أربعة أنواع من الكتل للانتخابات المحلية: “فتح” و “حماس” و “اليسار” والعائلات

0

أربعة أنواع من الكتل للانتخابات المحلية: “فتح” و “حماس” و “اليسار” والعائلات
رام الله:

بدأت ملامح أربعة أنواع من الكتل في التبلور استعداداً لخوض للانتخابات المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة المقررة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل بعد أن أعلنت غالبية القوى السياسية عزمها خوض الانتخابات في قوائم منفصلة أو مشتركة.
وحسمت «قوى اليسار» المؤلفة من كل من الجبهتين «الشعبية» و «الديموقراطية» و «المبادرة الوطنية»، وحزبي «الشعب» و «فدا» موقفها وقررت خوض الانتخابات في قائمة مشتركة بعيداً من حركتي «فتح» و «حماس».

وجرت حوارات بين القوى المختلفة في شأن تشكيل قوائم مشتركة، لكن هذه الحوارات قادت إلى تبلور أربع كتل هي «فتح»، و «حماس»، و «اليسار»، والعائلات. وحاولت «فتح» تشكيل قوائم مشتركة مع فصائل منظمة التحرير في مواجهة قوائم «حماس»، لكن هذه الفصائل فضلت تشكيل قوائم «يسارية» في محاولة لتشكيل قطب ثالث في الحياة السياسية الفلسطينية إلى جانب القطبين الكبيرين المتمثلين في «فتح» و «حماس».

من جانبها، حاولت «حماس» تشكيل تحالف مع حركة «الجهاد الإسلامي»، لكن الأخيرة أعلنت بعد دراسة متأنية أنها لن تشارك في هذه الانتخابات. ويتبلور نوع رابع من الكتل الانتخابية إلى جانب القوى السياسية، وهو كتل العائلات، خصوصاً في بعض القرى والبلدات الصغيرة.

وتتنافس القوى والفصائل على جذب مرشحين مستقلين من ذوي التأثير والنفوذ في المجتمع، مثل المهنيين (تكنوقراط) ورجالات العائلات الكبيرة. وشهدت الساعات الأخيرة سلسلة من التطورات الانتخابية، في مقدمها عقد سلسلة اجتماعات لمؤسسات «فتح» أعلنت الحركة خلالها خوض الانتخابات في قوائم موحدة، رافضة السماح لأي من أعضائها خوض الانتخابات في قوائم أخرى. وكانت حركة «فتح» الكبيرة نسبياً، عانت على الدوام من قيام أعضاء ومسؤولين فيها بخوض الانتخابات بصفة مستقلين بعيداً من الحركة، ما أدى إلى تشتت أصوات مؤيديها، وتالياً خسارة مرشحيها أمام منافسيهم الذين يخوضون الانتخابات موحدين، خصوصاً «حماس».

وحذر الرئيس محمود عباس في كلمات ألقاها أمام مؤسسات «فتح» في اليومين الماضيين، خصوصاً المجلسين الثوري والاستشاري واللجنة المركزية، من قيام أي من أعضاء الحركة ومسؤوليها بخوض الانتخابات بعيداً من قوائم الحركة. وقال في كلمة أمام المجلس الثوري للحركة إن «عقد الانتخابات في توقيتها القانوني إنجاز وتعبير عن التزام السلطة بالحياة الديموقراطية وتأصيلها في المجتمع الفلسطيني، وإعطاء المواطن حق الاختيار الحر للمجالس المحلية والبلدية». وأعرب عن أمله في أن تشكل الانتخابات المجلية بداية لسلسلة انتخابات في «فتح» وصولاً إلى الانتخابات العامة «من أجل تعزيز هياكل النظام السياسي الفلسطيني وتمتين المنعة الوطنية». وحذر من أن «أي خروج عن قوائم الحركة هو خروج عن الحركة»، مطالباً الكوادر والقيادات الحركية بالعمل تحت إطار اللجان المشكلة «لإبقاء راية الحركة مرفوعة وخفاقة وقائدة حركة التحرر الوطني».

وأصدرت قوى اليسار الخمس أمس بياناً جاء فيه: «بعد حوار معمق وجاد ومسؤول، اتفقت القوى الديموقراطية الخمس على خوض الانتخابات لمجالس الحكم المحلي في الضفة الفلسطينية، بما فيها القدس، وقطاع غزة بقائمة تحالف ديموقراطي موحدة تشكل الشخصيات الديموقراطية المستقلة، التي تتمتع بالكفاءة والنزاهة والوزن الاجتماعي، شريكاً رئيساً في تشكيلها وصوغ برنامجها».

ودعت القوى الخمس مؤيديها إلى التوحد والانخراط في هذا الجهد الذي قالت انه «سيشكل منصة انطلاق لبناء ائتلاف ديموقراطي عريض للدفاع عن الديموقراطية وعن حقوق المواطن وكرامته ولصون سلامة المشروع الوطني واستنهاض النضال من اجل الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا في الحرية والاستقلال والعودة».

وقالت إن مسعاها هذا «سيشكل قوة دفع مهمة لتجاوز حال الاستقطاب الثنائي التي تفسد الحياة السياسية الفلسطينية، ولفتح الطريق بالتالي نحو إنهاء الانقسام المدمر وإعادة بناء الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية تعزيزاً لمكانتها كممثل شرعي وحيد لشعبنا الفلسطيني». وأطلقت قوى اليسار على قائمتها اسم «قائمة التحالف الديموقراطي».

وفي غزة، قالت «فتح» إن أجهزة أمن «حماس» فضت أمس اجتماعاً للاتحاد العام للمرأة في شأن الانتخابات غرب مدينة غزة، ومنعت عقده وهددت القائمين عليه. وأضافت أن مجموعة من جهاز الأمن الداخلي التابع لـ «حماس»، فضت الاجتماع ومنعت انعقاده وهددت القائمين عليه، إضافة إلى تهديد صاحب المكان بإغلاقه حال عقد اجتماعات لحركة «فتح»، محذرين من عدم التعامل مع مثل هذه الاجتماعات.

وقال الناطق باسم «فتح» فايز أبو عيطة: «مثل هذه الإجراءات يقيد حرية فتح وهياكلها من ممارسة حقها في التجهيز والتحضير للعملية الانتخابية». وأضاف: «هذا الإجراء محاولة من أجهزة حماس للتأثير على نتائج الانتخابات المحلية، وهو انتهاك لقانون الانتخابات ولميثاق الشرف الذي وقعت عليه حماس، والذي يقضي بحرية ممارسة النشاطات الانتخابية القوائم والأحزاب السياسية كافة».

عن الحياة اللندنية

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار