[ الولايات المتحدة الأمريكية – الوقت القاتل]

[ الولايات المتحدة الأمريكية – الوقت القاتل ]
تحليل وتقدير موقف
إثنا عشر يوما فقط هي الوقت المتبقي لانتهاء ولاية الرئيس الأميركي الخاسر بالانتخابات الرئاسية الجمهوري “دونالد ترامب” وتنصيب خصمه الديمقراطي الفائز “جو بايدن” رئيساً جديدا لمدة أربع سنوات قادمة ..
وبالرغم من قصر هذه المدة ، وإحباط كلّ محاولات “ترامب” القضائية والدستورية والقانونية والشعبية لتعطيل نتيجة الانتخابات ، يبدو الديمقراطيين ومعهم العديد من الجمهوريين ، ومن خلفهم الدولة العميقة المتمثلة بالشركات العابرة ووسائل الإعلام وشركات منصات التواصل الإجتماعي وشركات البورصة والنقد والمال ، يبدون في حالة قلق وتخوف شديدين مما قد يحدث خلال هذه المدة القصيرة جدا ، يؤيد ذلك ما ذهبت إليه كل من مواقع التواصل الإجتماعي ” تويتر و فيسبوك و إنستغرام ” في حظرها لحسابات الرئيس ترامب ومنعه من النشر والتغريد ، وتصاعد الدعوات إلى عزل ترامب لمنعه من إتمام الإيام القليلة المتبقية من ولايته ، والتي توجتها دعوة رئيسة مجلس النواب الديمقراطية “نانسي بلوسي” لنائب ترامب “مارك بنس” لاستخدام صلاحياته وفقا للمادة 25 من الدستور الامريكي التي تمنح نائب الرئيس صلاحيات عزل الرئيس ..

فما الذي يخشاه هذا التحالف المتشكل في مواجهة ترامب ؟ وما الغايات من وراء ما يجري ؟

1- منع ترامب من التواصل مع أنصاره عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل ، خشية من تجييش الشارع المؤيد له وحشده مرة اخرى لإحداث الفوضى ..
2- منع ترامب من الظهور إعلاميا وعبر وسائل التواصل ، خشية من نشر فضائح واسرار تضر بالولايات المتحدة على المستوى الدولي ولدى اعدائها وحلفائها ..
3- إظهار ترامب كرجل مختل وغير مؤهل عقليا ، لضرب القاعدة الشعبية الكبيرة التي يحظى بها داخل المجتمع الأمريكي ..
4- توجيه رسالة للخارج ، وبخاصة حلفاء الولايات المتحدة ، أن الوضع الداخلي الامريكي تحت السيطرة ولا خوف مما جرى مؤخرا في الكونغرس ، وكسب تأييد خارجي لبايدن على حساب ترامب ..
5- قطع الطريق على ترامب في حال فكّر باللجوء إلى حرب خارجية لتبرير بقائه في السلطة ، كخطوة يتيحها الدستور الأمريكي في حالة الحروب ..
6- محاولة لإظهار الإدارة الجديدة لبايدن بمظهر القوة على المستويين الداخلي والخارجي ..
7- عدم الثقة بما أعلنه ترامب برغبته نقل السلطة لبايدن يوم 20 يناير بشكل منظم
8- وفوق كل ذلك ، الخشية من نتائج أي مغامرة قد تطيح بالعقد الإجتماعي والسياسي ، وبالمكانة العالمية للولايات المتحدة والمهتزة اصلا ، وإلى الأبد ..

م. حيان نيوف

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار