ستة أحداث سياسية وأمنية…ودلالاتها…معركة سيف القدس…وانتخاب الأسد ورئيسي…وسقوط نتنياهو…ودور أردوغان في افغانسان…وقمة بوتين وبايدن

ستة أحداث سياسية وأمنية…ودلالاتها…معركة سيف القدس…وانتخاب الأسد ورئيسي…وسقوط نتنياهو…ودور أردوغان في افغانسان…وقمة بوتين وبايدن
هلال عون
ثلاثة أحداث بارزة، وثلاثة أخرى أخف وزناً، حصلت في منطقتنا خلال أقل من شهرين ، يجب التوقف عندها مليّاً وقراءة دلالاتها و تأثيراتها على مستقبل منطقتنا.

أما الأحداث الثلاثة البارزة ، فهي بحسب التسلسل الزمني :

1 – الحدث الاول :
معركة سيف القدس التي استمرت من 10- 21 أيار الماضي .

وكانت أهم دلالاتها :
– أظهار الانتماء الوطني الراسخ، والروح الثورية التي يتمتع بها الجيل الجديد من الشعب الفلسطيني ، وأنه نار تحت الرماد تنتظر الريح المناسبة ..

– فشل 73 عاما من عملية تدجين وأسرلة فلسطينيي الأرض المحتلة عام 1948 ..

– ضعف بنية دولة الاحتلال عسكريا واجتماعيا، وفشلها أمنيا.

– خلق معادلة ردع جديدة ، عنوانها : المس بالقدس والاقصى يقود إلى حرب إقليمية على الكيان .

– إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة كأهم قضية في العالم تحتاج إلى حل .

– تعرية القيادات الفلسطينية والعربية المطبّعة مع كيان الاحتلال ، وأنها لا تمثل إرادة الشعب ، وأنه قد تتم محاصرتها وإسقاطها ومحاكمتها في الوقت المناسب .

2 – الحدث الثاني :
انتخاب الرئيس بشار الأسد بتاريخ 26 أيار الماضي .

– من خلال مشاركته بالانتخابات الرئاسية بكثافة لم يشهد تاريخ سورية مثيلا لها ، أرسل الشعب السوري
رسالة إلى النظام الأمريكي وإلى الأنظمة الذيلية التابعة له في أوروبا وفي منطقتنا ، وإلى المعارضة السورية الخارجية العميلة ، مفادها أننا نحن اعداؤكم الأُوَلُ ، وأننا نحن نظام حكم الرئيس بشار الأسد .. وأنه ” لو خاض بنا البحر لخضناه معه” .
وكان الأسد دقيقا حين وصف ما حدث يوم الانتخابات بأنه : “ثورةٌ عنوانها الشرف ضد كلِ ساقط ارتضى لنفسه أن يكون مطية يمتطيها الآخرون ليصلوا به إلى حيثما يشاؤون”.
كل ذلك يعني مزيدا من الإصرار على المبادئ السورية المتعلقة باسقلال القرار السيادي السوري وتحرير الأرض ودعم المقاومة.. أي إفشال أهداف الحرب على سورية جملة وتفصيلا .

3 – الحدث الثالث :
انتخاب السيد إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران بتاريخ 20 حزيران الحالي.

يدل فوز المرشح الايراني السيد ابراهيم رئيسي من الجولة الأولى – وهو المعروف بعدائه الشديد لسياسات أمريكا وبدعمه اللامحدود للمقاومة – يدل على أن منطقتنا مقبلة على مرحلة تشبيك متين الأواصر بين دول حلف المقاومة ، يمكن تسميتها ب «الانتقال من الدفاع إلى الهجوم ضد المصالح الامريكية» ..
وأنه سيتم بعث الروح في جسد المقاومة من طهران إلى لبنان ، وخاصة في العراق .. ما يعني أن بانتظار القوات الأمريكية صيفا حارا ، قد يدفعها إلى الرحيل قريبا.
ولا شك أن بايدن وفريقه يدركون ذلك .

وأما الأحداث الثلاثة الأخرى الأخف وزنا ، فهي بحسب التسلسل الزمني أيضا :

1 – الحدث الأول:
خروج نتنياهو من رئاسة حكومة كيان الاحتلال ، حيث نالت حكومة “نفتالي بينيت” ثقة الكنيست بتاريخ 13 من الشهر الحالي.

كل القرائن تدل على أن اسقاط نتنياهو سياسيا تم بمساعدة أمريكا .
وقد لفت “مارتن إنديك” – سفير أمريكا السابق لدى الكيان – إلى أن إشارة الرئيس الأميركي إلى “حق الفلسطينيين في العيش بأمان وسلام”.. تستحق الملاحظة.

وغالبا لن يتوقف الأمر عند خروج أو إخراج نتنياهو من رئاسة الحكومة ، إذ إن هناك حديثا عن العمل على إخراجه من رئاسة حزب الليكود ، وبالتالي من الحياة السياسية نهائيا .
وسيكون ذلك بدعم أمريكي .
وقد ذكرت قناة “كان” الإسرائيلية، بتاريخ 8 / 6 / 2021 أن وزير الصحة “يولي إدلشتاين” أبلغ قياديين في حزب الليكود بعزمه منافسة نتنياهو، على رئاسة الحزب”.

ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن موقف بايدن وتصريحاته عن حق الفلسطينيين في العيش بأمان لم يكن حبا بالفلسطينيين ، وإنما في اطار الضغط على نتنياهو ، لحماية كيانه منه ، وانسجاما مع استراتيجية واشنطن في تبريد الاجواء في منطقتنا ، تناغما مع انسحابها من افغانستان ، وتحويل جزء كبير من اهتمامها لمواجهة الصين وروسيا.
وفي الإطار نفسه أيضا يأتي إعلان واشنطن عن سحب بطاريات صواريخ الباتريوت ، ومنظومة “ثارد” الدفاعية من ثماني دول في المنطقة بينها السعودية والعراق والأردن .

2 – الحدث الثاني:

إعلان رئيس النظام التركي الإخونجي، إثر لقائه الرئيس الامريكي بتاريخ 14 من الجاري، إرسال ألفي جندي أمريكي إلى افغانستان لتغطية انسحاب القوات الامريكية.
قرار اردوغان الهادف إلى تقديم اوراق اعتماد جديدة لدى “بايدن” الذي كان هدد سابقا بضرورة اسقاط اردوغان .. هذا القرار الذي أزعج موسكو سيؤثر سلبا على العلاقات الروسية التركية .
وسيؤثر سلبا على وضع اردوغان في الداخل التركي ، لأن جنوده وضباطه سيكونون هدفا لحركة طالبان التي اعلنت أنها ستعتبر الجنود الأتراك قوات احتلال.

3 – الحدث الثالث :

اجتماع القمة بين بوتين وبايدن بتاريخ 16 من هذا الشهر .
لم يتم تسريب معلومات عما دار في القمة ، ولم يرشح شيء باستثناء ما تم الحديث عنه في المؤتمر الصحفي للرئيسين ، وخاصة حول الاتفاق على خفض حدة التوتر ، والتعاون في الحد من التسلح .. وتشيكل لجان لمتابعة الملفات التي لم يتم الاتفاق عليها ، ومنها طلب بوتين من بايدن إخراج قوات بلاده من سورية ، وعدم ربط وجودها بوجود قواته بالعراق لأن وجود القوات الامريكية في سورية، يعتبر وفقا للقانون الدولي احتلالا.
ولا أعتقد أنه فات بوتين أن يحذر بايدن من احتمال نشوء مقاومة شعبية في العراق وسورية لإخراج القوات الامريكية .
وربما ستتم مناقشة ذلك بين لجان البلدين بتوسع أكبر وفق الوقائع الجديدة السياسية والأمنية التي ستفرضها نتائج مباحثات فيينا بشأن النووي الإيراني، وانتخاب الرئيس الجديد في إيران، وتهديد الحشد الشعبي بتوسيع وتنشيط المقاومة ضد الاحتلال الامريكي.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار