لماذا يبحث ليبرمان يبحث عن قيادة فلسطينية بديلة..؟ وهل سيجد افضل من القيادة الحالية المسالمة؟ وهل الانتخابات البلدية مقدمة للعودة الى صيغة “روابط القرى”؟

0

لماذا يبحث ليبرمان يبحث عن قيادة فلسطينية بديلة..؟ وهل سيجد افضل من القيادة الحالية المسالمة؟ وهل الانتخابات البلدية مقدمة للعودة الى صيغة “روابط القرى”؟
يصعب علينا فهم الحملة الشرسة التي يشنها افيغدور ليبرمان، وزير الدفاع الاسرائيلي ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ توليه هذا المنصب قبل بضعة اشهر، وبذل محاولات مكثفة لايجاد قيادة فلسطينية، فلا نعتقد انه ورئيسه بنيامين نتنياهو سيجدون قيادة افضل من القيادة الحالية.
نوضح اكثر بالقول ان الرئيس عباس لم ينفذ اي من تهديداته بحل السلطة، او مطاردة المسؤولين الاسرائيليين كمجرمي حرب امام المحاكم الجنائية الدولية، ووقف التنسيق الامني، والاكثر من ذلك انه يتباهى بأنه منع اندلاع انتفاضة ثالثة في الاراضي المحتلة، وارسل رجال امنه الى الفصول الدراسية لتفتيش حقائب التلميذات والتلاميذ بحثا عن السكاكين في ذروة استخدامها ضد قوات الاحتلال.
فاجأنا الرئيس عباس وقيادة قواته الامنية بنشر اعلانات لزيادة اعداد قواته الامنية في الضفة الغربية، وبعروض مالية مغرية لمن يريد الانخراط فيها في اطار خطة لزيادة فعاليتها في منع المقاومة، وتوفير الحماية للمستوطنات والمستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية.
فمن هي القيادة الفلسطينية البديلة التي يبحث عنها ليبرمان وتستطيع ان تقدم لحكومته ورئيسها خدمات اكثر من هذه الخدمات في خدمة الاحتلال، ومشاريعه الاستيطانية التوسعية والقمعية.
حتى “روابط القرى” سيئة السمعة لن تقدم مثل هذه الخدمات، رغم انها لم تدع انها تمثل مشروعا وطنيا فلسطينيا، وتتحدث باسم الشعب الفلسطيني، وكانت خدماتها محصورة في الامور البلدية فقط.
لا نعتقد ان ليبرمان يبحث عن قيادة فلسطينية بديلة، ويستخدم هذه الورقة لتخويف السلطة ورئيسها، ودفعها الى تقديم تنازلات اكبر، وبالاحرى تعاون اكبر مع سلطة الاحتلال، والتحول الى روابط قرى فعلا، اي حصر دورها في الجوانب الخدماتية البلدية والامنية، واسقاط كل دور سياسي، مهما ضعف حجمه.
ومن هنا لا نستبعد ان تكون الانتخابات البلدية التي تسير الاستعدادات لاجرائها على قدم وساق في الضفة والقطاع، وبتمويل امريكي، تأتي في سياق هذا الهدف، بطريقة او بأخرى.
السلطة الفلسطينية، وحسب اتفاقات اوسلو، كانت مجلس بلدي مكبّر، او هكذا اريد لها ان تكون، ولكن الرئيس الراحل ياسر عرفات ارادها سلطة وطنية تجسد الهوية الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني، ومظلة لانطلاق اعمال المقاومة بأشكالها كافة ضد الاحتلال، بما في ذلك المسلحة منها، ووقف بقوة خلف الانتفاضة الثانية، ودفع حياته ثمنا لذلك.
السلطة الفلسطينية باتت بلا سلطة، وتمثيلها للشعب الفلسطيني في الداخل يتآكل، وهناك انباء مؤكدة تقول بأن حركة “فتح” التي اطلقت الرصاصة الاولى وقادت الكفاح المسلح الفلسطيني لن تحصل على اكثر من 17 بالمئة في الانتخابات البلدية المقبلة، الا اذا حصل تزوير نتائجها، والسلطة تملك “خبراء” في التزوير ليس لهم مثيل في العالم بأسره.
كان بودنا في هذه الصحيفة “راي اليوم” ان ننصح الرئيس عباس، الذي اكد اكثر من مرة “ان الوضع لم يعد يطاق”، ان يبادر بنفسه لاتخاذ قرار حل السلطة، ولا ينتظر نجاح ليبرمان في ايجاد القيادة البديلة، ولكن الرئيس عباس لا يستمع الى نصائح احد، حتى اقرب المقربين منه، ويفضل البقاء في مكانه حتى يكتب الله جل وعلا امرا آخر.
“راي اليوم”

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار