ملتقى العودة الفكري: القضية الفلسطينية مركزية وحق العودة ثابت لا مساومة عليه

أكد المشاركون في ملتقى العودة الفكري الذي تنظمه الجبهة القومية الفلسطينية للعودة بالتعاون مع اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي الدائم لحق العودة للشعب العربي الفلسطيني أن القضية الفلسطينية مركزية لكل الشعوب العربية وأن حق العودة تاريخي وأصيل وثابت وطبيعي للشعب الفلسطيني والأجيال القادمة ولا يحق لأحد المساومة عليه.

وأشار المشاركون في ختام أعمالهم اليوم إلى أن الملتقى يعمل على “صياغة خطاب ثقافي وسياسي يؤكد الثوابت والمرتكزات للمشروع النهضوي المقاوم والذي تشكل قوامه سورية بالتعاون مع أطراف الجبهة المقاومة”.

وفي كلمة له بين أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية خالد عبد المجيد أن حق العودة تاريخي وشرعي وقانوني للفلسطينيين وغير قابل للتصرف مشيرا إلى المحاولات التي جرت لإسقاط هذا الحق نتيجة تخاذل وتواطؤ المجتمع الدولي والدول الغربية وبعض الانظمة العربية مع الكيان الصهيوني.

وقال عبد المجيد إن التسهيلات التي تقوم بها دول غربية وأوروبية من أجل هجرة الفلسطينيين إلى المنافي وإشغال الدول العربية بالحروب الداخلية تحت ستار ما يسمى “الربيع العربي” وتجنيد وتوظيف القوى الإرهابية والتكفيرية في هذه الحروب وتنفيذ مخططها الإجرامي في المخيمات.

وأكد عبد المجيد أن مقاومة الاحتلال هي الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق وعودة اللاجئين داعيا إلى تثقيف الأجيال وتعزيز الانتماء لوطنهم وأرضهم وتاريخهم وهويتهم واستخدام كل وسائل التعليم والمعرفة التي ترسخ التمسك بالحقوق والأرض والوطن.

بدوره أكد عضو المكتب السياسي للجنة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أنور رجا أن حق العودة ثابت وتاريخي وقانوني وجوهر الصراع مع الكيان الصهيوني المدعوم من التحالفات العالمية الكبرى لافتا إلى أن الحرب التي تتعرض لها سورية اليوم تصب في مصلحة الكيان الصهيوني الذي يحاول تحييد بوصلة الصراع إلى صراعات داخلية بين أبناء الوطن الواحد وحرفهم عن قضية العرب الأولى فلسطين.

ورأت الدكتورة شهناز فاكوش أن الحرب التي تشن على سورية نتيجة مواقفها القومية والثابتة والمبدئية من القضية الفلسطينية على مدى سنوات طويلة داعية إلى تعزيز الوعي القومي لدى الشباب العربي والتركيز على القضية الفلسطينية لتبقى فلسطين بوصلة العرب جميعا.

من جهته أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة دمشق الدكتور سليم بركات أن حق العودة يعني تحرير فلسطين بكل ما تحمله الكلمة من معنى من خلال المقاومة التي هي خيار العرب وأن الأمن القومي العربي مرتبط بمواجهة العدوان الصهيوني الذي يستهدف فلسطين وتقسيم المنطقة مشيرا إلى أن سورية تمثل مشروعا عربيا مقاوما في مواجهة المشروع الصهيوني الإمبريالي بالمنطقة.

كما استعرض الباحث في القانون الدولي ماهر العطار جرائم الإرهاب التي تعرض لها السوريون والفلسطينيون وممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة بالتنكيل والتعذيب والقتل المتعمد وهدم البيوت والاعتقال الإداري مشيرا إلى القرارات الدولية التي اعتبرت الاستيطان الصهيوني ومصادرة الأراضي الفلسطينية جريمة دولية تستحق العقاب.

وعرض عضو اتحاد الكتاب العرب عيد الدرويش المشاريع الاقليمية المشبوهة لتسوية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة عبر المشاريع التي عملت عليها الصهيونية سواء في منظمة الأمم المتحدة أو الجامعة العربية وعدم المطالبة بحق العودة الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في القرار 194 من أجل إحباط وطمس الهوية الفلسطينية والحفاظ على أمن الكيان الإسرائيلي المصطنع.

ووجه المشاركون في ختام الملتقى برقية للسيد الرئيس بشار الأسد أكدوا فيها أن “سورية وهي تخوض معركة مواجهة الإرهاب الدولي بقيادة التحالف الصهيوأمريكي وأدواته الرجعية على أراضيها تؤكد على وحدة الأرض والشعب العربي في مواجهة الكيان الصهيوني الذي يمثل قمة الإرهاب” لافتين إلى “أن العدوان والإرهاب المستمر على سورية أحد أبرز حلقات المواجهة مع المشروع الصهيوني الاستعماري على أرض فلسطين”.

وناقش المشاركون في الملتقى الذي عقد في مكتبة الأسد تحت عنوان “سورية وفلسطين نحو النصر والعودة” على مدى يومين حق العودة والقضية الفلسطينية وعوامل الارتباط بين الإرهاب والحرب العدوانية على سورية.