إيران وفرصة الانتقام القادم من أمريكا والكيان الصهيوني.

بقلم: الدكتور سليم الخراط

من المؤكد أن المفاجآت قادمة وأن التداعيات المحتملة من وراء إغتيال قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني ورفاقه في العراق ، ستكون لها وقع كبير وأثر على دول محور المقاومة ، وتفعيل أعمالها الميدانية ، ورفع وتيرة مواجهاتها ، والتي ستزلزل المنطقة وستقض مضجع الكيان الصهيوني ، الهدف الذي سيكون الأول ، والتالي الوجود الأمريكي برمته وأشكاله وتوزعاته في المنطقة ، وحتما سيكون لها تأثير كبير على واقع الوجود الأمريكي في العراق ، والذي سيدفع نحو خروج هذه القوات بسرعة فائقة ، وبذرائع واهية مختلقة لخروجه ، ونذكر بعمليات انتقامية حصلت أيام الحرب بلبنان ، ذهب بها أعداد كبيرة من قوات المارينز ، ما دفع أميركا للخروج من لبنان بسرعة ، وهي ليست مستعدة اليوم لدفع أبناءها ليكونوا وقود معركة بالنيابة عن سياسات الغطرسة الاسرائيلية وتبريرها وحمايتها باستمرار ، وتحمل نتائجها كدولة مارقة ، تعتبر نفسها القوة الوحيدة الضاربة في العالم ، خاصة ، وقد بدأت تتقلص سياساتها التوسعية ، ولم تعد تأبه إلا إلى نفسها وحماية مصالحها في المناطق الأقرب لها جغرافيا ، بعيداً عن ذهابها في عمق البحار والقارات .

– لقد سبق وشهدنا لإيران مواقف ، وهي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تحدت أميركا والكيان الصهيوني واقعاً وفعلاً ومواجهة ، عبر محور المقاومة ورأس حربته المقاومة الإسلامية ممثلة بحزب الله ، وتقف بوجههم ، في وقت لم نسمع أو نجد موقفا عربيا موحداً في ذلك ما عدا سياسات الشجب والتنديد والتباكي على فلسطين وشعبها ، لولا دول محور المقاومة ، ودورها المباشر بمواجهاتها للإرهاب العالمي المنظم والمدعوم من الدول المارقة في المنطقة ، في ظل مؤامرة كونية للاستيلاء على سورية وثرواتها ، ونحن على ثقة تامة من الرد الإيراني ، الذي سيكون مؤلماً ومزلزلاً لأمريكا في سورية وفي العراق ولبنان وجبهة الجولان وفي وقت لا يحدده سواها ، والثمن الذي ستدفعه ” اسرائيل ” سيكون باهظاً جداً لم يحسب له حساب ، خاصة وأن التحليل لواقع هذا العمل الإجرامي يؤكد ضلوع ” اسرائيل ” فيه ، وأن أميركا تتحمله وتتصدى له بالواجهة لحماية إسرائيل .

– لكن هل ستصمت على ذلك ..!! في وقت ستتحول فيه دول المنطقة والخليج إلى ساحة للانتقام ، وفرصة لتأكيد سياسة إيران لدول الجوار في موقفها من العدو الصهيوني وأميركا ، حينها لن يكون هناك خطوط حمراء ولا صفراء في المواجهة أمام إيران ، بل جبهة مفتوحة على أعدائها وأعداء محور المقاومة .

– لذلك نؤكد ومن واقع استرتيجية إيران والسياسة الإيرانية ، بأنها لا ولم تبني على رموز وأشخاص ، ولن يكون لاغتيال الفريق قاسم سليمان ، أي تأثير على الوجود الإيراني في المنطقة عموما ، ولن يحد من تاثيرها أبداً بواقع هذه السياسة الثابتة الموقف في مواجهة الصهيونية وأميركا في المنطقة لذلك سنجد في إستراتيجية القوى المتواجدة بالمنطقة ، تحولات واصطفاف وتموضعات ، تنوعت لمجموع القوى المتواجدة بجيوشها ، تحقيقاً لنفوذها وحماية مصالحها التي تحققها لتدافع عنها وتفعلها إستراتيحية مواجهاتها .

– وبالتالي فإن إغتيال الفريق قاسم سليمان ، لن يؤثر في مواجهة هذه السياسات ، وتحديدا مواجهة ايران لمحاولات التمدد التركي في المنطقة ، ما يعني أن المنطقة بأكملها قد دخلة مرحلة جديدة من توزيع الأدوار في ظل تشظي الواقع العربي ، وهرولة معظم الأنظمة العربية نحو الأميركي والصهيوني واسترضائه بأي تنازلات قادرون على تقديمها .

– لقد كان خلال الأزمة السورية للفريق قاسم سليماني دوراً محورياً في فعل ومواقف محور المقاومة في كافة المواقع ، خاصة الاعدادات التي تمت في جبهة جنوب سورية مع العدو الصهيوني والتي أثرت بوضعه ، وقلقلت تموضعاته وجبهته في الجولان ، خاصة بعد ربط جبهة الجولان بجبهة جنوب لبنان وسيطرة قوى محور المقاومة على هذه الجبهة ، ومن المؤكد أن فعل محور المقاومة لن يتأثر في رحيله ، ولن يكون له أي تأثير على الدور الداعم للدولة السورية من قبل جمهورية إيران الإسلامية بمواقفها الثابتة والمعلنة .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار