الصراع للسيطرة على غزة..عباس يشدد الضغط على حماس..كي تعيد للسلطة السيطرة في غزة

0

بقلم: جاكي خوري
هآرتس-الصحافة الأسرائيلية (المضمون: السلطة الفلسطينية ورئيسها يشددون الضغوط على حماس قبل زيارة الرئيس الى امريكا لاستعادة حكم السلطة او بعضه في القطاع -المصدر).
(المضمون: إن رفض حماس الاستجابة لمطالب عباس سيحرم الاخير من تقديم انجاز لترامب في لقائهما القريب – المصدر).
تعتزم السلطة الفلسطينية في الايام القريبة القادمة الاعلان عن سلسلة عقوبات تستهدف تشديد الضغط على حماس واستعادة جزء من صلاحيات الحكم في قطاع غزة. وحسب مصادر في محيط الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، فهو يعتزم ضمن امور اخرى أن يقلص بشكل ذي مغزى ميزانية الجهاز الصحي في القطاع. فالحكومة في رام الله ستدفع رواتب العاملين، ولكنها لن تمول النفقات الادارية الجارية للمراكز الطبية. وقال مستشار كبير للرئيس لصحيفة “هآرتس” ان السلطة فكرت أيضا بتقليص ميزانية جهاز التعليم في غزة، ولكنهم تخلوا عن الفكرة لان السنة التعليمية تقترب من نهايتها. “نحن نفهم ان هذا يبدو وحشيا، ولكن على حماس أن تقرر اذا كانت تسيطر في القطاع بكل المعاني، بما في ذلك النفقات الجارية، أم انها ستدع الحكومة الفلسطينية تحكم”. وعلى حد قوله، فان الضرائب الكثيرة التي تجبيها حماس تدخل كلها الى صندوق المنظمة وليس الى السلطة، التي تتحمل المسؤولية العملية عن أداء حكمها.
وينضم التقليص في ميزانية الجهاز الصحي في القطاع الى تقليص رواتب نحو 60 ألف موظف في السلطة هناك، ولقرار الحكومة الفلسطينية عدم تخفيض الضريبة على شراء السولار لتشغيل محطة توليد الطاقة في غزة – وهي الخطوة التي فاقمت أزمة الكهرباء في القطاع. وحسب مصادر فلسطينية، ففي السلطة يخططون لفرض عقوبات اخرى، كتجميد مشاريع في مجال البنية التحتية وتقليص المخصصات للسجناء ولابناء عائلاتهم. كما أن عباس يعتزم أيضا العمل على تجميد اموال حماس في البنوك الفلسطينية.
وحسب مصادر في فتح، سيتوجه الرئيس الفلسطيني قريبا الى الدول العربية لطلب دعمها للخطوة التي يتصدرها. كما سيطلب منها الا تجري اتصالا مباشرا مع حماس. في السلطة يشككون بنجاعة هذه الخطوات، في ضوء العلاقات الوثيقة لحماس مع دول مثل قطر وتركيا. والى جانب ذلك، يقدرون في السلطة بان هذه الدولة لن تنجح في تمويل الادارة الجارية للقطاع.
لقد تفاقمت المواجهة بين السلطة وحماس بعد أن اعلن رئيس حماس في غزة، يحيى السنوار في اذار عن أنه يعمل على اقامة ادارة جديدة تتولى معالجة شؤون القطاع في المجالات المدنية والامنية. وهذه الادارة التي اسماها المحللون في القطاع بانها “حكومة الظل” تقوم على حد قول السنوار انطلاقا من الفهم بان لا احتمال لمصالحة حقيقية وحكم مشترك مع السلطة الفلسطينية، طالما كان عباس يقف على رأسها.
وكان عباس عرض في الشهر الماضي مبادرة لاعادة سيطرة السلطة في القطاع، وتقضي بان يدير رجاله المعابر بدلا من حماس، تقام حكومة وحدة فلسطينية وتجري انتخابات للرئاسة، للبرلمان وللمجلس الوطني الفلسطيني في غضون نصف سنة. وصرح رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله امس بانه مستعد لان يأخذ المسؤولية عن القطاع بشكل فوري اذا قبلت حماس المبادرة. ولكن في المنظمة رفضوا حتى الان الاستجابة لها. وقال عضو اللجنة المركزية لفتح جبريل الرجوب لـ “هآرتس” ان اعضاء اللجنة سيجتمعون اليوم في رام الله للبحث في الموضوع وللاطلاع على الاتصالات بين ممثلي فتح في القطاع وممثلي حماس.
تعاظم الخطاب في رام الله في موضوع تشديد العقوبات في محاولة لممارسة الضغط على حماس عشية سفر عباس الى واشنطن للقاء بالرئيس الامريكي دونالد ترامب. ولكن في حماس لا يخافون آثار رفضهم، بشكل رسمي على الاقل. وقال عضو المكتب السياسي لحماس في القطاع صلاح البردويل ان للمنظمة اوراق مساومة كثيرة وانها لن تستسلم لتهديدات عباس. وأوضح: “نحن لن نتلقى الاملاءات التي لا تؤدي الى اي مكان”.
هآرتس – مقال – 26/4/2017
الصراع من اجل السيطرة على غزة
بقلم: عاموس هرئيل
(المضمون: إن رفض حماس الاستجابة لمطالب عباس سيحرم الاخير من تقديم انجاز لترامب في لقائهما القريب – المصدر).
الصراع المتصاعد بين السلطة الفلسطينية وحماس على طريقة السيطرة في قطاع غزة هو موضوع فلسطيني داخلي مبدئيا. ولكن لهذا التوتر تأثير مباشر على حياة مئات آلاف السكان في القطاع، لذلك يجب أن يثير ايضا اهتمام اسرائيل. في الظروف المتطرفة فان زيادة صعوبات الحياة في القطالع قد تؤثر بشكل سلبي على الوضع الامني الاسرائيلي.
قبل اسبوعين ونصف عقد الرئيس الفلسطيني لقاء في البحرين مع السفراء الفلسطينيين في دول الخليج. وفي خطابه هناك أعلن عباس بأنه ضاق ذرعا بموضوع تمويل سلطة حماس في القطاع. وقد مرت 11 سنة منذ فوز حماس في الانتخابات الاخيرة في المجلس التشريعي الفلسطيني، ومر عقد تقريبا على سيطرة حماس بالقوة على القطاع والقضاء على مظاهر السلطة الاخرى للسلطة الفلسطينية.
لقد أعلن عباس عن عدم استعداده للاستمرار في تحويل الاموال الى القطاع دون موافقة حماس على اعطائه صلاحيات. مسؤولون في السلطة تحدثوا الى وسائل الاعلام العربية بعد خطاب عباس، هددوا بأن يجعلوا غزة تغرق في الظلام.
بدأت السلطة الفلسطينية بالضغط. وقلصت 30 في المئة رواتب الموظفين التابعين لها في القطاع، حيث أن عدد كبير منهم توقف عن العمل بعد انقلاب حماس. وفي نفس الوقت نشأت ازمة حول تزويد القطاع بالوقود، الذي تعتمد عليه الكهرباء. الجدل بين السلطة وحماس يتعلق بسؤال جباية ضريبة السولار. في الاشهر الاخيرة اعتمدت حماس على التمويل من قطر وتركيا، لكن هذا سيتوقف قريبا.
هناك تأثير فوري لازمة الوقود على تزويد الكهرباء. ففي بعض المدن والاحياء تقلص الوقت الى 4 – 6 ساعات يوميا. والمولدات الذي قام كثير من السكان بشرائها لا يمكنها العمل. في رفح مثلا اشتكى السكان من تلف المواد الغذائية بسبب عدم توفر الكهرباء للثلاجات. وتجد حماس مشكلة في علاج هذا الامر، لأنها تعاني من ضائقة في الميزانية ايضا. وقد نجحت في هذه السنة في تجنيد 190 مليون دولار فقط كمساعدة خارجية، وهذا انخفاض بنحو الثلث مقارنة مع السنة الماضية.
الاجهزة الامنية الاسرائيلية تعتقد أن عباس حاول أن يفرض على حماس خطوة تؤكد، ولو بشكل رمزي، بأن هناك وحدة فلسطينية. في الاسبوع القادم سيسافر عباس الى واشنطن للقاء أول مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب. البيت الابيض يعرف ادعاء حكومة نتنياهو الذي يقول إنه لا يمكن التقدم في العملية السياسية مع عباس لأنه لا يمثل جميع الفلسطينيين، وليست له سيطرة في غزة.
لقد طلب عباس من حماس اتخاذ خطوات تعبر عن الاستعداد لاشراك السلطة في ادارة شؤون القطاع. وفد من حركة فتح برئاسة محمود العالول وبعض القادة في السلطة كان من المفروض أن يذهب الى غزة لنقاش الامر مع قادة حماس، لكن هذه الزيارة تتأجل مرة تلو الاخرى. مؤخرا صرحت قيادة حماس بأنها لا تنوي الاستجابة لمطالب عباس على الرغم من الضغط الذي يستخدمه. ويبدو الآن أن عباس سيصل الى واشنطن بدون أي انجاز رمزي يقدمه لترامب كاثبات على قوة مكانته في المناطق.
تتابع اسرائيل هذا الصراع عن كثب، ولا تحاول التدخل حاليا. ولكن بالتدريج تنضم عوامل اخرى للازمة، تزيد من حالة عدم الاستقرار. وعلى رأسها التبدل في قيادة حماس وتحسن مكانة يحيى السنوار، أحد قادة الذراع العسكري، حيث أصبح رئيسا لحماس في القطاع، وكذلك بدء الاعمال الاسرائيلية من اجل اقامة عائق ارضي ضد الانفاق في القطاع، الامر الذي يثير غضب حماس.

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار