مجموعة اغتيالات في عين الحلوة…مع استمرار الاغتيالات.. “عين الحلوة” يعيش التوتر الدائم

0
اختُطف الفلسطيني محمد الكوتة في مخيم عين الحلوة. عُذِّب حتّى الموت. اقتُلعت أسنانه وعينه وقُصّ لسانه ثم أُجهِز عليه.

سرت شائعات تروّج أنّ القتيل متهمٌ بأنه مخبرٌ للأجهزة الأمنية، ولا سيما أنّه قُتل بعد توقيف الفلسطيني عماد ياسين، المتهم بأنه أمير «داعش» في عين الحلوة.
وبيّن الكشف على الجثة أنّ القتيل قد خضع لاستجواب ومُثِّل بجثّته قبل قتله. لم يحرّك أحد ساكناً. بل ربما لم يشعر بخسارته أحد سوى عائلته التي فقدت معيلها. قبله بأسابيع، قُتل الفلسطيني سيمون طه بالرصاص. اخترقت جثته عشرات الطلقات النارية. سُجِّلت الجريمة أيضاً ضد مجهولين. اتُّهم طه أيضاً بـ«العمالة للدولة اللبنانية»، وقيل إن للمغدور يداً في تسوية ملفات المطلوبين الذين يسلمون أنفسهم لاستخبارات الجيش. استنفر أهل المخيم قبل أن يعمّ الهدوء أرجاء «عاصمة الشتات» كأنّ شيئاً لم يكن. قبل طه والكوتة، قُتل اللبناني مروان عيسى في عين الحلوة. عُذِّب بوحشية ثم دُقّ مسمارٌ في رأسه. التهمة هذه المرة الانتماء إلى «سرايا المقاومة». وقبل الضحايا الثلاثة، لائحة المغدورين تطول. أما المشتبه فيه، فواحد: خلايا متشددة تقتل على الشبهة. تقتل لمجرّد الاختلاف. تقتل لتقول: أنا هنا. وجرائمها تُثبت كل يوم أنّ يد داعش هي الطولى في مخيم عين الحلوة، وأنّ الفصائل الفلسطينية متواطئة معها. متواطئة بالصمت. فبحسب المعلومات الأمنية، إنّ «خلية الاغتيالات» هذه مرتبطة بتنظيم «داعش». وهوية أفراد الخلية مكشوفة للأجهزة الأمنية، وهم كانوا يأتمرون سابقاً بعماد ياسين الذي اعترف، بحسب تسريبات استخبارات الجيش، بأنه شارك في قتل شابين خنقاً إثر اتهامهما بالتعامل مع الدولة اللبنانية!

لم يعد مخيم عين الحلوة مكاناً آمناً. وكل انتشار عناصر اللجنة الأمنية ليس إلا للاستعراض السخيف الذي لا تتقن بعض الفصائل غيره، ما دامت لا يمكنها أن تمنع جريمة أو تحمي مواطناً بريئاً. بأيِّ أمنٍ للمخيم تتشدّق الفصائل، ما دامت كل هذه الجرائم تقع فيه؟ وفوق كل ذلك، ينتفض السواد الأعظم من «نخبة» المخيم بفصائله وجمعياته الأهلية، ويتنطحون للقول إنّ «المخيم بخير والإعلام المأجور يحرّض على أهله.

الإعلام الأصفر يحرّض لهدم المخيم. الإعلام الحاقد يريد تكرار سيناريو مخيم نهر البارد». لا يكتفي هؤلاء بذلك، بل يخرجون، بكل وقاحة، ليقولوا إنّه لا وجود للإرهاب بيننا والتقارير الأمنية مفبركة ومضخّمة! عزام الأحمد، مسؤول الساحة اللبنانية في حركة فتح، الحاضر الغائب، يأتي ليعبّر عن «انزعاج القيادة الفلسطينية من تركيز الإعلام اللبناني على مخيّم عين الحلوة وتصويره مأوى للإرهابيين». من «خردق» جسد طه إذاً؟ من اقتلع أسنان الكوتة وعينه؟ ومن دقّ المسمار في رأس عيسى؟

معظم قيادات الفصائل الفلسطينية تحظى بأمان استخبارات الجيش وفرع المعلومات. يتحرّك قيادات المخيم المطلوبون بحرية مطلقة. يخرجون من المخيم ويعودون إليه متى أرادوا. لكن ماذا يُقدّمون في المقابل؟ ما دام أهل المخيم وفصائله يُجمعون على أنّ الإرهابيين لا يزيدون على ثلاثين إرهابياً، فلماذا لا يُسلَّمون للعدالة؟ لماذا لا تضغط الأجهزة الأمنية على قادة المخيم لاعتقالهم وتسليمهم، أو لماذا لا تُنفّذ عمليات نوعية لسحبهم ما داموا قلة ومكان إقامتهم محدداً؟ لماذا لم يوضع حد لنزف الدم هذا إلا إذا كانت الأجهزة تستفيد من وجود هؤلاء لتلعب لعبة «بُعبع الإرهاب»؟

كأنّ شيئاً لم يكن. بالنسبة إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية، ربما، طه والكوتة فلسطينيان. لن يسأل عنهما أحد! أما من يُفترض بهم أن يكونوا ولاة الدم من الفصائل الفلسطينية، فحدّث ولا حرج. تؤدي كل الفصائل دور النعامة التي تضع رأسها في التراب لتقول إنها لم ترَ ولم تسمع ولا دخل لها. وإن حدث أن أتت بردِّ فعل، فإنّ أقصى ما ستقوم به هو التنديد بالجريمة.

من يطالب بدم المغدورين في المخيم؟ العنوان واضح: حركة فتح وحركة حماس وعصبة الأنصار واللينو ومنير المقدح وأنصار الله يشكّلون مجتمعين قوة ضاربة في المخيم. وهم قادرون بلا حاجة لدعم أحد، على تخليص المخيم من تلك المجموعة القاتلة. وبما أنهم لم يفعلوا، فهم شركاء في دم المقتولين. متّهمون حتى يثبت العكس.
الاخبار اللبنانية

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار