دعوات اقتحام الأقصى من قبل المستوطنين.. هل تمرّ مرور الكرام؟ ..
أطلق الفلسطينيون حملة نصرة للمسجد الأقصى، طالبوا فيها بتكثيف التواجد في المسجد الأقصى؛ تصديا لمحاولات المستوطنين اقتحامه خلال الشهر الجاري، عقب دعوة ما يسمى منظمة “طلاب لأجل الهيكل” المتطرفة أنصارها وجمهور المستوطنين لاقتحامهم الأقصى احتفالا برأس السنة العبرية.
ومع هذه الدعوات المتطرفة، شهدت باحات المسجد الأقصى توترا خلال الأيام الماضية، خاصة بعد قيام وزير الزراعة الإسرائيلي “أوري أريئيل” باقتحام الأقصى برفقة 59 مستوطنا يوم التاسع من هذا الشهر.
ومن جانبه، دعا الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية، للتصدي لاقتحامات المستوطنين المتوقعة خلال الشهر الجاري للمسجد الأقصى المبارك، مؤكدا في تصريح صحفي له أن الدفاع عن الأقصى والرباط فيه شرف حظي به الشعب الفلسطيني عموما، وأهل القدس والداخل الفلسطيني بشكل خاص.
وأردف “أن الدعوات الإسرائيلية لاقتحام المسجد الأقصى المبارك في أعياد رأس السنة العبرية تأتي بسبب شعورهم بأن المسجد الأقصى مستباح، وأن العالم العربي والإسلامي لم يعد يهتم بما يجري في عموم القضية الفلسطينية، وخاصة بالقدس والمسجد الأقصى”.
وأوضح الخطيب أن الجماعات التي تدعو لاقتحام المسجد الأقصى تابعة لأحزاب الحكومة الإسرائيلية، مؤكدا أنها أذرع للأحزاب الصهيونية التي تشكل حكومة نتنياهو، لافتا إلى وجود خطورة في هذه الفترة تتمثل في أن هناك دعوات واضحة للصلاة في المسجد الأقصى من قبل المستوطنين.
الأقصى خط أحمر
وفي ظل ما يمثله المسجد الأقصى من قدسية لدى المسلمين، شهدت دعوات اقتحامه المتكررة من قبل المستوطنين تصعيدا وتحشيدا من قبل الفلسطينيين، مصحوبة بدعوات لرفض التعدي الإسرائيلي على مكانته المقدسة وتدنيسهم لحرمته، مما أدى لاندلاع العديد من المواجهات والعمليات الفدائية تصديا لهذا العدوان.
تاريخيا، تضمنت موجة الغضب الفلسطينية على تدنيس المستوطنين للمسجد الأقصى عمليات نوعية، كان آخرها عملية الشهيد محمد طارق دار يوسف في مستوطنة “آدم” أواخر شهر يوليو الماضي، حيث عبر من خلال وصيته عن رغبته في الانتقام من الاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، ما اعتبر دافعا لقيامه بعمليته البطولية، والتي أسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة آخرين.
وفي منتصف يوليو من العام الماضي، اندلعت مواجهات عنيفة في باحات المسجد الأقصى، أُطلق عليها “معركة البوابات الإلكترونية”، حيث تدافع المرابطون في المسجد الأقصى للمشاركة في اعتصام شعبي مفتوح دام 13 يوما، رفضا لنصب سلطات الاحتلال بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، ما مكنهم من فرض مطالبهم ونزع البوابات الإلكترونية عن مداخله.
وتزامنا مع الاعتصام الشعبي الرافض للبوابات الإلكترونية، نفذ الأسير عمر عبد الجليل العبد من قرية كوبر عملية طعن، أسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين داخل مستوطنة حلميش شمال رام الله.
ومن الجدير ذكره، أن “الهبة الشعبية” – انتفاضة القدس (2015-2016م) والتي تخللها قيام الفلسطينيين بعدد كبير من عمليات الطعن والدهس ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه، انطلقت تعبيرا عن الرفض الفلسطيني لاقتحامات المسجد الأقصى، وذلك بعد صدور قرار من وزير الجيش الإسرائيلي بحظر مصاطب العلم والرباط في الأقصى، إضافة لتوالي اقتحامات المستوطنين والمستعربين لباحات المسجد الأقصى منتصف سبتمبر عام 2015م.
ومن المرجح أن تؤدي الدعوات الجديدة لاقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين، إلى اندلاع موجة من الاحتجاجات والعمليات الفلسطينية، تعبيرا عن المكانة المقدسة للأقصى في نفوس الشعب الفلسطيني، واستعدادهم لبذل ما بوسعهم للدفاع عنه.
التعليقات مغلقة.