“التيار العباسي” بإنتظار حرب تل أبيبية على غزة!
حسن عصفور/
يبدو أن “التيار العباسي” (داخل فتح – المؤتمر السابع) وخارجها، لم يعد يطيق صبرا، على “طول بال” دولة الكيان الإسرائيلي على المشهد في قطاع غزة، وإكتفائها بالقيام بغارات لم تعد “تسمن ولا تغني جوع ذلك التيار”، الذي فقد صوابه الوطني، وأصبح عداءه وكراهيته خالية من أي “مكياج سياسي” لغزة ومن بها، ولمصر دورا ومهام لصالح “أقزام” السياسة..
أن يدعو من يسمى مسؤول ملف “المصالحة” في “التيار العباسي” الأحمد، الى ضرورة العمل على “إسقاط حكم حماس بالقوة”، وهو يعلم يقينا أنه وكل ما له في الضفة والقطاع وربما الشتات لا يستطيع أن يصيب “سلطة حماس الأمنية وليست السياسية”، بأي خدش فعلي، فتيارهم أفشل من أن يمثل أثرا على اثر، خاصة وأنهم باتوا أدوات سامة في جسد الشعب الفلسطيني..ولولا سلطة الاحتلال لعرف حقا من يستحق الإسقاط بـ”أسلحة عبوينية”!
بعد دعوات “الأحمد” التي تتناغم جدا مع اليمين الفاشي في إسرائيل، خرج جمال محيسن أحد رموز “التيار العباسي”، وعبر صوت إذاعة محمود عباس الخاصة “المسماة زورا إذاعة فلسطين”، ليعلن غضبه الشديد وبلا أي “رتوش لغوية” من قيام مصر بدور وسيط لمنع الحرب على قطاع غزة، والبحث عن “معادلة سياسية – أمنية” تقطع الطريق على دولة الكيان لشن عدوان جديد على قطاع غزة..
دعوة القيادي في التيار العباسي، التي لم يصدر أي توضيح لها، بل ولا تفسير لما أراد القول، بأنه ربما “غرق في بحر التعبير اللغوي”، تمثل وقاحة سياسية نادرة، تعيد بالذاكرة ما أعلنه مستشار عباسي لحظات بعد حرب الكيان على قطاع غزة عام 2008، وإستشهد في حينها ما يزيد على 100 من عناصر أمنية بقصف مركز تدريب شرطة، بقوله ان حماس هي المسؤولة عما حدث..
الفضحية العباسية الجديدة، بالغمز من قناة مصر لدورها القومي والوطني لحماية قطاع غزة من اي عمل عدواني “تدميري” جديد، يمثل شراكة صريحة وغير مسبوقة مع الموقف الأمريكي واليمين الفاشي، ضد القطاع، وهي ترجمة فعلية لأقوال المبعوث الأمريكي الصهيوني غرينبلات الى قيادة فتح للعمل بيد “إسرائيل” لـ”إسقاط حكم حماس” في غزة..
فتح العباسية، حاولت أن تظهر رافضة لتلك “الدعوة الغرينبلاتية”، وفي الواقع بدأت سريعا في ترجمتها من خلال تصريحات أحد “أقطاب التيار” محيسن، الذي يطالب بعدم القيام بأي جهد يقطع الطريق على “العمل العدواني ضد القطاع”، ترجمة سريعة لم تنتظر زمنا للبحثت عن “طريق إلتفافي” لتمريرها بطريقة أكثر خداعا، وكأنهم فقدوا كل أشكال الصبر على “الوعد الأمريكي – الإسرائيلي” لهم في غرفة التنسيق الأمني المشترك..
دعوة محيسن كانت تستحق كل أشكال الإدانة الوطنية، وهي تمثل سقوطا سياسيا مدويا لأحد أركان التيار العباسي، المتناسقة مع عتاة الفاشية في داخل إسرائيل والصهيونية الأمريكية..وعلها رسالة خاصة الى قيادة حماس أولا وقيادة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة (الوطنية) خاصة الجهاد والجبهتين الشعبية والديمقراطية للعمل المشترك من أجل “وحدة الموقف” والتعامل بمسؤولية وطنية عالية لقطع الطريق على “حلم أمريكي – إسرائيلي – عباسي” بشن حرب عدوانية تدميرية، وأن تعمل بكل السبل لوضع مسار التهدئة على طريقه المستحق..
تصريحات السقوط الوطني – الأخلاقي للتيار العباسي، هي رسالة واضحة أن “حوارات المصالحة” ليس سوى محاولة لإكتساب الزمن الى حين تنفيذ “الحرب المشتركة” ضد قطاع غزة..التي يبدو أنها تم دراستها في “غرف التنسيق الأمني الثلاثي”..وتجد لها تمويلا من “تحالف أعداء مصر” حيث كان عباس في زيارة لأحد عواصمه مؤخرا!
“حلم العباسيين” سيصبح كـ”حلم إبليس في الجنة”، فمصر ومعها قيادات العمل الوطني ستبذل كل جهد ممكن لقطع الطريق على “أباليس الزمن الراهن وأحلامهم”!
التعليقات مغلقة.