القصف بالقصف و المقاومة تعلن جهوزيتها تدخلات لوقف التصعيد..الأحداث تضعنا جميعا أمام المواجهة

أمام حالة التصعيد و العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ردت المقاومة بقصف كافة مواقع ومستوطنات الاحتلال الإسرائيلي المحاذية لقطاع غزة مستخدمة معادلة” القصف بالقصف”.

هذه المعادلة تعطي المقاومة قوة الردع أمام عنجهية الاحتلال ، وتصاعد الأحداث يضع الجميع أمام حافة المواجهة التي لا يريدها أحد أن تتصاعد أكثر من ذلك.

وفي الوقت الذي قرر الاحتلال به توسيع العدوان،أكدت فصائل المقاومة على جهوزيتها التامة للرد على هذا العدوان، وفي المقابل و أمام حالة التوتر القائمة، ولكي لا يذهب الجميع لأبعد من ذلك، دخلت الوساطات المصرية على الخط كما هو معتاد لتهدئة الأوضاع.

سيقاتل المجاهدون باستبسال وقوة لأشهر عديدة

وعقب الكاتب و المحلل السياسي إبراهيم المدهون على التصعيد الإسرائيلي قائلا:” إن تصعيد بسبب المزاودات الإسرائيلية الداخلية وهو محدود ومحصور”.

وأوضح المدهون ، أن قاعدة القصف بالقصف لم تمرر مرور الكرام, مشيرا إلى أن هذه الأحداث تضعنا جميعا على حافة المواجهة, رفع الحصار وحده من سينقذ الموقف.

وذكر، أن الطريقة المثلى لعودة الهدوء إلى قطاع غزة برفع الحصار وإنهاء العقوبات ومنح أهالي غزة حرية الحياة, لهذا التضييق والقصف والتهديد لن يغير الحال.

مواصلا حديثه، “ولا يوجد ما يخسره شعبنا إلا الحصار والجوع, وأي مواجهة قادمة سيقاتل المجاهدون باستبسال وقوة لأشهر عديدة, من حق غزة العيش بكرامة والتعامل معها بشكل مختلف.”

وأضاف، “ومن المبكر الحديث عن حرب ومواجهة عسكرية مفتوحة, ونعيش اليوم مرحلة عض الأصابع من يصرخ أولا سيخسر, قد تفلت الأمور في حال وقع خطا بقتلى او شهداء.”

وأشار المدهون، إلى “أن المقاومة ستستمر في معادلة القصف بالقصف والاحتلال سيحاول تقليص المواجهة بقدر المستطاع, والنتيجة الحصار لن يجلب الهدوء أو الاستكانة, نحن أمام فرصة لتهدئة طويلة الأمد, وفي الوقت نفسه أمام مخاطر حقيقية لحرب لا يحمد عقباها.”

غارات على مواقع المقاومة

وشنت طائرات الاحتلال الحربية منذ ظهر السبت عدة غارات على قطاع غزة أسفرت عن إستشهاد طفلين وإصابة 25 مواطنا بجراح مختلفة، حسب ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية .

وكانت طائرات الاحتلال شنّت فجر السبت غارات على مواقع للمقاومة في القطاع، بزعم الرد على إصابة جندي إسرائيلي خلال أحداث مسيرة العودة أمس الجمعة.

وردت المقاومة بإطلاق عشرات القذائف والصواريخ عى مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط القطاع، ما اسفر عن إصابة أربعة مستوطنين ، جراء سقوط صاروخ على كنيس يهودي بمستوطنة “سيدروت”.

وفي 29 مايو الماضي، أعلنت المقاومة في بيان مشترك عن تثبيت معادلة “القصف بالقصف”، وقالت إنها “لن تسمح للعدو أن يفرض معادلات جديدة باستباحة دماء أبناء شعبنا”.

وردت المقاومة على قصف إسرائيلي لمواقعها أكثر من مرة بعشرات القذائف الصاروخية، سعيًا منها لتثبيت المعادلة التي أعلنتها.

حالة توازن و ردع سريعة

الفصائل الفلسطينية من جهتها أكدت على جهوزية المقاومة لصد و مواجهة اى عدوان، وذكرت لجنان المقاومة، أن الرد الفوري على القصف الإسرائيلي رسالة بأن المقاومة جاهزة لمواجهة العدوان ولن تسمح للعدو بفرض معادلاته أو تمرير حماقاته وتأكيد أن رد المقاومة سيكون أسرع مما يتوقع العدو.

بينما ذكر الناطق باسم حركة “حماس” فوزي برهوم بأن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن كل تداعيات التصعيد في قطاع غزة ونتائجه، محذرا من استمرار “هذه الحماقات”.

وأكد برهوم في تصريح صحفي، على أن “المقاومة الباسلة ستبقى الدرع الحامي لهذا الشعب، ولن تتخلى عن واجبها تجاهه والدفاع عنه والتصدي للعدوان مهما بلغت التضحيات، وعلى العدو الإسرائيلي أن يعيد حساباته ويفهم المعادلة جيدا.”

واعتبر برهوم أن “تعمد استهداف العدو لأطفال غزة وقتله الطفلين أمير النمرة، ولؤي كحيل يكشف حجم جرائمه ووحشيته الذي أخذ على عاتقه نقل معركته مع أطفال غزة بعد ما فشل في كسر إرادة وعزيمة المقاومة التي تعاملت بكل مسؤولية وواجب وطني في الدفاع عن شعبنا وحماية مصالحه.”

وتوجه برهوم بالتحية للمقاومة الفلسطينية التي “أخذت على عاتقها مسؤولية حماية شعبنا الفلسطيني، والرد القوي والمباشر على تصعيد الاحتلال واستهدافه المدنيين والمؤسسات ومواقع المقاومة”، مؤكدا على أنه “لا تراجع عن معادلة القصف بالقصف التي فرضتها المقاومة بكل قوة على العدو الإسرائيلي.”

من جهته أكد مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب استعداد المقاومة الفلسطينية للتصدي لأي عدوان إسرائيلي، وخوض مواجهة طويلة؛ إذا ما استمر العدوان والتصعيد من قبل الاحتلال.

وشدد شهاب على “أن المقاومة غير معنية بالانتقال لمواجهة عسكرية”، غير أنه قال في ذات السياق أن المقاومة لن تتنازل ولن تتهاون في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية”.

وأكد شهاب موافقة حركته على عودة الهدوء في قطاع غزة بناءً على طلب الجانب المصري على أن يلتزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف العدوان”.

وأوضح، بان” المسؤولين في مصر تواصوا مع نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة من أجل تهدئة الأوضاع في قطاع غزة.”

وأضاف “أن المسؤولين المصريين توافقوا بشكل مبدئي مع قادة الحركة على عودة الهدوء ووقف التصعيد وذلك اعتبارًا من الساعة الثامنة من مساء اليوم.”

تدخلات والاحتلال يقرر توسيع الرد

من جانبه قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إنه قرر شنّ “عملية قوية ضد حماس (دون تحديد توقيت بعينه)”، على خلفية التصعيد الذي يشهده قطاع غزة .

وأضاف نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه أن القرار جاء “بعد التشاور مع وزير (الجيش) أفيغدور ليبرمان، ورئيس الأركان غادي أيزنكوت، والقيادة العليا لدولة إسرائيل”.

وتابع نتنياهو أن” الجيش “سدد لحماس أقسى ضربة تكبدتها هذه المنظمة .. منذ عملية الجرف الصامد (عام 2014) وسنزيد من حدة هجماتنا وفق الحاجة”.

إرضاء المستوطنين

من جهته قال الكاتب و المحلل السياسي مصطفي إبراهيم في تعقيب له على تكثيف الاحتلال لعدوانه على القطاع :” العدوان يأتي ردا على مظاهرات السلمية والبالونات الحارقة لإرضاء المستوطنين الإسرائيليين، وان القصف هو لمواقع أمنية استنزفت من عدد مرات قصفها”.

وذكر إبراهيم، حتى ادعاء إسرائيل تدمير نفق هجومي هي غير مقنعة للناس فقد يكون نفق قديم، ربما يكون صحة في ذلك غير أن الحقيقة غير ذلك وإسرائيل تحاول تكريس نظرية الردع وكي الوعي واليوم تعمدت تكثيف القصف الجوي في وضح النهار كي تؤثر في الناس وحركتهم.

وحول الخشية من تدهور الأوضاع قال :” الخشية قائمة أن تكون المزايدات الداخلية بين فصائل المقاومة وأيضا لدى الحكومة الإسرائيلية ومقولة كسر معادلة الردع، والقصف بالقصف، أن تنفلت الأمور وتدهور الأوضاع الأمنية وتشن إسرائيل عدوان مدمر وتقوض فكرة مسيرات العودة السلمية وكسر الحصار في وقت لم يعد للفلسطينيين قدرة على احتمال عدوان عسكري.

وأضاف إبراهيم،صحيح أن ردود المقاومة الفلسطينية محدودة، لكن في لحظة تفلت الأمور، الأمور بحاجة إلى حكمة وعدم الانجرار خلف مقولة كسر معادلة الردع، وان الاحتلال غير معني بالتصعيد وحرب جديدة.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار