات واتصالات بين عواصم غربية وعربية، بتنسيق مع “اسرائيل” والولايات المتحدة تهدف الى استئناف المفاوضات بين “الاسرائيليين” والفلسطينيين، وهناك عاصمتان مرشحتان لاستضافة هذه المفاوضات، خلال الاسابيع المقبلة، وهما اوسلو والقاهرة، وهي استضافة البدايات ينقل بعدها المفاوضون الى اماكن يتفق بشأنها بين الجانبين.
وبعض جلسات وجولات المفاوضات من المتوقع أن تشارك فيها دول عربية بموافقة “اسرائيلية”، ترى فيها هذه الدول غطاء عربيا تستظل به القيادة الفلسطينية.

اللقاءات والاتصالات السرية والعلنية بين عواصم عربية، ولقاءات قيادات السلطة الفلسطينية، مغلفة بنصائح، درجت على تقديمها في أزمات سابقة، وخلال تعثر الجولات التفاوضية التي توقفت في العام 2014، وآخرها لقاء رئيس وزراء “اسرائيل” السابق ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

استئناف المفاوضات تم التدارس بشأنه بين مسؤولين في ادارة جو بايدن، ودول عربية وإسرائيل ، أوكلت اليها بعض المهام في ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وتل أبيب من جانبها، تدعم بقوة المشاركة العربية، في أية مفاوضات مع الجانب الفلسطيني، الذي ترى قيادته في استئنافها الطريق الاسهل، وحجة تستخدمها مستقبلا في الرد على أية انتقادات، والحجة هي المشاركة العربية في المفاوضات.

وفي حال استئناف المفاوضات، لن تكون مشروطة، ولا اتفاق حول أية جداول زمنية، وبالتالي لن تكون مضمونة النتائج، اللهم، انها تهدىء النفوس والاوضاع وتفتح الطريق واسعة أمام اية اتفاقيات تعقد او تحالفات تقام بين اسرائيل والدول العربية، بعد ان استبعدت هذه الدول القضية الفلسطينية من جدول اهتماماتها، ولم يعد حلها شرطا لاقامة علاقات مع “اسرائيل”.

دوائر سياسية افادت بِأن المفاوضات في حال استئنافها لن تتعدى كونها ادارة للصراع، لفترة زمنية طويلة، لن يستفيد منها الجانب الفلسطيني، بل تعطي “اسرائيل” مزيدا من الفرص لتكثيف البناء الاستيطاني، وهذا ما ستنتهجه واعتادت عليه الادارة الديمقراطية في البيت الابيض مكتفية ببيانات الشجب والادانة.

واذا ما كان هناك تطور ما في الموقف الامريكي، بعد التفاهم والتنسيق مع “العرابين” في الساحة العربية، فان استئناف المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني سيدفع بالقيادة الفلسطينية الى المجهول، وأقله وأخفه “مصيبة” الموافقة على حل “تصفوي” للقضية الفلسطينية، بغطاء عربي تعلق عليه ردود القيادة وتفسيرات قبولها، والجانب العربي، أو أنظمة جاهزة للقبول بذلك، وتحمل تمرير هذا الحل.

ان ذهاب القيادة الفلسطينية المؤكد الى المفاوضات بانقسام في الساحة الفلسطينية، وضعف واضح، وتردد في الحسم وسبات في دائرة الانتظار بأدوات بعيدة عن الخبرة والكفاءة، وسط تهديدات وضغوط وحملات ابتزاز يفضي الى قبول مهين لما هو موضوع سلفا على طاولة المفاوضات، هذا طبعا اذا لم يكن الهدف من وراء استئناف المفاوضات تخدير الجانب الفلسطيني، بحقنة ادارة الصراع ورفع راية حل الدولتين الذي اصبح من المستحيل انجازه.. وهذا من أساسيات سياسة الادارة الديمقراطية في واشنطن منذ عهد باراك اوباما وقبله، ولها وقعها لدى القيادة الفلسطينية، راهنت وبنت الامال عليها، وها هي تعود بمواصلة هذا الرهان الذي يثبت خطأه.

هذا جانب، اما الجانب الثاني، فنطرحه على شكل تساؤل، بكل صراحة ووضوح.. ما هي الاسلحة التي بحوزة القيادة الفلسطينية وهي تستعد لعودة التفاوض مع “إسرائيل”وما يشهد ذلك من تجاذبات وصراعات واخذ ورد وتفرد!!

لا اسلحة تملكها القيادة، فالانقسام ظاهرة تتعمق، والبيت الفلسطيني جدرانه متصدعة، والثغرات تتزايد، والتجاوزات في المبنى الحكومي لم تتوقف، دون اغفال التذمر في الشارع الفلسطيني والعبث الاخذ في التجذر.. الصورة معتمة والوضع حالك السواد، وبالتالي، التداعيات ستكون مرعبة وخطيرة.

ان كل المؤشرات تؤكد أننا ذاهبون الى ادارة للصراع وانغلاقا في دائرة الانتظار وتخبط بين أقدام المحاور تنهشنا التهديدات والضغوط من كل جانب.
وفي قطاع غزة حيث ادارة الحكم الثانية ، يجري التحرك الى تهدئة طويلة الامد تريح “اسرائيل”وقد تفسح المجال لتنفيذ المخططات داخل الضفة وخارجها، مقابل أثمان حياتية واقتصادية .

نحن أمام مستقبل مجهول محفوف بالمخاطر، فلماذا لا يصار الى تغيير الادوات،، فالشارع يراقب باهتمام.. فهل تنفذ رغباته.
والله يستر!!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار