10 شهداء و1354 إصابة في جمعة “الكوشوك” على حدود غزة

اشتعلت العشرات من نقاط التماس على الحدود الشرقية ما بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48 في جمعة الغضب الثانية من مسيرة العودة التي أطلق عليها الفلسطينيون جمعة “الكوشوك”.

وفي إحصائية يحدثها “المركز الفلسطيني للإعلام” عبر وزارة الصحة الفلسطينية أولاً بأول، فقد استشهد 10 مواطنين، أحدهم متأثرا بجراحه التي أصيب بها الأسبوع الماضي، وأصيب نحو 1354 آخرين، في الجمعة الثانية من مسيرة العودة الكبرى.

والشهداء هم: الصحفي ياسر مرتجى ، وحمزة عبد العال (20 عاما)، وصدقي فرج أبو عطيوي (45 عامًا)، وإبراهيم العرّ (20 عاماً) وكلاهما من مخيم النصيرات، محمد سعيد الحاج صالح (33 عاما)، وعلاء الدين يحيى الزاملي (17 عاما) وكلاهما شرق رفح، مجدي شبات وحسين ماضي (16 عاماً) وكلاهما في شرق غزة، وأسامة قديح (38 عاماً) من خان يونس

ونقل معظم المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج. في حين قدم الهلال الأحمر الفلسطيني العلاج الأولي الميداني لعشرات المصابين. وسط أنباء تؤكد إطلاق قناصة الاحتلال الرصاص الحي بكثافة، على المشاركين في المسيرات السلمية على طول الشريط الحدودي. وتحلق طائرات الاحتلال الاستطلاعية المسيرة على طول الشريط الحدودي للقطاع المحاصر.

وأفادت مصادر فلسطينية أن بعض المتظاهرون نجحوا في اختراق السياج الأمني شرق رفح ووسط قطاع غزة، ورشقوا مركبات الاحتلال العسكرية بالحجارة، فيما أطلقت سلطات الاحتلال خراطيم المياه العادمة لتفريق المتظاهرين وفي محاولة للسيطرة على ألسنت النيران المندلعة إثر حرق الإطارات المطاطية شرق غزة.

وتوافد المئات من الغزيين، منذ ساعات الصباح، من مختلف مدن ومخيمات القطاع (من رفح جنوبًا حتى بيت حانون شمالًا)، بناء على دعوة من اللجان التنسيقية والهيئة الوطنية العليا المشرفة على الفعاليات ومسيرة العودة للانطلاق نحو المخيمات في مناطق الشريط الحدودي شمال وشرق غزة.

و”جمعة الكاوتشوك” هو شعار يرفعه المشاركون في الفعاليات السلمية من أبناء قطاع غزة على مقربة من السياج الفاصل الحدودي بالمناطق الشرقية والشمالية من القطاع، لإشعال آلاف الإطارات في الجمعة الثانية من إحياء الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض بمسيرات العودة.

وبدأت ذروة الفعاليات الشعبية بإقامة مهرجانات تأبينية في المواقع الخمسة للشهداء، الذين سقطوا الجمعة الماضية وفي الأيام الماضية متأثرين بجروحهم، بنيران الاحتلال.

وشرع الفلسطينيون بإحراق آلاف الإطارات المطاطية (إطارات تالفة)، على طول الشريط الحدودي وقرب السياج الفاصل مع الاحتلال، لتشكيل جدار من الدخان الأسود، املا في أن يحجب الرؤية على قناصة وجنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين يستهدفون الشبان المشاركين في المسيرات السلمية الحدودية.

تعزيزات الاحتلال العسكرية

ودفعت قوات الاحتلال، منذ ساعات الفجر، بتعزيزاتٍ عسكريةٍ ضخمة، وبمزيد من الدبابات والمدرعات وجنود القناصة على طول السياج الحدودي في المناطق الشرقية والشمالية لقطاع غزة، لمهاجمة الفعاليات السلمية.

وتم تجهيز آلاف الإطارات المطاطية وإحضارها على مقربة من السياج الفاصل على الحدود، لإشعالها والتغطية على المحتجين وهم يواجهون قناصة الاحتلال الإسرائيلي الذين يستهدفون المواطنين بشكل مميت على خطوط التماس، بناء على أوامر قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وعلى رأسهم وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، “لن نسمح بإلحاق الضرر بالبنية التحتية الأمنية، وسنتصرف ضد مثيري الشغب العنيفين”.

فيما أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية، وصول الدخان الكثيف المتصاعد من الإطارات المطاطية المشتعلة إلى البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة وما يسمى بمناطق “غلاف غزة”.

وحاولت قوات الاحتلال المتمركزة قرب السياج الأمني الفاصل، شرقي قطاع غزة، مقاومة سحب الدخان المُنبعث من الإطارات المطاطية؛ التي أشعلها شبان فلسطينيون ضمن فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار.

وحاولت مركبات تابعة للدفاع المدني الإسرائيلي ضخ كميات من المياه باتجاه الجانب الفلسطيني، حيث تشتعل الإطارات.

فيما استخدم الجيش مراوح هوائية كبيرة، للسيطرة على دخان “الكاوتشوك” المنبعث، شرقي مدينة خانيونس، جنوبي القطاع.

المجتمع الدولي يطالب إسرائيل بـ”ضبط النفس”

هذا وطالب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إسرائيل، بعدم استخدام القوة المفرطة مع المتظاهرين الفلسطينيين، فيما حثّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مساء أمس الخميس، إسرائيل، على “توخي الحذر الشديد” من استخدام القوة لتجنب وقوع إصابات، في حين دعا الاتحاد الأوروبي جيش الاحتلال إلى “ضبط النفس”.

وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة، إليزابيث ثروسل، في إفادة صحفية، إنه ينبغي عدم استخدام الأسلحة النارية إلا كملاذ أخير وإن اللجوء غير المبرر لاستخدامها قد يصل لمستوى قتل المدنيين عمدا وانتهاك معاهدة جنيف الرابعة.

وخلال أحداث الأسبوع الأول من فعاليات مسيرة العودة، ودع أهالي القطاع 20 شهيداً قضوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي منذ الجمعة الماضي، فيما أصيب ما لا يقل عن 1500 آخرون، ولا يزال المئات منهم يتلقون العلاج في مستشفيات القطاع بينهم 46 جروحهم حرجة جداً وفقاً لمستشفيات غزة.

تواصل المسيرات السلمية للجمعة الثانية على التوالي بالمناطق الحدودية، بمشاركة حشود من الجماهير والفعاليات الشعبية، في إطار فعاليات إحياء يوم الأرض.

وتبعد خيام العودة، المقامة طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، مسافة 700 متر عن السياج الأمني الفاصل بين القطاع وإسرائيل. ومن المقرر أن تصل فعاليات مسيرة العودة ذروتها في 15 مايو/ أيار المقبل، بالتزامن مع الذكرى الـ70 لنكبة الشعب الفلسطيني، وإجراءات نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار