هل تقبل حركة “فتح” معادلة ترامب: حماس “إرهاب” “واسرائيل” مش إرهاب..!

0

كتب حسن_عصفور/ بعيدا عن “صفقة القرن المالية” التي حصدها، ترامب أكثر رؤوساء أمريكا هاجم العرب والمسلمين خلال حملته الانتخابية، وطالب بسن تشريع خاص لمنع هجرتهم الى أمريكا، وما أعلنته “قمة الرياض” من بيان عن تشكيل “قوة لمحاربة الإرهاب” في سوريا، فإن حديث الرئيس الأمريكي حول خلط المسميات والأوصاف واستبدال مواقع “الشر والإرهاب” يمثل خطرا سياسيا قادما على فلسطين قبل غيرها..
ودون أدنى تفكير فإن وضع حركة حماس مع “داعش والقاعدة” وكذا حزب الله، ضمن قائمة الإرهاب يمثل صياغة لمعادلة “حرب سياسية” جديدة في المنطقة، تعيد رسم “التحالفات والمواجهات” ضمن تعريف أمريكي” اسلاموي رسمي عربي” ينهي كليا المعادلة التاريخية التي كانت هي السائدة في المنطقة منذ ما بعد اغتصاب فلسطين عام 1948 واقامة دولة الكيان على 78 % منها قبل اكمال الاغتصاب باحتلالها واحتلال اراضي عربية غير فلسطين عام 1967..
معادلة ترامب وبموافقة قمة الرياض تمثل تنازلا سياسيا تاريخيا عن السائد الفكري والسياسي، وتعيد خلط الأوراق لتضع دولة الكيان في خانة خارج الارهاب، وتقدم لها بموافقة هذا الحضور الطارئ “براءة ذمة” عن كل ما ارتكبته من جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني والعربي، بل وتسقط عنها صفة دولة محتلة، وتتعامل معها باعتبارها “دولة طبيعية” تخطئ وتصيب!..
#”قمة_الرياض” سيذكرها التاريخ بأنها قمة الغاء تاريخ وبداية تاريخ، لو تم الصمت على ما جاء في بيانها ولم يتم اسقاط هذا البيان الكارثي ورفض عام لمعادلتها المستحدثة..
ومن”براءة اسرائيل” من صفتها الفاشية – الارهابية وانهاء جرائم حربها عبر بيان الرياض، الى مكمله الآخر، عندما خرج الرئيس الأكثر عداءا للعرب والمسلمين بتصنيفه حماس ضمن قوائم الارهاب..
معادلة ترامب الجديدة، هي رسالة علنية لانهاء أي إمكانية لعقد “مصالحة وطنية فلسطينية” في ظل المعادلة الترامبية الأخيرة، مهما تقدمت بأوراق ووثائق “حسن نوايا” بأنها تركت ما كان عليها ولها، ورغم احتضان قطر المحمية الأمريكية لقادة حماس..
ترامب أعلن رسميا، أن حماس باتت تحت دائرة المطاردة ليس السياسية فحسب، بل الأمنية – العسكرية، ويمكن ان تصبح ضمن هذه المعادلة الترامبية هدفا مباشرا تحت ذريعة إسقاط “بؤرالإرهاب”، خاصة مع تشكيل “قوة عربية اسلاموية” لذلك “الهدف”..
وبعد اليوم، خاصة مع موافقة محمود عباس رئيس حركة فتح على “تعريف ترامب”، ومعادلته الجدية تصبح كل تصريحاته أو جماعته ضد حركة حماس والوضع في قطاع غزة جزءا عمليا من حرب ترامب على حماس “الإرهابية”، وبات الآن واضحا جدا كم كان صائب عريقات كاذبا عندما قال أن حرب عباس على قطاع غزة وحماس ليس طلبا أمريكيا، فجاء ترامب ليسقط ورقة توتهم عن عارهم الوطني، ما يستوجب العمل على التصدي لهم قبل استفحال خطرهم..
الآن، حركة فتح التاريخ والدور والمكانة أمام مفترق طرق مفصلي، هل توافق على تعريف ترامب وتصبح جزءا من “حرب أمريكا” على الارهاب واعادة تعريف دوله وقواه ضمن ما كان، وتبرئة دولة الكيان من اغتصابها واحتلالها لفلسطين واسقاط جرائم الحرب التي ارتكبتها ولا زالت ضد الشعب الفلسطيني وأرضه، وتهويد ما أمكنها تهويده..ام تنتفض فتح لتعلن رفضها تلك “المعادلة” الأخطر على القضية الوطنية وتعود فتح لمكانتها في ريادة الحركة الوطنية..
فتح دون غيرها من يجب أن يحدد موقفها وخيارها..وغير ذلك يصبح للكلام بعد اليوم مسارا وطنيا جديدا، يفتح الباب الى رسم خريطة تقوم اساسها على مواجهة معادلة ترامب وتعريف قمة الرياض للإرهاب دولا ومنظمات..
موقف عباس وفرقته بات عاريا أمام العالم قبل شعب فلسطين، وأن كل ما اقدم عليه مقدمة متفق عليها مع المخابرات المركزية الامريكية خلال زيارة مديرها الى عباس في رام الله، ثم زيارات مدير مخابرات عباس “اللواء”ماجد فرج الى واشنطن، والملفات التي قدمها الى المخابرات الأمريكية قبل زيارة عباس، وما كشفه ترامب عن ذلك “الدور الهام جدا للأمن القومي الأمريكي”..
السؤال لم يعد لرأس الطغمة العباسية، بل الى حركة فتح “أم الجماهير” ورائدة الرصاصة الأولى وعامود الثورة الفلسطينية المعاصرة، هل تقبل بعار لا عار قبله، أم تنتفض لتحمي تاريخا قبل مستقبلا حملت اسمه “حركة التحرير الوطني”..ذلك أمل شعب وحلمه لحماية وطن وقضية!

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار