كلمة الرفيق خالد عبد المجيد في الملتقى الوطني الفلسطيني تحت عنوان” 25 عاما على أوسلو الكارثة ..والمقاومة خيارنا”

دمشق 16/9/2018
نلتقي اليوم في ظل تطورات خطيرة ومعقدة تواجه قضيتنا الوطنية, وأهمها الخطة الأمريكية المسماة بصفقة القرن والتي بدأ تنفيذها من خلال الإعلان الأمريكي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية للقدس والإعلان والقرار الصهيوني بيهودية الدولة واستهداف حق العودة من خلال وقف الدعم للأونروا وسيناريوهات عديدة يسعوا لتنفيذها خدمة للكيان الصهيوني, ومن خلال تواطؤ وتأمر دول غربية وعربية ومؤسسات دولية وصمت وعجز أغلبية الدول العربية والإسلامية.

يتزامن مع هذه الخطوات محاولات غربية وعربية وصهيونية لاحتواء قطاع غزة والمقاومة, تحت ستار معالجة القضايا الإنسانية من خلال مبادرات ومشاريع مشبوهة تطرح من قبل قنوات اتصال مع حركة حماس سواء التحرك القطري والأمم المتحدة ودور مصر من خلال مشروع التهدئة والهدنة, هذه المشاريع التي جاءت في ظل تنامي واستمرار مسيرات العودة في غزة وإطلاق الطائرات والبالونات الحارقة التي أربكت الاحتلال ومن خلال معادلة القصف بالقصف.

نلتقي أيها الأخوة في ذكرى رحيل الاحتلال عن قطاع غزة , وفي الذكرى 25 لاتفاق أوسلو الكارثة, انسحب الاحتلال قبل 11 عاماً عن غزة بفعل المقاومة ورحل إلى الأبد, ولكنه حاصرها وفرض قيود كبيرة على أهلها, الأمر الذي أدى إلى تصاعد المقاومة وتطور امكاناتها، وبالرغم من الحروب التي شنت عليها إلا أن شعبنا صمد وخلق معادلات جديدة, حافظت على الحقوق الفلسطينية.

أما في الضفة الغربية والتي عاشت انتفاضتين وهبات متعددة وأشكال كثيرة من المقاومة وبعد أن تمكن الكيان الصهيوني وأمريكا ودول عربية إقامة سلطة فلسطينية وأجهزة أمنية تعمل لخدمة الاحتلال, الأمر الذي أدى إلى تراجع المقاومة بفعل التنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية وأجهزتها, والالتزامات والتعهدات التي التزمت بها القيادة المتنفذة والمتحكمة في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة,إضافة الى حالة الانقسام المدمر التي تعيشها الساحة الفلسطينية, مما أدى إلى تغطية وتصاعد الاستيطان الذي أكل معظم الأراضي الفلسطينية وضم القدس والعديد من الأراضي في الضفة وتدمير م.ت.ف ومؤسساتها لمصلحة مشروع التسوية.

25 عاماً على أوسلو الكارثة والتجاذبات تواجه القضية الفلسطينية وحالة من الضياع والتيه تواجه الوضع الفلسطيني, وتهميش دور القوى والفصائل والأطر والهيئات لمصلحة رئيس أو حركة تستأثر بالأوضاع الفلسطينية والمقدرات, غير أبهين بما يواجه شعبنا في داخل الوطن والشتات والمخيمات التي عاشت نكبات جديدة في سورية نتيجة استهدافها من قبل المجموعات الإرهابية وآخرها مخيم اليرموك الذي كان شاهدا على النكبة ورمزا لحق العودة والمقاومة، والذي نعمل مع كل المخلصين من أجل أن يعود أهله إليه وإعادة أعماره بأسرع وقت ليشكل ويعود قلعة لمواجهة صفقة القرن إلى جانب مسيرات العودة والهبات الجماهيرية في الضفة الغربية .
بعد 25 عاماً على أوسلو الكارثة آن الأوان أن تتحمل الفصائل والقوى مسؤوليتها التاريخية لوقف هذا العبث في الأوضاع الفلسطينية وإنهاء هذه المهزلة في الانقسام المدمر, وأن يعمل الجميع لإعادة بناء م.ت.ف ومؤسساتها على أسس وطنية سياسية وتنظيمية ويتم تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني المعبر عن تمثيل وإرادة شعبنا, لا كما جرى في المجلس الأخير الذي لا يمثل شعبنا والذي زوروا من خلاله إرادة شعبنا, فهم لا يمثلون هذه الإرادة الحية التي نشهدها في التضحيات الجسيمة التي قدمت عبر مسيرة طويلة من النضال.
يجب على الفصائل أن تتحرك من أجل البدء بتنفيذ ما تم التوافق عليه فلسطينياً في الحوارات الفلسطينية وفي اللجنة التحضيرية التي عقدت في بيروت العام الماضي، واذا لم يتحقق ذلك، يتم تشكيل إطار جبهوي يضم الفصائل والقوى والهيئات والشخصيات الوطنية الملتزمة بحقوق شعبنا وبالمقاومة لوضع آلية للتحضير لمجلس وطني توحيدي على أسس وطنية وتنفيذ ما تم التوافق عليه في الحوارات وان يتم ذلك قبل فوات الأوان وقبل أن يتم استخدام الآخرين للانخراط في صفقة القرن.
ونحن في سورية وما واجهه شعبنا في المخيمات نتوجه للحكومة السورية وكل الجهات المختصة بالإسراع في اتخاذ القرار لإزالة الأنقاض وفتح الطرقات للبدء بإعادة الإعمار, لأن عودة المخيم إحدى خطوات مواجهة صفقة القرن .
نؤكد اليوم من دمشق أن الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة الفلسطينية جزء من محور المقاومة الذي حقق هذه الانتصارات في سورية, والتي سيكون لها الأثر البالغ في استكمال المواجهة مع المشروع الأمريكي ـ الصهيوني ـ الرجعي من خلال دعم الشعب الفلسطيني وفصائله بالتصدي لخطوات صفقة القرن وإفشال أكبر مؤامرة لتصفية الحقوق الفلسطينية.
تحية لشعبنا العظيم في الضفة وغزة والأراضي المحتلة عام 48 والشتات والمهاجر.
تحية لشباب ومسيرات العودة والانتفاضة الشعبية.
تحية للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال
وعهداً لشعبنا أن نواصل المسيرة حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا في التحرير والعودة.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏‏أشخاص يجلسون‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏١٠‏ أشخاص‏، و‏‏‏أشخاص يجلسون‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٧‏ أشخاص‏، و‏‏‏أشخاص يجلسون‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٦‏ أشخاص‏، و‏‏منظر داخلي‏‏‏
قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار