بين الإحراق والإغراق إرادة شعب تنتصر “مؤسسة القدس الدوليةـ فرع سورية”

0

بين الإحراق والإغراق إرادة شعب تنتصر “مؤسسة القدس الدوليةـ فرع سورية”

المكتب الصحفي  ـ راما قضباشي

ضمن الفعالية التي قامت بها مؤسسة القدس الدولية – فرع سورية في الذكرى ال48 لإحراق المسجد الأقصى في فندق الداما روز في دمشق، قدمت عرض فيلم حول جريمة إحراق الأقصى ورسائل مسجلة من الداخل الفلسطيني حيث بين الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية في القدس إن جرائم الصهاينة وإطماعهم في المسجد الأقصى مستمرة وتمثلت باقتحام المستوطنين له والحفريات الجارية أسفله وتركيب البوابات الالكترونية وإغلاقه بوجه المصلين معتبرا أن الاحتلال يريد أن يغطي على هزيمته وفشله بالانتقام من سكان مدينة القدس من خلال التهجير وهدمها والتضييق على المصلين في دخول الأقصى.

وفي رسالة أخرى مسجلة أكد المطران عطالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الغطرسة الصهيونية مشيرا إلى إلى أن الاعتداء على المقدسات الإسلامية هو اعتداء على المقدسات المسيحية ومن يعتدي على الإسلامية هو ذاته يعتدي على المسيحية فالكل مستهدف ومضطهد من هذا الاحتلال.

ودعا المطران حنا الشعب الفلسطيني إلى توحيد الصفوف في الدفاع عن القدس وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية مؤكدا أهمية الوحدة الوطنية والتآخي الإسلامي المسيحي والتلاقي بين كل أبناء الأمة العربية “ففي الوحدة قوة من أجل التصدي للعدوان” مؤكدا التضامن مع سورية والوقوف إلى جانبها في مواجهة ما تتعرض له من حرب ومؤامرات وقال “الذين تآمروا على سورية وخططوا لإضعافها هم ذاتهم المتآمرون على القضية الفلسطينية والقدس بشكل خاص”.

ووجه الرفيق خالد عبد المجيد أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية من خلال هذه الفعالية في الذكرى الثامنة والأربعين لإحراق المسجد الأقصى التحية لانتفاضة القدس، مؤكدا أن أبناء الأمة الشرفاء وهذه الانتصارات التي تتحقق في سورية وفي لبنان والموصل ستؤدي بالنهاية إلى أن يكون هذا المحور إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني من أجل استعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية.

معتبرا أن الشرفاء من الأمة العربية والإسلامية واجهوا المشروع الأمريكي مؤكدا استمرار النضال حتى تحرير القدس والأراضي العربية المحتلة، وأن هذا الترابط في النضال الوطني والقومي سيعطي انعكاسات ايجابية على قضية فلسطين في المرحلة القادمة من أجل تعزيز مقاومة وانتفاضة الشعب  الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني.

وأكد سفير جنوب افريقيا شون بينفيلدت في تصريح صحفي إن الحرية للشعب الجنوب افريقيا لا يمكن أن تكون كاملة من دون الحرية لفلسطين، ومن المهم السعي للدفع بالأمام بالقضية الفلسطينية، كي يحصل الفلسطينيون على حريتهم وحقوقهم، معتبرا أن القضية الفلسطينية مثل النضال في حنوب افريقيا وهي قضية عادلة محقة داعيا للدعم بكل الوسائل.

ومن جانبه أعتبر السفير الكوبي في دمشق روهيريو مانويل سانتانا أن إحراق المسجد الأقصى يدل على همجية وفاشية الصهاينة، وهذا جزء من سياسة الكيان الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني، وأن تواجده في فعالية مؤسسة القدس الدولية  يؤكد تضامن كوبا مع الشعب الفلسطيني وإدانتها لكل اجراء  قمعي اسرائيلي ضد هذا الشعب الأعزل.

وأصدرت مؤسسة القدس الدولية في الذكرى 48 لإحراق المسجد الأقصى المبارك بيان جاء فيه:ـ
على وقع انتصار المقدسيين ومعهم أحرار الأمة على إرادة الاحتلال الإسرائيليّ الذي فشل في فرض وقائع احتلالية جديدة على المسجد الأقصى وروّاده، نهنئ الأمة العربية والإسلامية بانتصار المقدسيين على الاحتلال في هبة باب الأسباط في المسجد الأقصى المبارك وإجباره على التراجع في فرض إجراءات أمنية جديدة تسهم بشكل مباشر في تهويد الأقصى وبسط سيطرته الكاملة عليه، ونؤكد أن النيران التي أشعلها الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك في 21/8/1969 على يد المتطرف “مايكل دينس روهان” لا تزال مشتعلة بطرق مختلفة بهدف فرض سيادته الكاملة على الأقصى ومدينة القدس المحتلة.
إن المسجد الأقصى المبارك هو جزء من عقيدة الأمة وهويتها وحضارتها وهو أمانة ومسؤولية تاريخية عربية إسلامية، وإن الاعتداء عليه أو استهدافه يشعل المنطقة برمتها ولن يستطيع الاحتلال “الإسرائيلي” صدَّ نضال المقدسيين ورباطهم وإيقاف الغضب العربي والإسلامي الذي سينتج عن ذلك.
إن انتصار المقدسيين العزل على الاحتلال في هبة باب الأسباط ينقض مشروع التطبيع مع الاحتلال، ويؤكد حتمية هزيمة الاحتلال وتحقيق النصر الكامل عليه واسترجاع الحقوق المسلوبة، ومن هنا ندعو أحرار أمتنا العربية والإسلامية لتوجيه بوصلتهم باتجاه القدس، ونؤكد أن العدو الأول والأخير لأمتنا العربية والإسلامية هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل على تفكيك وحدة أمتنا وضرب نقاط قوتها وزرع الفتن بين الإخوة والأشقاء.
إن هبّة باب الأسباط الأخيرة أثبتت أن معادلة الردع ما زالت بأيدينا من خلال خيار المقاومة بكل أشكالها لا سيما المقاومة الشعبية التي أديرت بنجاح من كل فلسطين، واستطاعت هبة باب الأسباط أن تجمّد مشروع التهويد المتسارع في الأقصى المبارك، لا سيما مخطط التقسيم الزماني والمكاني الذي كان إعلانه بشكل رسمي قاب قوسين أو أدنى.
إن المقدسات المسيحية جزء من هويتنا وتراثنا وحضارتنا كما المقدسات الإسلامية، وعلينا العمل لوقف العبث بالمقدسات المسيحية لا سيما تسريب عقارات الكنيسة المسيحية وممتلكاتها في القدس ومنع صفقات بيعها، وهنا نوجه التحية لأبناء الكنيسة الأرثوذكسية العرب على مواقفهم الوطنية الرافضة للتفريط بالإرث الحضاري والديني في القدس المحتلة، ونثمن مواقفهم المشرفة في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك خلال هبة باب الأسباط.
نحيّي أهلنا المرابطين في فلسطين المحتلة ونثمن صمودهم، ونعتز بالحراك العربي الإسلامي الذي انتفض من أجل القدس والأقصى، وخرج بمسيرات غضب من مختلف المدن العربية والإسلامية، ونحذر من كل محاولات الاحتلال لتقييد جهودهم من خلال عمليات الاعتقال والإبعاد التي تطالهم وتطال رموز العمل الوطني في فلسطين.
مؤسسة القدس الدولية-

ويذكر أن صهيونيا متطرفا يدعى دينيس مايكل روهان أقدم في الحادي والعشرين من أب عام 1969 على إحراق أجزاء من المسجد الأقصى المبارك بتحريض ودفع من سلطات الاحتلال الإسرائيلي وذلك ضمن المحاولات التي لم تتوقف لتدمير واحد من أهم المعالم الدينية والتاريخية التي تؤكد عمق وتجذر الوجود العربي والإسلامي في مدينة القدس المحتلة والأراضي الفلسطينية.

وفي مواجهة هذه الجريمة هب أبناء القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة لإنقاذ مسجدهم في حين منعت سلطات الاحتلال فرق الإطفاء من المسارعة إلى إطفائه ما تسبب بإحداث أضرار كبيرة بالمسجد وموجوداته.

وأتى الحريق على أكثر من ثلث المساحة الإجمالية للمسجد لتبلغ المساحة المحترقة ما يزيد على 1500 متر مربع من المساحة الأصلية البالغة 4400 متر مربع كما أحدثت النيران ضررا كبيرا في بناء المسجد وسقط سقفه والقوس الحامل للقبة والأعمدة الرئيسية وتضررت أجزاء كبيرة من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية واحترق المنبر الخشبي الذي صنع في مدينة حلب وأهداه صلاح الدين الأيوبي للقدس.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار