عبد المجيد: القيادة الحالية تعمل لاعادة تثبيت شرعيتها المنتهية عبر عقد المجلس الوطني المنتهية ولايته في رام الله..تمهيدا لإعادة المفاوضات مع العدو والإنخراط في المسار السياسي الذي تحضر له أمريكا واسرائيل ودول عربية عبر المؤتمر الإقليمي.

0

 

في ضوء تطورات الأوضاع في فلسطين المحتلة وخاصة ما جرى في القدس والمسجد الأقصى وتأثيرها على الواقع الفلسطيني في الداخل والشتات وعن المسار السياسي الجديد للقضية الفلسطينية والمفاوضات مع العدو وأوضاع المخيمات في سورية ولبنان.

الرفيق خالد عبد المجيد أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية والأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني في حوار شامل لموقع بيلست الاخباري

/اعداد وحوار: “جو ترزي ـ راما قضباشي”/
س1 يقال لدى عديد المحللين السياسيين أن :”ما قبل معركة الأقصى، ليس كما بعدها ” بمعنى انفتاح أفق جماهيري نحو الانتفاضة الشاملة، وقد ثبت أن بعض النظام العربي” اللجنة الرباعية العربية ” وأطراف فاعلة في الأزمة الخليجية، تمارس ذات التضليل الإسرائيلي على الفلسطينيين ، رأيكم لإستخلاصات هذه المعركة المجيدة على المستوى الشعبي الفلسطيني، والموقف الفلسطيني الموحد لما بعدها؟!
ج1: ما حصل في انتفاضة القدس, نموذج جديد من المقاومة الشعبية, وإن توحيد الموقف الشعبي الفلسطيني في المدينة, ومشاركة وقيادة علماء الدين المسلمين والمسيحيين وممثلي القوى والفصائل والهيئات والفعاليات الشعبية والشخصيات الوطنية, مكن قيادة المدينة الوطنية بخوض المعركة بموقف موحد أدى إلى تحقيق الانتصار وإلغاء كل الاجراءات التي اتخذها العدو.
ما جرى من بعض الأنظمة العربية واللجنة الرباعية وغيرها من الرسميات العربية والإسلامية والدولية, كانت محاولات لتمييع الموقف, أو لتدارك تفاعلات شعبية داعمة لانتفاضة القدس في بلدانهم, ومحاولات لإجهاض الإنتفاضة وعدم تطورها وتمددها لأنها أحرجت الحكام والأنظمة, بما في ذلك جهات رسمية في السلطة الفلسطينية.
ونستطيع القول أن شعبنا في القدس, وبسبب عدم وجود أجهزة أمن فلسطينية ـ مكن شعبنا من المواجهة المباشرة مع قوات الاحتلال وحقق انتصاراً في هذه المعركة.
إن الاستخلاصات من هذه المعركة, هي أنه في حالة توحد الموقف الفلسطيني على خيار وطني في مواجهة الاحتلال فإنه قادر على تحقيق الانتصار, وأن نموذج المقاومة الشعبية الشاملة والعصيان المدني, نموذج ناجح في التصدي للاحتلال وممكن أن يتم انتهاجه في مدن أخرى في الضفة الغربية وفلسطين بشكل عام, ويدورالآن نقاش واسع في صفوف شباب وشابات الانتفاضة والعديد من الفعاليات في مدن وقرى الضفة الغربية حول ما جرى من انتصار في القدس, وأنهم قادرون على تعميم هذا النموذج في المواجهة.
لقد أعطى انتصار مدينة القدس دفعة جديدة لشعبنا, لتفجير انتفاضات في أكثر من مدينة وبلدة في فلسطين, وهذا ما نعتقد أنه سيحصل خلال المرحلة القادمة.
ويرأينا أنه من الصعب المراهنة على موقف رسمي فلسطيني موحد بين السلطتين في رام الله وغزة,أو حتى في أطر منظمة التحرير الفلسطينية، لأن لدى كل سلطة مراهنات على أمور تتعلق بالمسار السياسي ودور كلا منها في التحركات السياسية الإقليمية والدولية, إضافة إلى انعدام الثقة بين جماهير شعبنا تجاه السلطتين والمتحكمين والمتنفذين في الوضع الفلسطيني, وللأسف في معادلة بعض الفصائل التي هي أسيرة لوضع السلطة و/ م.ت.ف/, والتي تبحث في أوهام سياسية حول المراهنة على إعادة المفاوضات مع العدو والانخراط في مسار سياسي في اطار الرؤية الأمريكية للمؤتمر الاقليمي، ومن أجل ذلك تعمل لاعادة تثبيت شرعيتها المنتهية عبر الدعوة لعقد المجلس الوطني المنتهية ولايته في رام الله أو عبر علاقات رسمية عربية وإقليمية ودولية..!؟
س2: يتضح أيضاً أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مستهدف أيضاً اسرائيلياً ومن بعض الأنظمة العربية ، الممثلة بالرباعية العربية، كيف تحللون هذه القضية .. وهل أن م.ت.ف. هي المستهدفة … ولماذا؟!
ج2: أنا لا أعتقد أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مستهدف من قبل هؤلاء, بل يجري تعويمه والعمل لإعادة تثبيت شرعيته العربية والدولية للمشاركة في المسار السياسي الذي دعت إليه الولايات المتحدة، أو محاولة خلق بديل بموافقته لاستكمال وتنفيذ الدور المرسوم للسلطة والمنظمة في المرحلة القادمة.
لكن أعتقد أن هناك عدم رضا من قبله عن بعض التكتيكات التي تسير فيها وتخطط لها بعض الأنظمة العربية,مثل إعادة تعويم محمد دحلان لحركة فتح وأن يكون له دور وأن يتم احتواء حركة حماس في أطر السلطة والمنظمة تمهيداً للمشروع السياسي القادم, والذي بنظرنا يستهدف النيل من الحقوق الفلسطينية, كما تريد بعض هذه الأنظمة اجماعاً فلسطينياً على الخطوات الأمريكية التي تم التفاهم عليها مع عدد من الدول العربية, وخاصة مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية.
أما بالنسبة لـ /م.ت.ف/, فاسرائيل وأمريكا ومعظم الدول العربية تمنع أية خطوات لإعادة بناء المنظمة على أسس سياسية ـ تنظيمية وطنية تستند لبرنامج المقاومة والانتفاضة, ويريدوا من هيكل المنظمة المتبقي مشاركة في المسار السياسي القادم من أجل تأمين غطاء فلسطيني لتطبيع العلاقات بين الدول العربية والعدو وإنهاء الصراع العربي الصهيوني وإقامة تحالف استراتيجي عربي صهيوني في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسورية وقوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية.
س4: رأيكم في تدويل القضية الفلسطينية، والحقوق الوطنية الفلسطينية ؟!
ج4: الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير والقدس غير قابلة للتصرف أو للتفاوض أوللمساومة،وتجربة أوسلو وما جرى خلال حوالي 25 سنة من معاهدات واتفاقات وملحقات غير ملزمة لشعبنا، وقد عبّر الشعب الفلسطيني عن ذلك من خلال انتفاضات متتالية ومقاومة متجددة ومتجذرة بين صفوف شعبنا وفصائل المقاومة الحية.
إن ما يسمى المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية كمجلس الأمن والجمعية العمومية وغيرها من الأطر, لم تنصف الشعب الفلسطيني ولم يحققوا لنا شيئاً, بل بالعكس غطت العديد من الجراءات الصهيونية وعجزت عن تنفيذ قراراتها المتعلقة بانسحاب اسرائيل من الأراضي المحتلة، بسبب أن هذه المؤسسات تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية, الحليف الإستراتيجي لكيان العدو.
إن شعبنا لا يراهن على مجلس الأمن أو غيره، وليس لديه أوهام بأن هذه المؤسسات ستعيد له الحقوق الفلسطينية, لكننا نعتقد أن هذا لا يمنع أن يتم خوض المعارك السياسية في هذه المؤسسات لفضح وتعرية السياسة الاستيطانية العنصرية للعدو وادانة جرائمه وعدوانه على الشعب الفلسطيني وحشد مواقف عربية ودولية إلى جانب نضال شعبنا المشروع ضد الاحتلال, دون أن يكون لدينا وهم أن هذه المؤسسات ستعيد لنا الحقوق ولكن نعتبر أن ذلك ساحة من ساحات المواجهة في العالم مع الاحتلال وسياساته العدوانية والاستيطانية وعمليات التهويد التي يقوم بها في الأراضي المحتلة.
س5: ماذا عن مخيم اليرموك …وماهي آخر المستجدات في أزمة المخيم .. حتى يتم تحريره ؟
ج5: بالنسبة لمخيم اليرموك , لا جديد, كان هناك اتفاق قديم ـ جديد, وجرت محاولات لتسوية أوضاع المسلحين المتواجدين في داخل المخيم لترحيلهم وتسوية أوضاع بعضهم, وهذا الجهد لازال مستمراً من قبل الجهات المختصة في الدولة السورية, وأعتقد أن الأمور أصبحت ناضجة بانتظار التوقيت المناسب والآلية والأماكن التي سيتم ترحيل المسلحين إليها .
الفصائل الفلسطينية على اتصال دائم مع السلطات المختصة والبحث مستمر مع الجهات المعنية في الدولة السورية, وأملنا كبير في إنهاء أزمة المخيم بأسرع وقت ممكن وعودة الأهالي إليه.
إن وضع المسلحين داخل المخيم صعب وهم محاصرون من كل الجهات, لذا فإن موضوع المخيم جاهز للتنفيذ, ونعتقد أنه سيتم بعد الترتيبات ونتائج المعارك التي تجري في الغوطه الشرقية سواء في تثبيت اتفاق خفض التوتر أوالحسم العسكري مع الجماعات الرافضة لاتفاق خفض التصعيد الذي جرى برعاية روسية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار