رسالة العراقيب.. التي ستنتصر، وستبنى من جديد، وستعود النقب، وبئر السبع، وكل فلسطين إلى أهلها، طال الزمن أم قصر.

بقلم:رشيد حسن
استوقفني، واستوقف غيري كثيرين، الإصرار اللامتناهي لشعبنا في النقب المحتل على الصمود والبقاء والبناء، والذي تجلى ويتجلى في هدم قرية العراقيب «160» مرة، وفي كل مرة يهدمها العدو يبادر هذا الشعب العظيم على بنائها من جديد.

قرية العراقيب، تلخص ألف باء الصراع مع العدو الصهيوني..
تلخص الصراع على البقاء..
تلخص الصراع على الأرض..
وتكشف جوهر هذا الصراع..

والفرق بين شعب متحضر متمدين يصر على البقاء والبناء، وبين عصابات همجية.. بربرية.. ليس لها من رسالة سوى التدمير، والنفي، والإبعاد والقتل، والتشريد.

هدم العراقيب رسالة لكل فلسطيني؛ بأن هذا العدو الهمجي القادم من الأساطير والخرافات لا يؤمن بالتعايش السلمي، لا يؤمن بالآخر، ويصر على نفي الشعب الفلسطيني من وطنه إلى أربعة رياح الأرض.

هذه رسالة أسنان الجرافات والآليات الثقيلة وهي تنهال كل يوم على مساكن أهلنا في القدس وضواحيها، في نابلس القديمة، في الأغوار والمسافر، وفي النقب والعراقيب، وفي كل شبر من أرضنا المحتلة من الناقورة وحتى رفح..

جريمة التطهير العرقي التي شرحها بالتفصيل المؤرخ اليهودي «ايلان بابيه»، والتي كانت عنوان نكبة 48 وجوهر رسالة «بن غوريون» مؤسس الكيان الغاصب إلى قادة جيشه «14 قائداً» تولوا تنفيذ هذه المهمة القذرة، ومن أبرزهم «الجنرال رابين» الذي دمر مدينتي اللد والرملة من 12 إلى 14 تموز من عام48، وطرد أكثر من 70 ألفاً من سكانها، واقترف أبشع المجازر والمذابح بقتل الآلاف في مسجد «دغمش باللد».

رسالة العراقيب للصهاينة المجرمين..
بأن الشعب الفلسطيني رغم الفارق الكبير في موازين القوى، ورغم المجازر والمحارق التي ارتكبتها وترتكبها عصابات القتل الصهيوني، ورغم التجويع والحصار والمعاناة، والنفي والإبعاد.. ورغم.. ورغم…إلخ.

فإن هذا الشعب مصمم على البقاء على أرضه، والانزراع فيها، والانغراس في ترابها الأبدي الخالد، ولن يغادرها، فليس من خيار أمامه إلا الصمود والصمود.

مشكلة هؤلاء الصهاينة أنهم لا يتعظون من التاريخ. ولو اتعظوا لعرفوا أن مصيرهم الذي ينتظرهم لن يختلف عن مصير «14» قوما سبقوهم إلى غزو فلسطين.. وفي النهاية فروا هربا من الموت الفلسطيني الذي انتظرهم.
ففلسطين تاريخا وكما يقر المؤرخون هي أرض لا تقبل أحداً غير شعبها.. وهي بالعادة تلفظ الآخرين الغزاة كما يلفظ البحر الجيف على شواطئه.

باختصار.. العراقيب ستنتصر، وستبنى من جديد، وستعود النقب، وبئر السبع، وكل فلسطين إلى أهلها، طال الزمن أم قصر.
تبا للمحتلين..

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار