سيادة المطران عطا الله حنا : ” يجب ان يكون هنالك دور مباشر للاجئين الفلسطينيين والمغتربين الفلسطينيين ايضا في رسم الخارطة السياسية المستقبلية لمشروعنا الوطني التحرري “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن هنالك من يتحدثون عن انتخابات رئيسية وتشريعية فلسطينية ويقولون بأنها يجب ان تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وهنا يحق لنا ان نتسائل اين هم اللاجئون الفلسطينيون من هذه المعادلة واين هم المغتربون الفلسطينيون المنتشرون في سائر ارجاء العالم وهم فلسطينيون 100% عاشقون لوطنهم ومدافعون حقيقيون عن عدالة القضية الفلسطينية فلا يجوز على الاطلاق تهميش الفلسطينيين الموجودين في الخارج سواء اللاجئين في مخيماتهم او الفلسطينيين المغتربين المنتشرين في سائر ارجاء العالم .
عندنا الملايين من الفلسطينيين الذين فرض عليهم اللجوء وفرض عليهم الاغتراب بسبب النكبات والنكسات التي حلت بشعبنا الفلسطيني ولا يجوز على الاطلاق تجاهل هؤلاء في رسم الخارطة السياسية المستقبلية لشعبنا الفلسطيني .
اخطاء كبيرة ارتكبت في الماضي والتي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه اليوم ولعل اتفاقيات اوسلو المشؤومة تعتبر انتكاسة خطيرة حلت بنا وهي اتت تمهيدا لصفقة القرن المزعومة التي يتحدثون عنها .
كيف يمكن النهوض من هذا الواقع ومن هذا المستنقع الذي وصلنا اليه ، كيف يمكن ترميم البيت الفلسطيني الداخلي ، كيف يمكن تصحيح الاعوجاجات التي حدثت في الماضي والتي نعتقد بأنه ليس من المستحيل تصحيحها ولكن هذا يجب ان يتم بطريقة سليمة وبأسلوب يجمع ويوحد كافة الفلسطينيين سواء كانوا في الداخل او في مخيمات اللجوء او في بلاد الاغتراب .
عندما تجري انتخابات في بعض الدول العالمية توضع صناديق اقتراع لهذه الانتخابات حيثما يتواجد ابناء لهذه الدول وذلك لكي يشارك الجميع في العملية الديمقراطية داخل هذه الدولة وخارجها .
يجب ان نفكر بألية يشارك فيها الفلسطينيون في الخارج سواء كان هذا في المخيمات او في سائر ارجاء العالم في العملية الانتخابية .
الفلسطينيون في كل مكان وليس فقط من هم في الارض المحتلة يجب ان يقرروا من سيقود الشعب الفلسطيني ومن سيرأس الشعب الفلسطيني في الفترة القادمة لانها فترة في غاية الدقة والخطورة حيث هنالك استهداف غير مسبوق لقضيتنا الفلسطينية التي يراد تصفيتها وانهائها بشكل كلي .
ان الحديث عن غزة والضفة والقدس امر حسن ولكنه ليس كاف بل يجب ان يُسمع صوت اللاجئون والمغتربون الفلسطينيون ، ويجب ان يكون لهم دور في رسم الخارطة السياسية المستقبلية الوطنية لمسيرة شعبنا الكفاحية نحو التحرر والانعتاق من الاحتلال.
الملايين من الفلسطينيين منتشرين في سائر ارجاء العالم ولا يحق لاحد ان يزاود عليهم في الوطنية وفي الانتماء لفلسطين وشعبها وفي الدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية .
فالفلسطينيون القاطنون في بلاد الاغتراب هم متفوقون وبارعون ويرفعون رأس شعبنا عاليا وهم في كل مكان يتشحون بالكوفية الفلسطينية ويرفعون العلم الفلسطيني هذا العلم الذي هو علمنا كفلسطينيين كافة وليس علم الفلسطينيين فقط الذين هم في الداخل واعني بذلك الارض المحتلة .
فلسطين هي قضيتنا جميعا واعتقد بأن تجاهل وتهميش اللاجئين والمغتربين الفلسطينيين وعدم اعطائهم دورهم المأمول في رسم الخارطة السياسية المستقبلية لقضيتنا ومشروعنا الوطني انما يعيدنا الى المربع الاول والى الاخطاء ذاتها التي ما زلنا حتى اليوم ندفع ثمنها باهظا وخاصة في مدينة القدس .
لست من المحرضين على احد ولست من اولئك الذين يسيئون لاحد فرسالتنا ليست ان نشهر بأحد او نعطي شهادات حسن سلوك لاحد فانتماءنا هو ليس لفصيل او تيار سياسي ولسنا محسوبين على اشخاص او تيارات او فصائل سياسية بعينها بل نحن ننتمي الى الوطن والى القضية والى الشعب وبوصلتنا ستبقى دوما القدس التي نسكن فيها بأجسادنا ولكنها ساكنة في عقولنا وقلوبنا وضمائرنا .
ان المرحلة المفصلية التي نمر بها تحتاج الى الوحدة وانهاء الانقسامات ما بين الذين انقسموا على انفسهم وقدموا هدية مجانية للاحتلال بخلافاتهم وانقساماتهم .
المطلوب هو ان يشارك كل الفلسطينيين في رسم خارطة وبرنامج عمل مستقبل شعبنا ومسيرتنا الكفاحية ومشروعنا الوطني الهادف الى الانعتاق من الاحتلال ولا يستثنى من ذلك الفلسطينيون في الخارج وهم بالملايين ويمكن اعتبارهم صمام امان وقوة كبيرة لنا ولشعبنا ولقضيتنا ولمسيرتنا الوطنية .
اقول للسياسيين الفلسطينيين الذين يتحدثون عن الانتخابات بأنه امر جيد ان تتحدثوا عن غزة والضفة والقدس وان تتحدثوا عن انهاء الانقسامات ولكنني ارجو ان يضاف الى ذلك اللاجئون والمغتربون الفلسطينيون المنتشرون في سائر ارجاء العالم وهم فلسطينيون ولا يقلون فلسطينية عن اولئك الذين هم في الارض المحتلة وفي مدينة القدس بشكل خاص .
وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه لدى لقاءه صباح اليوم مع عدد من الاعلاميين الفلسطينيين حول مسألة الانتخابات الفلسطينية المزمع اجرائها .
قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار