عبد المجيد: والروابط التي تجمع الفلسطينين مع جنوب افريقيا بالرغم من البعد الجغرافي أقرب من العرب، فهناك ترابط فكري وسياسي ومصيري
عبد المجيد: والروابط التي تجمع الفلسطينين مع جنوب افريقيا بالرغم من البعد الجغرافي أقرب من العرب، فهناك ترابط فكري وسياسي ومصيري
المكتب الصحفي ـ راما قضباشي
ولدت جنوب افريقيا من رحم ماض عسير ومنقسم
ففي السابع والعشرين من نيسان عام 1994م نفضت جنوب افريقيا عنها قرونا من التميز والقمع لتشكيل مجتمع جديد قائم على أسس الحرية والديمقراطية، ونهاية لحكم الفصل العنصري، وفجر جديد لجنوب افريقيا والعمل بنظام دستوري جديد.
أقامت سفارة جنوب افريقيا محاضرة للاحتفاء بإرث أوليفر نامبو للتأمل في الاتقان الديمقراطي ورحلة المصالحة الوطنية فيها، وذلك في 1/10/2017م في فندق الداماروز بالعاصمة دمشق، بحضور سفراء كل من الجزائر ومصر والسودان وكوبا وفنزويلا وممثلين عن الفصائل والهيئات والقوى الفلسطينية والسورية.
وأشار سفير جنوب افريقيا شون بينفيلدت في محاضرته إلى الأبطال الذين ضحوا لتصل جنوب افريقيا إلى ما هو عليه الآن بعيدا عن الفصل العنصري والاستبداد مستشهدا بما قام به الرفيق أوليفر تامبو، الذي يعتبر مبعث فخر للمؤتمر الوطني الافريقي وجنوب افريقيا كمقاتل متفان من أجل العدالة والمساواة وحقوق الإنسان والحرية، ويصادف العام2017 الذكرى المئوية لميلاده.
وتابع قائلا: “إذ نحتفي بالذكرى المئوية لميلاد وحياة الرفيق تامبو وبمرور 23 عام على الحرية والديمقراطية، فإننا نشارك بتواضع رحلة جنوب افريقيا تجاه المصالحة الوطنية مع شعب سورية العزيز ومع منطقة الشرق الأوسط”.
وبين بينفلدت أن المصالحة لاتعني نسيان ألم الصراع ببساطة، ولكن ما يسعى له شعب جنوب افريقيا هو أن لا يعودوا إلى تلك الحقبة، بل يبحثوا عن الأفضل، فبالمصالحة تكون جنوب افريقيا ناجحة ومزدهرة وتشاركية للجميع.
وفي مداخلة له أكد الرفيق خالد عبد المجيد أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية أن المعاناة في فلسطين وجنوب افريقيا تمر بمراحل من العنصرية والاستبداد متماثلة، والروابط التي تجمع الفلسطينين مع جنوب افريقيا بالرغم من البعد الجغرافي أقرب من العرب، فهناك ترابط فكري وسياسي ومصيري، كما أن الشعب الفلسطيني يستمد من هذه التجربة العزم والقوة والإرادة التي قام بها شعب جنوب افريقيا حتى وصل إلى هذا موضحا موقف المسؤولين في جنوب افريقيا الساعي لإنهاء حالة الانقسام المدمرة في الساحة الفلسطينية، والدعم في المحافل الدولية لنضال الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.
معتبرا أن المنطقة مقبلة على تطورات خطيرة وجديدة وهناك تحديين كبيرين المسار الأمريكي للقضية الفلسطينية الذي سيحاولون من خلاله الالتفاف على ما جرى في المنطقة والتحدي الآخر هو الاستفتاء في كردستان للانفصال عن العراق لتكون بؤرة توتر جديدة تستهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأوضح عبد المجيد أن محاولات الإدارة الأمريكية الجديدة والكيان الصهيوني وبعض الأطراف العربية والإقليمية في توظف ما حصل في المنطقة من أجل تصفية الحقوق الفلسطينية، من خلال عقد مؤتمر إقليمي للقضية الفلسطينية في القاهرة قبل نهاية العام، وسيطرحون حلا تصفويا للقضية الفلسطينية عبر وصاية عربية جديدة للوضع الفلسطيني، مع شطب حق العودة واقرار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، مؤكدا أن لاخيار لدى الشعب الفلسطيني سوى الانتفاضة والمقاومة وتجديد النضال رغم الظروف المحيطة به.
ومن جانبه أشار الدكتور جورج إلى تاريخ العلاقة بين جنوب افريقيا وفلسطين، مستشهدا برسائل ذكرها هرتزل في مذكراته توضح العلاقة بين سيسيل رودز بطل الاستيطان والعنصرية الصهيونية.
وتلا المحاضرة مأدبة غداء