عودة السلطة لغزة بالاتفاق مع حماس

حراك يواجهه تحديات كبيرة.. هذا ما يتم طبخه لقطاع غزة
“الولايات المتحدة – إسرائيل – الاتحاد الاوروبي – مصر – السلطة – حماس – بعض دول الخليج”، الجميع مشترك في طبخة سياسية تحضر لقطاع غزة .

فماذا يطبخ لقطاع غزة في الكواليس ودهاليز السياسية، وما هي المبادرة غير المسبوقة التي يتحدث عنها الاحتلال الإسرائيلي تجاه إيجاد حلول لقطاع غزة، بالتزامن مع الزيارات المتقاربة للمبعوث الأممي لعملية السلام في “الشرق الأوسط” نيكولاي ميلادينوف، إلى قطاع غزة، اليوم السبت، و هي الثالثة خلال يومين.

إسرائيل و التي تحدثت وكشفت عن مبادرة سياسية تجاه غزة، تشير إلى تقدم كبير، وذكرت القناة العاشرة العبرية،أن هذه المبادرة السياسية التي تحدّث عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال جلسة مغلقة لـ “الكابنيت” مؤخرًا، وصلت إلى “مرحلة متقدمة من المفاوضات التي تجري بين الأمم المتحدة ومصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس”.

ونقلت القناة عن مصدر سياسي إسرائيلي مشارك في تلك المفاوضات، لم تحدده، قوله إن “مصر والأمم المتحدة تمارسان ضغوطا هائلة على جميع الأطراف بشأن التوصل إلى اتفاق بشأن غزة”.

وأضاف: ” هذه المبادرة لم يسبق لها مثيل، ولكن من السابق لأوانه القول عما إذا كانت ستنجح أم تفشل”.

وأبلغ نتنياهو، وزراء في المجلس الوزاري المصغر “الكابنيت”، أن مبادرة سياسية بشأن غزة “تلوح بالأُفق”، حسبما ما ذكرت القناة العبرية مساء أمس.

عودة السلطة لغزة بالاتفاق مع حماس

وحول حديث الاحتلال عن هذه المبادرة قال د. عدنان أبو عامر خبير الشؤون الإسرائيلية:” إن التسريبات الإسرائيلية المتواترة عن إنجاز اتفاق أو صفقة تخص حل أزمة غزة؛يشوبها كثير من الشكوك شكلا وموضوعا.”

وأوضح أبو عامر ، أن “شكلا في كونها تتجاوز حماس؛ صاحبة القرار في غزة؛ ويصعب القفز عنها؛ ولو ضمنيا؛ وموضوعا أنها لا تتحدث عن القضية الأخطر وهي أسرى الاحتلال في غزة.

وذكر أبو عامر، أن “غياب هذين الأمرين عن أي اتفاق يعني أننا في طور الترقيع والحلول المؤقتة؛ أي اللاحل؛ ما عداه تبقى أمنيات وحديث رغائبي ليس أكثر.”

ومن تسريبات المبادرة وقف شامل لإطلاق النار و عودة السلطة لغزة بالاتفاق مع حماس، كذلك قوات دولية على حدود غزة67 و ليس على حدود خط الهدنة (نقطة خلافية بين السلطة و إسرائيل) ، و رفع الحصار بشكل كامل ، كذلك إعادة تأهيل غزة و معابرها و ميناءها و مطارها .

بينما رأى الكاتب و المحلل السياسي د. هاني البسوس أن المبادرة الأممية “المصرية الإسرائيلية” بخصوص قطاع غزة ما هي إلا محاولة لتهدئة الأوضاع في القطاع من أجل تمرير صفقة سياسية تشكل فيها غزة لبنة الدولة المستقبلية.

ونوه البسوس، إلى أن المبادرة لن تتم إلا بإتمام المصالحة الفلسطينية، مشيرا إلى أن هذا يفسر ما يحدث من جولات مكوكية من المبعوث الأممي ودعوات مصر لحركتي فتح وحماس للعودة إلى طاولة المصالحة.

يلجم الاحتلال وينهي الحصار

ويتزامن حديث إسرائيل مع جولات المبعوث الأممي نيكولاي ميلادينوف، الذى وصل إلى قطاع غزة، اليوم، في زيارة هي الثالثة خلال يومين.

وفي وقت سابق، نفى ميلادينوف أن تكون جهود التهدئة بين المقاومة والاحتلال قد باءت بالفشل، وقال إنها لا تزال مستمرة.

و تعقيبا على اللقاءات التي يجريها مسؤولون أمميون بغزة وعلاقتها بتحسين الوضع بغزة قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية: “حماس ترحب بأي تحرك من شأنه أن يكف العدوان عن الشعب الفلسطيني ويلجم الاحتلال، وينهي الحصار عن غزة”.

وأوضح الحية في تصريحات له أنه في حال عرض مقترح على الشعب الفلسطيني وفصائله يحقق هذين الهدفين، فإن حماس ستكون إيجابية في التعامل معه .

حراك يواجهه تحديات كثيرة

وعن ربط جولات ميلادنوف بخطة إسرائيل و تحسين الوضع بغزة قال الكاتب و الباحث السياسي منصور أبو كريم :” لا اعتقد أن جولات مندوب الأمم المتحدة السيد ميلادنوف رغم جهوده الكبيرة يمكن أن تؤدي إلى إحداث تغيير جوهري في الوضع المتردي في غزة لعدة أسباب”.

وذكر أبو كريم، أن السبب يعود لرغبة إسرائيل في بقاء حركة حماس ضعيفة ومنهكة في غزة لسهولة تحميلها المسؤولية عن أي خرق، وتوجيه لها الضربات على فترات متباعدة ضمن سياسة قص العشب.

مواصلا حديثه، وكذلك استمرار الانقسام الفلسطيني الذي يخدم مصالحها الاستراتيجية، وغياب السلطة الفلسطينية عن إدارة شؤون القطاع باعتبارها الكيان السياسي المعترف به دوليا واقليميا، وعدم رغبة إدارة ترامب تحقيق حركة حماس أي استفادة من أي مشروع استثماري سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وعدم الوصول للمصالحة الفلسطينية حتى الآن.

وأضاف، صحيح هناك حراك دولي وإقليمي لتحصيل مواقف مرنة من حركة حماس فيما يتعلق بقضية سلاح المقاومة والموقف من إسرائيل وحفر الأنفاق مقابل تسهيلات إنسانية لكن هذا الحراك يواجهه تحديات كثيرة وكبيرة تتعلق بالعقبات السابقة وتردد الحركة في القبول بما هو مطروح خشية من فقدان ثوابت الحركة من جهة والحاضنة الشعبية من جهة ثانية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار