للسعودية تاريخ طويل من التآمر والحقد على حركات المقاومة.

0

 

يروي المناضل الأردني غالب هلسا في المقدمة التي كتبها لكتاب “الانتفاضة الفلسطينية الكبرى” للكاتب عبد الهادي النشاش الرواية التالية:

“أذكر أننا غادرنا بيروت بعد الحصار، على ظهر السفن اليونانية. كنت على ظهر واحدة من السفن المتجهة الى عدن. وعندما أصبحت السفينة قرب ميناء جدة، تبين أن ما لدينا من الماء والطعام لا يكفي لأكثر من يوم واحد. كان ما يزال أمامنا سفر خمسة أيام على الأقل.
اتصل قبطان السفينة بميناء جدة، وطلب شراء كميات طعام وماء تكفي 537 راكبا. وتوقع قبطان السفينة ردًا سريعًا ومرحبًا. فهؤلاء المقاتلون الخمسمائة والسبعة والثلاثون مضى عليهم ثلاثة شهور وهم يقاتلون داخل بيروت في ظروف بالغة الصعوبة. فقد قام الغزاة وحلفائهم الكتائبيون بقطع الماء والكهرباء وإمدادات الطعام عنهم. فعاشوا ظروفا مفجعة. لكن الرد من حاكم جدة أدهش القبطان، قال حاكم جدة إنه لن يزودنا بقطرة ماء واحدة.

ماذا كان يعني ذلك؟
كانوا المقاتلون مرهقين، وهم بحاجة حقيقية الى الغذاء والراحة. وكان انقطاع الماء فاجعا لأن درجة الحرارة كانت أربعة وأربعين مئوية. لهذا كان اعتذار حاكم جدة عن تزويدنا بالماء، يعني الموت للمقاتلين.
قام القبطان بالاتصال مع رئيس الوزراء اليوناني، الذي اتصل بدوره مع الإدارة الأمريكية. بعد ساعات قليلة رأينا إحدى سفن الأسطول السادس الأمريكي تقترب وتتصل بسفينتنا، وتقول إن ما قام به حاكم جدة، منافٍ لقوانين أعالي البحار، وأن الأسطول الأمريكي على استعداد لتزويدنا بالماء والطعام بدون مقابل، رفض المقاتلون العرض الأمريكي بالطبع.

المفارقة التي تستحق التأمل، أنه قبل شهور قليلة من هذا التاريخ، اصطدم زورق إسرائيلي بالشاطئ السعودي، وتبدى الكرم العربي واضحا عندما تم تزويد الزورق بالطعام والماء وعندما سمح للفنيين الإسرائيليين بإجراء الإصلاحات وسحب القارب إلى ميناء إيلات. وهكذا نسي حاكم جدة قوانين أعالي البحار حين تعلقت بالمقاتلين الفلسطينيين، ولكنه تذكرها جيدا عندما تعلقت المسألة بالزورق الإسرائيلي”

غالب هلسا

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار