فوضى الواقع الفلسطيني بحاجة لوقفة جادة

*مصباح أبوكرش ..*

*أولا: العمل الفلسطيني السياسي:*

*أ. لكم أن تتصوروا أن الرئيس الفلسطيني الذي يمثل شعب مقهور صاحب قضية فلسطينية عادلة؛ شعب يعيش تحت الإحتلال الذي يقوم بقتله وجرحه وأسره هو رئيس يتبادل التهاني والتعازي مع قيادات هذا العدو المسئول عن ظلمنا وقهرنا .. بأي وجه سياسي سنخاطب هذا العالم عن معاناتنا بسبب هذا الإحتلال ورئيس هذا الشعب يدير العلاقة مع المحتل بهذه الطريقة غير الكريمة !!! .. وهو الأمر الذي يعبر عن حقيقة ما يدور من أعمال خلف كواليس هذه العلاقة الحميمة !! ..*

*ب. تقوم القوى الإستعمارية بأشكال مباشرة وغير مباشرة بالعمل معنا كفلسطينيين على طريقة الإستفراد بفصائلنا كل على حدة وخاصة كبرى هذه الفصائل وهو الأمر الذي يؤدي الى مواصلة الإنقسام وتعميقه مقابل تحقيق بعض المصالح الحزبية المؤقتة وعلى حساب المصالح العليا لهذا الشعب وقضيته العادلة .. وهذا أيضا يحدث لعدة أسباب أبرزها أن الطرف الذي يتحكم بالقرار الفلسطيني السياسي يريد من الكل الفلسطيني التواجد في نفس المكان الذي يقوم من خلاله بدوره الأمني بساتر سياسي ..*

*وأنا أختم الحديث عن هذا الجانب أدعو قادة العمل السياسي في فلسطين وكل الأصوات والأقلام السياسية المؤثرة للتركيز على ما تم ذكره أعلاه وذلك بهدف معالجة حالة الفوضى الكبيرة التي يعيشها الملف الفلسطيني السياسي وبما يضمن توحد الفلسطينيين خلف موقف فلسطيني سياسي موحد؛ أضف الى ذلك ضمان تمثيلنا رسميا أمام هذا العالم بشكل وطني مشرف يعكس عدالة قضيتنا وحجم ظلم أعدائنا لنا ..*

*ثانيا: المقاومة الفلسطينية:*
*يبدو أن بعض الخطابات الساخنة التي تصدر عن مسئولين سياسيين وعسكريين في فصائل المقاومة والتي تهدف لرفع معنويات شعبنا وهزيمة معنويات أعدائنا جعلت عددا لا بأس به من أبناء هذا الشعب يعتقدون أن المقاومة الفلسطينية أصبحت قادرة اليوم وليس غدا على تحرير فلسطين وأنها فقط تفكر بالتوقيت الأنسب لتحقيق ذلك !! .. وهذا ما يفسر مطالبة البعض للمقاومة بخوض الحروب ضد العدو على مدار الساعة وكردة فعل على أي صغيرة أو كبيرة تصدر عن العدو !!! ..*
*أيها الأعزاء نحن لسنا دولة نووية نحن شعب يعيش تحت الاحتلال شعب يملك مقاومة يجب أن يحافظ عليها ويدعمها بكل الأشكال والسبل ولذلك نتمنى عليكم التوقف عن التفكير بطرق عاطفية وكأننا الطرف الذي يملك ترسانة عسكرية هي الأقوى في هذا العالم وليس العدو هو صاحب هذه الترسانة؛ وهذا لا يعني الإستسلام لموازين القوى العسكرية والتي هي ليست في صالحنا؛ هذا يعني مواصلة الإعداد بالتزامن مع إتباع سياسات وإستراجيات عمل في هذا الملف قادرة على تجاوز هذه الموازين من خلال تنفيذ عمليات عسكرية مقاومة متفرقة تؤكد لهذا العدو بأنه لن ينعم بالأمن والأمان فوق أرضنا الفلسطينية الطاهرة وبما يضمن بشكل عام الحفاظ على قدرة شعبنا على مواصلة صموده وتحديه لهذا العدو .. وليس حراما ولا عيبا قيامنا بمراجعة أي سياسة أو إستراتيجية مقاومة إتبعناها ولم تثبت جدواها .. كما ويجب التأكيد على ضرورة التزامنا بتوجيه خطاب مقاوم متوازن للداخل والخارج وبما يحفظ لهذه المقاومة مصداقيتها وحقها القانوني في الوجود ..*

*🔍الخلاصة: تعتبر المقاومة الفلسطينية مسارا وطنيا مركزيا ثابتا يجب علينا جميعا القيام بتأييده ودعمه بكافة الأشكال والسبل وبما يوفر لهذه المقاومة مناخا معنويا وماديا يجعلها قادرة على مواصلة الدرب وتحقيق أهدافها الوطنية المشروعة ..*

*مواصلة العمل الفلسطيني السياسي بهذه الطريقة العشوائية والمنفردة التي يقوم بها كل طرف فلسطيني على حدة سيؤدي في نهاية المطاف الى زيادة حجم الهزيمة السياسية التي تعرضنا لها منذ لحظة توقيع قيادة حركة فتح وتوابعها في المنظمة لإتفاق أوسلو دون الإرتكاز في ذلك على موقف فلسطيني جامع موحد ..*

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار