الدور الايراني الاستراتيجي في دعم ومساندة سورية في مواجهة الحرب الكونية على المنطقة!

بقلم: أكرم عبيد

وكالة إيران اليوم الإخبارية_أكرم عبيد
– لا شك أن انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية بزعامة سماحة الإمام القائد الخميني رحمه الله عام 1979 كان حدثاً مميزاً في المنطقة ومفصل تاريخي ما بين عصر التبعية للاستكبار الصهيوني الأمريكي وعصر التحرر والاستقلال الوطني بعدما تحطمت أعظم إمبراطورية في الشرق التي شكلت أهم ركائز تحالف الشر العالمي الصهيوأمريكي ونقلت الشعب الإيراني من دائرة التبعية للعدو إلى الدائرة الوطنية التحررية والإسلامية المقاومة و الانتصار للقضايا الإسلامية والتحررية العالمية العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين .

– لقد تميزت الثورة الشعبية الإسلامية الإيرانية عن الثورات الأخرى بأنها ثورة شعبية عقيدية استطاعت بحكمة وحنكة الأمام الراحل قلب موازيين القوى العالمية لتشكل تحولاً استراتيجياً مهماً في التاريخ المعاصر على الصعيدين الاقليمي والعالمي كما اعترف معظم القادة في تحالف الشر الغربي بقيادة العدو الصهيوامريكي في مذكراتهم التي نشرت فيما بعد . ومنذ صبيحة الحادي عشر من شباط عام 1979 بدأ عداؤهم للنظام الثوري الإسلامي المقاوم في اول جمهورية اسلامية في المنطقة بشكل سافر وواسع وشامل وكانت الادارة الأميركية المتصهينة تقود جبهة الأعداء من تحالف الشر الغربي وعملائهم الصغار في المنطقة من الأنظمة العميلة للغرب وفي مقدمتها النظام الوهابي التكفيري السعودي .

– ومنذ اللحظة الأولى لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية كان الإمام يتطلع لإقامة أفضل العلاقات الاستراتيجية مع العرب والمسلمين ، ولم يفكر أبداً بتصدير الثورة كما يزعم البعض من أبواق الدعاية الصهيوامريكية وعملائهم الصغار في المنطقة لأن ما يجمع الثورة الإسلامية بأفكارها الخلاقة مع العرب والمسلمين أكثر بكثير مما يفرقها .

– وقد أدرك الرئيس حافظ الأسد رحمه الله برؤيته الاستراتيجية الثاقبة مبكراً أهمية الثورة الإسلامية التي أسس لها الإمام الخميني في مكافحة الظلم ونصرة الشعوب المستضعفة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني وقضية الوطنية وحقوقه العادلة في أرض وطنه المحتل فلسطين كل فلسطين ودعم ومساندة سورية في استعادة الجولان السوري المحتل ورفض هيمنة القوى الاستكبارية العالمية بقيادة العدو الصهيوامريكي على المنطقة .

– وقد وضع الزعيم الخالد حافظ الاسد رحمه الله هذه الثورة في إطار تحقيق التوازن الاستراتيجي مع العدو الصهيوامريكي بعد توقيع نظام السادات المقتول اتفاقيات كامب ديفيد الخيانية وإخراج مصر من معادلة الصراع العربي الصهيوني وتورط العراق في اعلان الحرب الظالمة على ايران بعد انتصار الثورة عام 1979 التي كان من اهم اهدافها تحول هذه الحرب العدوانية الى حرب عربية ايرانية ليكون المستفيد لوحيد منها العدو الصهيوني المحتل .

– لهذا السبب اعلنت سورية موقفا واضحا وصريحا رافضا بقوة لهذه الحرب الظالمة على ايران الثورة بدعم ومساندة وتمويل بعض الانظمة العربية المتصهينة في الخليج العربي بقيادة النظام السعودي وبتحريض من العدو الصهيوامريكي الذي خطط لتحويل هذه الحرب لحرب عربية إيرانية الهدف منها تحطيم القدرات العراقية والإيرانية لإخراجها من معادلة الصراع العربي الصهيوني كما اخرجت مصر .

– وكانت سورية بقيادة الزعيم الخالد حافظ الاسد رحمه الله البلد العربي الوحيد الذي أدرك أهمية الثورة الاسلامية الايرانية وسارع الى مد جسور الثقة مع قيادتها منذ اللحظة الاولى لانطلاقتها وعبر عن أهمية العلاقة بين العروبة الاصيلة والإسلام المقاوم الذي يعمل لتحقيق المصالح الاستراتيجية بين الامتين وانتقلت العلاقة من التفاهم وتبادل المنافع السياسية والمصالح الى علاقات استراتيجية اخوية بين البلدين وبعد رحيل سماحة الامام القائد الخميني طيب الله ثراه عام 1989 تسلم سماحة الامام القائد علي الخامنئي مهام القيادة في الجمهورية الاسلامية الايرانية ليسير على نفس المنهج والمبادئ الخلاقة التي وضعها سماحة الامام الراحل الخميني رحمه الله . وفي الحقيقة لم تهتز العلاقة السورية الايرانية التي استمرت بين البلدين على نفس المنهج بالرغم من وفاة الرئيس حافظ الاسد عام 2000 الذي شهد أول انتصار للمقاومة في لبنان بعد هزيمة الجيش لصهيوني المحتل من معظم الاراضي اللبنانية في الجنوب المقاوم تحت ضغط المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله المدعوم من سورية والجمهورية الاسلامية الايرانية وتسلم الرئيس بشار الاسد مهام القيادة في سورية وكان انتصار أيار انتصاراً للتحالف السوري الايراني الذي شكل الخطوة الاولى على طريق تحقيق اهم الانتصارات للمقاومة من العراق التي دحرت تحالف الشر الغربي المحتل بقيادة العدو الصهيوامريكي الى الانتصار العظيم للمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله على العدوان الصهيوني في تموز عام 2006 وكذلك الصمود الاسطوري للمقاومة الفلسطينية في مواجهة ثلاثة حروب متعاقبة على قطاع غزة المحاصر خلال خمس سنوات في محاولة من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني لتحقيق أي مكسب عسكري أو سياسي لاستعادة معنويات الجيش الصهيوني المهزوم تحت ضربات المقاومة في عدوان تموز .

– وقد استثمرت سورية والجمهورية الاسلامية الايرانية هذه الانتصارات لتشكل ورقة ضاغطة وبقوة على الانظمة العربية المتصهينة المراهنة على التسوية السياسية للصراع العربي الصهيوني وأحرجتها بشكل كبير أمام شعوبها . نعم لقد شكلت هذه الانتصارات على العدو الصهيوامريكي في المنطقة انجازاً كبيراً للتحالف السوري الايراني الذي تطور بشكل متسارع ليشكل محوراً للمقاومة والصمود في مواجهة الاطماع الصهيوامريكية على الصعيد العربي والإقليمي حتى العالمي .

– وبالرغم من الهزائم المتلاحقة للمشاريع والمخططات الصهيوامريكية في المنطقة تعمدت اطراف هذا التحالف العدواني استثمار ما يسمى “ الربيع العربي “ لإعلان الحرب الكونية على سورية منذ نيف وثمان سنوات والتي صمدت بدعم ومساندة حلفائها وأشقائها في محور المقاومة والصمود والأصدقاء الروس وكل احرار العالم وفي مقدمتهم الجمهورية الاسلامية الايرانية التي أدركت بشكل مبكراً ان العدوان الكوني لا يستهدف سورية فقط بل يستهدف الامن القومي الايراني وتفكيك محور المقاومة والصمود على قاعدة تقسيم المقسم من خلال فرض سايكس بيكو جديدة على المنطقة ولكن بمقاييس ومفاهيم صهيومريكية جديدة تستند لمعادلة تعميم ثقافة الفتنة الطائفية والمذهبية التي ابدعها زبيغينو بريجنسكي مستشار الامن القومي منذ عقود تحت عنوان النفير المخابراتي و ” الوهابية الجهادية “التي اطلقها عام 1979 ” 1 “ .

– لهذا السبب فان الموقف الايراني من العدوان الكوني على سورية كان وما زال منسجما مع الاستراتيجية العسكرية والأمنية والاقتصادية لقوى المقاومة في سورية سواء في مواجهة قوى الاستكبار العالمي بقيادة العدو الصهيوامريكي وعصاباتهم الوهابية العنصرية التكفيرية التي تعمدت اختطاف بعض المواطنين الايرانين اثناء عبورهم الى سورية لزيارة المراقد المقدسة عام 2012 .

– وقد اعلن سماحة الامام القائد علي الخامنئي منذ اللحظة الاولى للازمة في سورية ان التظاهرات في سورية تختلف عما شهدته بعض الدول العربية الاخرى وأضاف ان ما يحدث لم يكن سوى مؤامرة خارجية تحركها اصابع العدو الصهيوامريكي وحلفائهم في المنطقة الهدف منها كسر الارادة الصمودية لسورية والتخلص من نظامها الوطني كونه يشكل ركن مهماً من اركان قوى المقاومة وحاضنها .

– كما اعتبر ان ما يحدث في سورية حربا بالوكالة ضد محور لمقاومة والصمود ولمصلحة الكيان الصهيوني وأضاف ان الحل يتلخص بدعم الشعب السوري في مواجهة الارهاب ومعارضة التدخل الخارجي وركز على الاصلاح الوطني الداخلي وليس المفروض من الخارج ووقف ارسال السلاح للمجموعات الارهابية المسلحة .

– وقد أشار الرئيس الايراني احمدي نجاد الاسبق أنذاك في تصريح له بتاريخ 27 اذار عام 2012 ، أن عدوان المستكبرين على سورية تحت شعار الحرص على حرية الشعوب والدفاع عن حقوقها لم تكن سوى شعارات وهمية لضرب قوى المقاومة من أجل انقاذ الكيان ” الاسرائيلي “ وحمايته .

– وفي نفس السياق قال المفكر الايراني مهدي طيب في تصريح له بتاريخ 14 / 2 / 2013 حول ابعاد ومخاطر العدوان الكوني على سورية وأهدافه الاستراتيجية ” اذا فقدنا سورية لا يمكن ان نحافظ على طهران “ وانطلاقا من هذه المعادلة يعتقد معظم المحللين ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر سورية خط الدفاع الاول بعد العراق في مواجهة الارهاب والإرهابيين من عصابات داعش وأخواتها من القاعدة والنصرة المدعومة من بعض انظمة الردة المتصهينة في الخليج بقيادة النظام الوهابي التكفيري في الجزيرة العربية الى النظام الطوراني التركي الاخونجي بقيادة اردوغان التي تعمدت التدخل المباشر في الشؤون السورية الداخلية وتقديم كل أشكال الدعم المالي والعسكري والأمني للعصابات المأجورة التي تم استيرادها من كل اصقاع العالم وتصنيعها من أجل غزو سورية في سياق مشروع اجرامي غربي بقيادة العدو الصهيوامريكي من أجل تغير معالم المنطقة بشكل يتلاءم مع مصالح الكيان الصهيوني .

– أولاً واذا نجح هذا المشروع لا سمح الله فان المنطقة ستتعرض للفوضى والكثير من الازمات والمشاكل التي سَتُفقدها الامن والاستقرار لعدة عقود من الزمن بسبب الحروب الطائفية والمذهبية التي ستشهدها.

– وقد ثبت للجميع الرؤية الثاقبة والنظرة بعيدة المدى للسيد الرئيس بشار الأسد عندما أشار منذ بداية الاحداث وقال ” أن الإرهاب خطر على الجميع وأن المشكلة لن تبقى محصورة ضمن الحدود السورية بل ستنتشر إلى الدول التي تدعم الإرهاب ” وهذا ما حصل في العديد من الدول الاوروبية وتركيا وغيرها .

– لهذا السبب لم يدخر حلفاء سورية في محور المقاومة والصمود وفي مقدمتهم الجمهورية الاسلامية الايرانية جهودهم الخلاقة في دعم ومساندة سورية بمختلف المجالات السياسية والدبلوماسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والمالية والإعلامية وغيرها التي كان لها الأثر الكبير في تغيير المعادية في سورية والمنطقة والعالم .

– وبذلك فالسمة البارزة لهذه العلاقة التحالفية الاستراتيجية هو الحركية والتغير في بيئة إقليمية حافلة بالقضايا المعقدة والمتجددة والتي توجت بزيارات هامة لقيادات البلدين لتوقيع المزيد من الاتفاقيات البينية والتشاور والتنسيق في مختلف المجالات منذ اللحظة الاولى للشعور بالخطر الجدي الذي يتهدد سورية منذ بداية العام 2012 لان سورية كانت وما زالت تشكل خط الدفاع الاول عن محور المقاومة والصمود وكل أحرار العالم وانتصار سورية يعني انتصار محور المقاومة والصمود على الارهاب والإرهابيين وهزيمة أسيادهم تحالف الشر الاستعماري الغربي بقيادة العدو الصهيوامريكي الذي تعمد تضليل الرأي العام العالمي بعد تشكيل التحالف الدولي المزعوم لمواجهة الارهاب في سورية مع العلم أن الادارة الامريكية هي من صنع العصابات الارهابية من القاعدة للنصرة وداعش وسلحتها ودربتها ومولتها من بعض الانظمة العربية المتصهينة في الخليج بقيادة النظام الوهابي التكفيري السعودي وحشدت قطعانها بمئات الالاف في تركيا والأردن وفتحت غرف العمليات العسكرية والاستخباراتية لاجتياح سورية وإسقاطها من معادلة الصراع العربي الصهيوني ودعم ومساندة واحتضان قوى المقاومة .

– وبالرغم من كل الامكانيات المادية والعسكرية والأمنية والإمبراطوريات الاعلامية العالمية والتضليل الرخيص لم يحقق تحالف الشر الغربي الوهابي التكفيري خلال السنوات السابقة ما حققه الروس والإيرانيين في زمن قياسي في مواجهة الارهاب الارهابيين وعلى العكس فان تحالف الشر الغربي استهدف البنى التحتية والمجتمعية السورية ودمرها في المدن شرق سورية وخاصة في الرقة ولم يستهدف مواقع العصابات الارهابية من داعش وأخواتها في القاعدة والنصرة .

– وقال الرئيس بشار الاسد بهذا الخصوص في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية بتاريخ 6 / 12 / 2015 ” ان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية ضد الارهاب وهمي وافتراضي لأنه لم يحقق أي انجازات على الارض في مواجهة الارهاب .

– مشيراً الى ان سورية لا تضيع الوقت في مناقشة ما يقوم به هذا التحالف لأنها بدأت بمحاربة الارهاب وستستمر بصرف النظر عن وجود أي قوة عالمية داعمة لهذه العصابات الارهابية ” .

– وبعد حوالي تسع سنوات من الحرب العالمية الثالثة المعلنة على سورية صمدت سورية ،أولاً بوحدة شعبها وجيشها وقيادتها بقيادة الرئيس بشار الاسد وثانيا بدعم ومساندة حلفائها وشركائها في محور المقاومة وفي مقدمهم ايران وحزب الله ا والفصائل الفلسطينية وغيرها من شرفاء الامة الى الاصدقاء الروس وكل أحرار العالم وحققت المزيد من الانتصارات .

– بعدما انتقلت في بداية العام 2014 من موقع الدفاع الى موقع الهجوم واستعادت المزيد من المدن والقرى والبلدات التي كانت تحتلها عصابات داعش وأخواتها من القاعدة والنصرة من حلب وريفها الشرقي الى معظم ريف اللاذقية وريفي حماه وحمص ومعظم الريف الدمشقي والقنيطرة درعا وريف الرقة وتنظيف الحدود مع لبنان واستعادة معظم النقاط على الحدود السورية الاردنية والعراقية واستعادة معظم المساحات الصحراوية في البادية وصولاً الى كسر الحصار عن مدينة دير الزور وتحريرها واستعادة الميادين والتوجه للبوكمال ومازالت المعارك مستمرة والانتصارات متتالية وقد ترافقت هذه الانتصارات الميدانية مع استراتيجية المصالحات الوطنية التي استعادت الكثير من الشباب المغرر بهم على مختلف الجبهات بالإضافة لعقد المؤتمرات في استنا وجنيف من اجل حل سوري سوري بعيدا عن اي تدخل خارجي مما أقلق العدو الصهيوامريكي الذي تعمد التدخل العسكري المباشر لدعم ومساندة العصابات الوهابية التكفيرية ورفع معنوياتها المنهارة تحت ضربات الجيش العربي السورية وحلفائه في محور المقاومة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء في لعبة الأمم على الأرض السورية لتحقيق توازن استراتيجي على الصعيد الاقليمي والمحافظة عليه وخاصة بعد الانتصارات الكبرى التي حققها محور المقاومة من سورية الى العراق ولبنان بالإضافة للصمود الاسطوري للمقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني في الاراضي الفلسطينية المحتلة التي انعكست تداعيات بقوة على الصعيدين الاقليمي والدولي ومنحت الجمهورية الاسلامية الايرانية المزيد من اوراق القوة على طاولة المفاوضات مع الدول ال 5+ 1 حول الملف النووي الايراني الذي حقق نجاحات مهمه في هذا السياق وكسرت الحصار الظالم المفروض على الشعب الإيراني العظيم منذ عقود واستعادت جزء من اموالها المجمدة في البنوك الغربية وفي مقدمتها البنوك الامريكية وعادت للأسرة الدولية مكللة بانتصارها الكبير الذي أدى لتدعيم دورها على الصعيدين الاقليمي والدولي وفرض حضورها بقوة في كل المحافل لتشكل مصدر قوة اضافي لمحور المقاومة والصمود الذي اعتبر انتصارها في المفاوضات بخصوص الملف النووي انتصاراً له ولكل أحرار العالم كما هو انتصار لسورية بعدما فرضت على وزير الخارجية الامريكي جون كيري التحول في مواقفه عندما صرح في 15 / 3 / 2015/ في مقابلة مع قناة سي بي إس الأمريكية انه مستعد للتفاوض مع الرئيس بشار الاسد بعد اعترافه أن الحل السياسي في سورية هو الملاذ الأخير لإنهاء الازمة في اطار اتفاقية جنيف بعد ظهور عدو مشترك يتمثل بداعش وأضاف إن هذا قد يخفف من المواقف الغربية تجاه الرئيس الاسد .

– كما قال بالرغم من أن هذا الخيار لم يكن وارداً في قاموس الادارة الامريكية التي سرعان ما تراجعت عنه تحت ضغط اللوبي الصهيوني العالمي وشركائهم في تحالف الشر الغربي بقيادة العدو الصهيوامريكي الذي فقد الثقة بعصاباته المنهارة فتعمد التدخل العسكري المباشر لخلط الاوراق والتي تمثلت في اسقاط الطائرة السورية التي كانت تقصف مواقع داعش بالرصافة في محافظة الرقة ثم قصف قاعدة الشعيرات الجوية في ريف حماه و استهدفت الجيش السوري وحلفائه قرب التنف وأقام قواعد عسكرية امريكية محتلة شمال وشرق سورية بالإضافة للعدوان الصهيوني المتكرر على مواقع الجيش العربي السوري لدعم ومساندة عصاباتهم المهزومة واستخدام اسلوب تغير أسماء العصابات بأسماء أخرى .

– كما حصل عندما حاولت الادارة الامريكية استبدال عصاباتها المنهارة شمال شرق سورية من الدواعش بعصابات تحت يافطة كردية مزعومة تسمى ” قوات سورية الديمقراطية ” قسد التي تسلمت مواقع داعش في الرقة وبعض ارياف دير الزور بعدما نقلت المروحيات الامريكية بعض عصابات داعش وأسرهم الاجانب الى كردستان العراق ومنها الى؟؟

– وبالرغم من تدخل العدو الاصيل بعد فشل الوكيل تعمدت الجمهورية الاسلامية الايرانية توجيه عدة رسائل عسكرية سواء للعدو الصهيوامريكي وشركاه في تحالف الشر الغربي ولوكلائهم من العصابات الوهابية التكفيرية وعملائهم الصغار من الانظمة المتصهينة وفي مقدمتها النظام الوهابي التكفيري السعودي والنظام الطوراني التركي العثماني الجديد فكانت الرسالة الاولى قصف قواعد الارهاب ومراكز قيادات داعش بدير الزور بالصواريخ الايرانية بعيدة المدى من الاراضي الايرانية للرد على لعمليات الاجرامية في طهران التي استهدفت مجلس الشورى الايراني ومرقد سماحة الامام الخميني رحمه الله من جهة وللرد على العدوان الامريكي الذي استهدف الجيش السوري وحلفائه في التنف من جهة ثانية .

– أما الرسالة الثانية والقوية تمثلت بالسيطرة على إجزاء واسعة من الحدود العراقية السورية لضمان التواصل بين اطراف محور المقاومة من طهران الى بغداد ودمشق الى المقاومة في جنوب لبنان بقيادة حزب الله. وبالرغم من هزائم تحالف الشر الصهيوامريكي تعمد العدو الصهيوني استهداف الجيش العربي السوري على جبهة الجولان وبعض المواقع في ريف دمشق والتي ترافقت مع تحركات سياسية للقيادات الصهيونية بقيادة المجرم نتنياهو للضغط على القيادات الروسية لوقف التنسيق والتعاون مع إيران بالإضافة لفرض المزيد من الضغوط على القيادات الامريكية من اجل تبني مواقف سياسية اكثر قوة وتصلب في مواجهة ما يسمى بالمد الإيراني في سورية وحاولت ان تفرض على الطرفين الروسي الامريكي خطوطا حمراء للضغط على الجانب الايراني وحلفائه في حزب الله لإبعادهم عن جبهة الجولان المحتل لكنها فشلت بعدما واجهت ايران هذه الضغوط بمناورات عسكرية كبرى استخدمت خلالها اهم اسلحتها الاستراتيجية ولوحت بالعصا لكل من تسول له نفسه بالعدوان عليها.

– وفي ظل الانتصارات لمحور المقاومة والصمود وهزيمة الوكيل والأصيل تحت ضربات المقاومة في سورية والعراق ولبنان تعمد الرئيس الصهيوامريكي ترامب وضع ايران على سلم اولوياته في سياسته الخارجية من خلال تصميم أكبر الأزمات مع طهران وخاصة حول الملف السلمي النووي لكنه فشل ثم أقدم على مفاجأته بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة في عملية استفزازية موجهة بالدرجة الأولى ضد إيران وحزب الله وكأنه كان واثقاً من ردة فعل حتمية منهما ليتخذ منها ذريعة ومبرر لتشكيل حلف عربي صهيوني ببعد اقليمي للعدوان على ايران ليتمكن من تمرير صفقة القرن القديمة الجديدة المزعومة .

– لكن إيران وحزب الله تمسكا بالشكل العقلاني من ردة الفعل والمتمثل بالجهد الدبلوماسي مع التأكيد على أن القرار بيد الفلسطينيين . وعندما تعرقلت مشاريعه الجهنمية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية تعمد ضرب القلعة من الداخل من خلال بعض العملاء والمأجورين الذين حاولوا استثمار التحركات الجماهيرية السلمية المطالبة بتحسين ظروف المعيشة للشعب الايراني وحرف التظاهرات عن اهدافها وتسييسها ونشر المجاميع الارهابية المأجورة لاستخدام السلاح ضد المتظاهرين السلميين من جهة وضد رجال الامن جهة أخرى .

– وهذا الاسلوب الاجرامي تم استخدامه في سورية بداية الاحداث عام 2011 في درعا وبعض المحافظات لسورية لكنه فشل بفشل المؤامرة التي سرعان ما تنبه لها الشعب الايراني وقيادته التاريخية وأجهزته الامنية التي القت القبض على الكثير من العناصر المدسوسة لتحقيق أهداف اسيادها في الغرب بقيادة العدو الصهيوامريكي . أما سلطات الاحتلال الصهيوني الشريك الاستراتيجي بالمؤامرة على محور المقاومة بشكل عام وعلى الجمهورية الاسلامية الايرانية بشكل خاص كانت وما زالت النافخ في نيران الفتن ومحاولة تعميم ثقافة الفتنة الطائفية التي لم تتوقف للحظة في اجهزتها الاستخباراتية التي تعتبر مركز القيادة المتقدم في مشروع تخريب المنطقة وتفتيتها وتحويلها الى بركان من الأزمات .

– وفي معمعان المواجهات والمعارك والانتصارات على الارهاب والإرهابيين في سورية والعراق تعمد النظام الطوراني التركي اقتناص بعض الفرص لتزييف وتشويه القرارات في استنا ليحرك لمزيد من قواته الى ادلب والريف الغربي لحلب بحجة نشر مراقبين من اجل تثبيت وقف اطلاق النار لكن الحقيقة تؤكد ان النظام التركي ممتعض من وجود بعض قوات الحرس الثوري الايراني التي اسهمت في دحر الارهابين من الريف الشرقي الحلبي وتحرير حلب وفي مقابلة للرئيس التركي اردغان مع فضائية الجزيرة بتاريخ 19 / 4 / 2017 عبر عن موقفه القلق من الدور الايراني التوسعي على حد زعمه وقال ” إن طهران تنتهج سياسة انتشار وتوسع فارسيّة واعتمدت السياسة التوسعيّة بناء على القوميّة الفارسيّة وأكد ان تركيا لن ولم تسمح باقتطاع اراض سورية لصالح بلدان اخرى ” .

– لكن هذا النظام التركي الاجرامي القاتل هو من حاول استثمار الازمة السورية لاقتطاع اراض سورية وعراقية لضمها لتركيا بحجة مواجهة الارهاب معتقدا ومتوهما ان سورية والعراق على قائمة التقسيم الطائفي والمذهبي لكن رياح المقاومة العاتية وانتصاراتها تجري بما لا تشتهي سفن النظام التركي المتصهين مما اغاض قيادات هذا النظام الذي قدم الدعم والمساندة لعصابات النصرة وأخواتها وشجع عدوانها على القواعد الروسية على الساحل السوري بدعم ومساندة طائرات المراقبة العسكرية الامريكية كما اعلنت صحيفة “كوميرسانت” الثلاثاء 9 / 1 / 2018 وروسيا اليوم . وليس غريبا ولا مستغربا ان يحاول مرات ومرات لتحقيق أطماعه شمال شرق سورية وخاصة بعدما استغل قرار الرئيس الامريكي ترامب المفاجئ بسحب القوات الامريكية المحتلة من شمال شرق سورية ليبدأ عملية الغزو الاجرامية التي هدد بها منذ زمن لتحقيق أهدافه العدوانية في إقامة ما يسمى ” المنطقة الامنة “ التي حددها بطول 480 كم على الشريط الحدودي التركي السوري وبعمق 32 كم داخل الاراضي السورية بعد تفاهمات أمريكية تركية لفرض عملية تغيير ديمغرافي وجغرافي على المنطقة وتمكنت القوات التركية الغازية من احتلال منطقة حدودية واسعة تمتد من محيط بلدة رأس العين (شمال الحسكة ) وصولاً إلى مدينة تل أبيض (شمال الرقة) بالتعاون مع بعض القوى الارهابية السورية من الاخوان المجرمين وارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق المدنيين الابرياء وسياسة التطهير العرقي وتهجير مئات الالوف من السكان الامنين من قراهم وبلداتهم الامنة لتحقيق اهدافه المزعومة لجلب أكثر من مليون عربي سوري من المهجرين لفرض كانتون بشري عازل بين اكراد سورية وأكراد تركية في المنطقة الامنة المزعومة بحجة تصفية المنظمات الارهابية الكردية التي اصبحت تهدد الامن القومي التركي كما يزعم مما أثار المزيد من الانتقادات الاقليمية الدولية وفي مقدمتها المواقف الايرانية والروسية التي اعتبرت قرار السفاح اردغان عدوان صارخ على سورية وخرق فاضح وواضح للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة وضوء اخضر للرئيس التركي لغزو شمال شرق سورية وتخلي عن حلفائه من الفصائل التركية الذين فقدوا توازنهم بسبب قرار الرئيس الامريكي الذي ارغمهم للذهاب الى قاعدة حميميم والموافقة على تفاهمات روسية سورية تم بموجبها وصول الجيش العربي السوري الى منبج وعين العرب وتوجت هذه التفاهمات بعقد قمة سوتشي بين الرئيس الروسي والرئيس التركي يوم الثلاثاء 22 / 10 / 2019 مثلت عهداً جديداً وجدياً في أصول العلاقات الدولية بين الطرفين الروسي والتركي بعد التوقيع على مذكرة تفاهم نصت على الاعتراف بوحدة الاراضي السورية والحفاظ على الوضع الراهن بين منطقة تل ابيض وراس العين ودخول الشرطة العسكرية الروسية مع القوات السورية للمناطق المتاخمة لها مع انسحاب قوات قسد الانفصالية المنحلة حوالي ” 30 كم في عمق الاراضي السورية وسحب اسلحتها خلال 150 ساعة بإشراف الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية والذي يعتبر انجازاً مهما لسفاح تركيا الذي ابعد تهديد المجموعات الكردية التي كانت تهدد الأمن القومي التركي المزعوم بينما تابع الجيش العربي السوري عملية الانتشار وتعزيز القوات في اماكن سيطرتها من منبج ومحيط عين العرب الى تل تمر وعين عيسى الى معظم مناطق الجزيرة السورية المختلفة التي دخلتها مؤخراً في مختلف المواقع شمال شرق سورية بعدما وصلت للحدود السورية التركية لتسقط كل الاحلام الوهمية للمجموعات الكردية الانفصالية بإقامة كيان انفصالي سيكون قاعدة صهيوامريكية شمال شرق سورية كما يحصل شمال العراق وهذا يعتبر انتصاراً كبيراً لسورية جيشاً وشعباً وقيادةً بقيادة الرئيس بشار الاسد الذي واجهة الأزمة بحكمة وحنكة سياسية استثنائية لمصلحة سورية بعد التفاهمات الروسية – التركية في سوتشي كما واجه الحرب الكونية بقدرة واقتدار وحقق المزيد من الانتصارات على معظم الجغرافية السورية بدعم ومساندة محور المقاومة والصمود وفي مقدمتهم الجمهورية الاسلامية الايرنية والأصدقاء الروس وكل أحرار العالم كمقدمة لإعلان الانتصار الكبير وتطهير ما بقي من الاراضي السورية المحتلة من قبل العصابات الوهابية التكفيرية في ادلب والاحتلال الأمريكي والتركي كمقدمة لحشد كل الطاقات والإمكانيات لخوض معركة أم المعارك من أجل تحرير كامل الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها فلسطين من بحرها إلى نهرها والجولان العربي السوري ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا من رجس العصابات الصهيونية واجتثاث الغدة السرطانية من قلب الامة كما قال سماحة الامام الراحل مفجر الثورة الشعبية الاسلامية الايرانية التي نقلت الشعب الايراني العظيم من التبعية للعدو الصهيوامريكي الى الحرية والاستقلال والتطور المتسارع لتصل اليوم الى أعظم دولة إقليمية في المنطقة بقيادة سماحة القائد علي الخمنائي بإعتراف العدو قبل الصديق .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار