حملة فلسطينية دولية تدعو لإعادة بناء منظمة التحرير وإصلاحها

حملة فلسطينية دولية تدعو لإعادة بناء منظمة التحرير وإصلاحها

عبد الحميد صيام نيويورك- “القدس العربي”: أطلق نشطاء وأكاديميون وصحافيون فلسطينيون من أنحاء العالم، يومي الخميس والجمعة 27/28 مايو/أيار الجاري، مبادرة تدعو لإصلاح منظمة التحرير والعمل على إجراء انتخابات شاملة للمجلس الوطني داخل وخارج فلسطين، وذلك تزامناً مع الذكرى 57 لإنشاء المنظمة التي أُسست عام1964.

وشارك في الحملة التي جاءت بعنوان “الحملة الوطنية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية”، عدد من مؤسسي المنظمة، إذ تم الإعلان عنها من خلال مؤتمر صحافى عبر تقنية الزوم أداره رئيس منتدى الفكر العربي بلندن محمد أمين، وحضره عدد من الصحافيين ومؤسسي الحملة.

وبحسب القائمين عليها وهم عدد من أعضاء المنظمة، فإن الهدف الرئيس من الحملة المذكورة هو إجراء الانتخابات التي من شأنها ضخ دماء جديد في شرايين المنظمة، والعمل على إشراك الشباب في العمل السياسي الوطني الفلسطيني، بعيداً عن المحاصصة والمحسوبيات.

ووفقاً للبيان التأسيسي الذي أعلن عنه خلال المؤتمر الصحافي، فإن حملة الإصلاح المنوي العمل عليها تشمل إشراك الكل الفلسطيني في منظمة التحرير، من خلال انتخاب قيادات جديدة، تمثل الأطياف السياسية الفلسطينية كافة في كل أماكن تواجدهم، والعمل على إجراء إصلاحات شاملة تقوم على التمسك بالثوابت الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بعيداً عما وصفه البيان بـ”مسيرة أوسلو الكارثية”.

حملة الإصلاح المنوي العمل عليها تشمل إشراك الكل الفلسطيني في منظمة التحرير، من خلال انتخاب قيادات جديدة، تمثل الأطياف السياسية الفلسطينية كافة في كل أماكن تواجدهم، والعمل على إجراءات إصلاحات شاملة تقوم على التمسك بالثوابت الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره

ويعرف مطلقو الحملة أنفسهم بأنهم” مجموعة فلسطينية مستقلة، لا تمثل حزباً بعينه، وتؤمن بالعودة إلى الميثاق الوطني الذي أقر عام 1968″، مؤكدين على ضرورة العمل على توحيد الصف الفلسطيني، وتأكيد حقوقه المشروعة في محاربة الاحتلال وتحرير الأرض، إذ ناقشوا حالة الانقسام والتشرذم التي أصابت الحالة الفلسطينية، داعين إلى إعادة توجيه البوصلة ضد الاحتلال، من خلال إعادة إصلاح المنظمة التي تعد الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”.

ومن بين المؤسسين للحملة سلمان أبو ستة، رئيس مؤسسة الأرض بالكويت والمختص في شؤون اللاجئين والعضو السابق في المجلس الوطني الفلسطيني، والمحامي أنيس فوزي القاسم، و عضو حزب التجمع وعضو القائمة العربية المشتركة سابقا حنين الزعبي، والبروفيسور كامل هواش, رئيس حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني في بريطانيا، والأكاديمية كارول دانيل كاسبري، والأكاديمية ليلي حبش، والأكاديمي والكاتب عبد الحميد صيام، ورئيس الجالية الفلسطينية في السلفادور سمعان خوري، والمحامي عدنان الصباح في بريطانيا، والكاتب محمد الأنصاري من الكويت وآخرون.

من جانبه، لفت سلمان أبو سته، العضو السابق في المجلس الوطني الفلسطيني، إلى وجوب العمل على تأكيد الحق الفلسطيني كاملاً، منتقداً الحالة السياسية التي أعقبت اتفاق أوسلو والتي قال إنها “لاقت انتقادات واسعه في الأوساط الفلسطينية في حينه”.

وتابع “فلسطين التي نريد هي فلسطين التي تبدأ من رأس الناقورة شمالاً وحتى أم الرشرارش جنوباً”، داعياً الكل الفلسطيني للعمل على استعادة منظمة التحرير وفق الأهداف الوطنية التي أنشأت من أجلها، موجهاً الدعوة لكل الفاعلين السياسيين في الساحة الفلسطينية من أجل دعم الحملة، وجعلها واقعاً ملموساً على الأرض.

فلسطين التي نريد هي فلسطين التي تبدأ من رأس الناقورة شمالاً وحتى أم الرشرارش جنوباً

فيما أشار محمد أمين إلى أن هذه الحملة لها ثلاثة أهداف، أولها إعادة بناء المنظمة من خلال انتخابات مجلس وطني فلسطيني، وثانياً إفراز قيادة فلسطينية جديدة، أما الهدف الثالث فهو العمل على تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني المبني على الثوابت الوطنية.

وقال إن “الهدف هو استعادة منظمة التحرير وليس إنشاء منظمة جديدة”، مشدداً على أن  الحملة لم تأت بمطالب جديدة بل كل ما جاء في الحملة مثبت في ميثاقها الذي تم تجازوه منذ اتفاق أوسلو.

في السياق ذاته، لفتت الزعبي إلى أن الحملة المذكورة ستعيد فلسطينيي الداخل 48 إلى مربع الفعل السياسي والحوار الوطني الفلسطيني، مضيفة” كنا في حصار سياسي وكان الشعب الفلسطيني قد تنازل عملياً ولو بشكل غير مقصود عن دورنا الوطني، والآن ننتقل الى خطاب جديد، حيث يتم التأكيد على مكانة وأحقية فلسطينيي ال48 في المنظمة، وهذا بحد ذاته تحول مهم”.

وتابعت ” لا يجب أن ينظر إلى أن العلاقة مع الاحتلال أمر طبيعي، نحن جزء من الحوار الوطني، وطبيعة المرحلة والمشهد الفلسطيني الحالي يؤكد أن الزمان يعيد نفسه، ويؤكد على أننا شعب واحد وهذا ما يجب أن يكون”، في إشارة منها للتظاهرات التي خرجت خلال الأسابيع الماضية داخل المدن والبلدات العربية المحتلة 48، دفاعاً عما يجرى في القدس وقطاع غزة الذي تعرض لحرب شرسة استمرت 11 يوماً.

من جهته، دعا أنيس القاسم كافة أبناء الشعب الفلسطيني، للمشاركة في حملة الإصلاح هذه، كي تحظى على الإجماع الشعبي الفلسطيني، واصفاً اتفاق أوسلو بأنه نكبة جديدة حلت على الشعب الفلسطيني، متمنياً أن تلقى الحملة انتشاراً واسعاً في الأوساط الفلسطينية على المستويين الفصائلي والشعبي، من أجل إفراز قيادات شابه. وقال ” لا نوايا لاستثناء أحد، الباب مفتوح للجميع وفلسطين تتسع للجميع”.

وشدد المشاركون على ضرورة الالتفاف حول خيار المقاومة كسبيل وحيد للدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة، وكأداة فاعلة لإعادة تصويب المسار السياسي الفلسطيني بعيداً عن المسار التفاوضي، مؤكدين على وحدة الصف الفلسطيني التي ظهرت جلية واضحة خلال العدوان الأخير على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وقطاع غزة ، سيما بعد الزخم الدولي والدعم الكبير الذي شهدته مدن وعواصم عالمية عدة.

كما دعوا إلى الاعتماد على النصوص القانونية الداعمة لإصلاح منظمة التحرير التي تدعو لانتخاب أعضاء جدد، بل وتشرح بشكل مفصل إجراءات الترشح والانتخابات، عادّين أن السبب الرئيس في حالة الترهل التي وصلت إليها المنظمة هو غياب التطبيق الكامل لبنود القوانين التي تضبط الحالة التي من المفترض أن تكون عليها منظمة التحرير.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار