كلمة د. بشار الجعفري المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية في الملتقى التضامني مع سورية وقيادتها الوطنية في حيفا

في المستهل ايها الاخوة الكرام اسمحوا لي ان اوجه لكم تحية سورية معطرة بياسمين الشام مزينة بعشق دمشقي ابدي دائم لقدس القيامة وقدس الاقصى، الى الاهل الصامدين رغم ليل الاحتلال الطويل في كل بقعة من فلسطين والجولان الى حاملي رايات التضامن مع سورية قيادة وشعبا وجيشا في الداخل الفلسطيني اشقاءنا في الهم والدم في الافراح والاتراح.

تحية لكم بداية من السيد الرئيس بشار الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية ومن افراد الجيش العربي السوري ومن الحكومة والشعب السوري بأكمله، نتوجه اليكم فردا فردا بالتحية والمحبة والاحترام، ونشد على ايدي شعبنا الفلسطيني الابي في محنته التي طالت كثيرا على شكل استعمار واحتلال واستيطان وقمع وتهجير وتطهير عرقي وتطاول غير مسبوق على المقدسات المسيحية والاسلامية.
اوجه تحية خاصة للمناضل العربي الفلسطيني الصديق نيافة المطران عطا الله حنا ولتلك الكوكبة من المناضلين الفلسطينيين الموجودين الان في مدينة حيفا الفلسطينية، اود ان اعرب لكم جميعا عن تقديري العميق لتنظيمكم هذا اليوم التضامني مع الجمهورية العربية السورية بلادنا العزيزة الغالية وبلادكم، سورية التي لم توفر جهدا او دما كرمى لقدس اقداسنا لأقصانا الجريح لكنيسة القيامة الاسيرة لكل حبة تراب فلسطيني مغتصبة، سورية التي تآمر عليها المتآمرون في واشنطن وباريس ولندن وانقرة والرياض والدوحة وتل ابيب لإخضاعها وكسر ارادتها وتقسيمها فعجزوا، سورية التي كسرت كل الغزاة على مر تاريخها المتجذر في اعماق التاريخ ولم تنكسر ولن تنكسر، سورية التي سوف تبقى وتنتصر على كل طامع ومتجبر ومتكبر.
الأخوة الاعزاء رغم الحرب الارهابية التي تتعرض لها سورية فأنها لم ولن تفقد البوصلة ولن تتراجع عن موقفها الثابت ازاء القضية الفلسطينية وازاء الحقوق الفلسطينية والاسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ولن تدخر جهدا من اجل استعادة جميع الاراضي العربية المحتلة، كما لن تتخلى عن دفاعها عن حق الشعب الفلسطيني في تحرير ارضه واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
اسمحوا لي ايضا بان اتوجه عبركم الى احبتنا ابناء الجولان السوري المحتل الغالي المشاركين معكم في هذا اليوم التضامني مع وطنهم الام سورية بأطيب التحيات والتمنيات وان اقول لكم جميعا بان ليل الاحتلال زائل وان يوم التحرير قادم لا محالة طالما ان في اوطاننا احبة مثلكم يقفون معنا والى جانبنا كما نقف معكم والى جانبكم وطالما ان في بلادنا جيشا هو الجيش العربي السوري يحارب الارهاب ومن يدعمون الارهاب ورعاة الارهاب بلا هوادة كبروا ام صغروا وهنا اوجه باسم سيادة الرئيس بشار الاسد وباسم الشعب السوري والحكومة السورية تحية تقدير خاص لصمود المناضل صدقي المقت منديلا سورية القابع ظلما وعدوانا في زنازين المحتل الاسرائيلي الغاشم.
ايها الاحبة قد يظن البعض بان ما يحدث في سورية غير ذي صلة باستمرار الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية بما في ذلك في الجولان الحبيب ولكن في حقيقة الامر هناك ترابط عضوي بينهما لجهة ان احد اهم اسباب استهداف سورية هو ثنيها عن نهجها الرافض للاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية ورفضها التخلي عن اي ذرة تراب في فلسطين وفي الجولان المحتل والدليل على ذلك ان اسرائيل تساعد الارهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة في منطقة الفصل في الجولان وتقوم بعلاج مصابيهم في المشافي الاسرائيلية على نفقة النظامين القطري والسعودي وهذا موثق بتقارير الامين العام الخاصة “الأندف” لكنه ايضا موثق بعدسة المناضل صدقي المقت الذي فضح تعامل اسرائيل مع الارهابيين في الجولان بالصوت والصورة.
ان سورية مستهدفة بسبب دعمها للمقاومة ووقوفها الى جانب القضية الفلسطينية وعدم المساومة على الحقوق العربية ورفضها للمشاريع الغربية في المنطقة، في كل لقاءاتنا السياسية كانوا يعرضوا علينا ترك القضية الفلسطينية والتخلي عن المقاومة في مقابل مغريات سياسية واقتصادية ولكننا رفضنا ذلك فليس من عادتنا المساومة على الحقوق والمبادئ وحتى لو تخلى كل العرب عن القضية الفلسطينية فان سورية لن تفعل، فلسطين هي قلب سورية النابض كما ان سورية هي قلب الوطن العربي النابض.
ايها الاحبة ان الحديث معكم لذي شجون ولكنني سأتوقف هنا نظرا لضيق الوقت، ولكن قبل ذلك اود ان احيي كل فرد منكم وان احيي فيكم روح الشجاعة والبطولة والمقاومة وروح التضحية والعطاء، احيي فيكم محبة الوطن التي فطرتم عليها وايمانكم بعدالة قضيتكم. ختاما تحية محبة وتقدير من الشعب السوري ومن الحكومة السورية ومن القائد الرئيس بشار الاسد ومني شخصيا لكم جميعا شكرا لكم.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار