حماس.. صراع أجنحة وعبث اقليمي في ساحة قطاع غزة

التصريحات والمواقف المتباينة لقيادات حركة حماس داخل الوطن وخارجه، تفيد بوجود عدة أجنحة وتيارات داخل الحركة، أي أن هناك صراع مواقف وتوجهات وارتباطات ترتب على عدة اسباب، من أهمها حاضنات الرعاية والاسناد المتعددة في الاقليم.
ولأن الحركة مركز ثقلها في قطاع غزة، فان مشد وصورة تشتت أصحاب الرعاية تبدو واضحة تماما، ومعالمها وحتى تفاصيلها وأهدافها لم تعد خافية على أحد، مما تسبب في تفشي العبث داخل ساحة القطاع وهو عبث يعزز الصراع بين الاجنحة في قيادات الحركة وان لم يظهر ويطفو على السطح.
داخل حركة حماس، جناح يقترب كثيرا من المشيخة القطرية وتركيا، وآخر يرى في الاقتراب من مصر، ما يعزز قدرته على السيطرة واحراز تقدم ما في بعض المسائل، وثالث يعزز توجهه مع ايران، ويبدو أنه الاقوى خاصة لدى الجناح العسكري، صاحب التأثير الاقوى في حماس، ومن بين قياداته يحيى السنوار، الذي يحاول التزاوج بين بعض الاتجاهات والاجنحة على الصعيدين العسكري والسياسي.
وفي الخارج، ينجلى ارتباط بعض القيادات خاصة التي أقصيت عن المكتب السياسي، ومنها خالد مشعل بمشيخة قطر وتركيا، على حساب التوجه الايراني داخل الحركة.
هذه التوجهات والارتباطات المتباينة، هي التي تقف وراء تشتت المواقف، والتباعد بينها، اتجاه المصالحة والحلول السياسية والانسانية، وهنا يظهر بوضوح حجم العبث في ساحة قطاع غزة، والتنافس العلني بين قوى في الاقليم، وتحديدا، ايران ومصر ومشيخة قطر وتركيا، وباستثناء ايران فان القوى الاخرى، وان اختلفت فيما بينها، فهي متفقة على تحقيق هدف واحد مشترك، يتمثل في سلخ قطاع غزة عن الضفة الغربية وتطويعه لتحقيق مصالح الدول (الراعية) و (العابثة) بغية انجاز حل (سياسي) بثوب انساني، يخدم اسرائيل وتحركات امريكا المريبة، وهذا ما يفسر خطوات التلاعب بالحركة ابتزازا واغراء وتهديدا من هذه الجهة أو تلك، هذا التلاعب الذي لم تحسم بشأنه قيادات الحركة، امتالا أو رفضا فالحركة التي تعاني حصارا، وانسداد آفاق في حيرة.. بمعنى الى اي مسار ستتجه، وما يزيد من هذه الحيرة، هو الصراع غير المعلن للاجنحة داخل حركة حماس. لذلك، نجد تباينا في التصريحات بشأن التحركات الاقليمية والدولية لايجاد حل انساني للحصار مرتبط باتفاق هدنة طويلة الامد بين حماس واسرائيل، وهناك ايضا تنافس بين الوسطاء، الذين لم تسفر جهودهم بعد عن خطوات متقدمة باتجاه ارساء قواعد الحل الانساني، الذي سيكون في حال نجاحه وتمريره، عامل انجاح لصفقة القرن ومن بين أهدافها وبنودها، اقامة شبه دولة في قطاع غزة، يحقق حلم اسرائيل بضرب المشروع الوطني الفلسطيني، ويغلق كل النوافد والابواب في وجه انجاز مصالحة حقيقية في الشارع الفلسطيني تنهي الانقسام الى الابد، ومن هنا يرى المحللون أن تحقيق المصالحة، لم تعد ممكنة على الاقل في المرحلة الحالية، التي تشتد فيها عواصف ورياح التهديدات والتحديات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وما لم تتفق كل الاطراف في الساحة الفلسطينية على برنامج مشترك واحد.. فان خطورة التحرك الامريكي المنسق مع “اسرائيل” تهدد قضية فلسطين وحقوق شعبها.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار