موسم الحصاد بالضفة الغربية في فلسطين ..طقوس الزمن الجميل

0

بدأت هذه الأيام آلات الحصاد الحديثة عملها في سهول فلسطين وأراضيها الخصبة المزروعة بالحبوب من أجل جمع الغلال وأملاً في موسم حصاد وفير.
وأمام هذا الموسم الزراعي المتكرر في كل عام يستذكر كبار السن ذكريات مواسم الحصاد في فلسطين قديمًا والتي كانت لها نكهات وطقوس ومراسيم.13139317_1717726961800185_6231867931539853772_n
يقول الحاج محمد أبو فرحة “كانت “العونة” أهم سمات موسم الحصاد، والتي قضت عليها الآلات الحديثة، فموسم الحصاد كان يتم بمشاركة كل أفراد العائلة صغارًا وكبارًا، ومن ينهي من الجيران يساعد الآخر.

وأضاف أنهم اعتادوا على زراعة الحبوب؛ “فقد اعتمد أهلنا زراعة القمح بشكل رئيسي إضافة لزراعة الشعير، والعدس، والفول ، والحمص، والكرسنة”.

وكان إنتاج القرية من الحبوب يكفي الاستهلاك المحلي والفائض منه يتم بيعه لتجار القرى المحيطة.

لمة البيدر ويستذكر كبار السن ” لمة البيدر” والتي كان يتجمع فيها رجال القرية لبتابعوا مراحل الحصاد المختلفة، وكانت تغنَّى فيها الأهازيج الخاصة.

ويشير الحاج خليل صبح إلى أن البيدر هو أرض مستوية معرضة لهبوب الريح ويكون اتجاه الريح معاكسًا لاتجاه منازل القرية حتى لا يكون القش المتطاير باتجاه المنازل.

ويستعرض بعض الأهازيج التي كانت تنظم على البيدر وقت الحصاد، ومنها: “والله أكبر يا حصادات **** ويّمات البكل لمشكلات … والله أكبر يا حصادات **** ويمّات الشبك لمخرزات”.

وكذلك “منجلي يا منجلاه.. راح للصايغ جلاه.. ما جلاه إلا بعلبة.. ريت ها لعلبة عزاه..”.. “منجلي يا أبو رزة.. وشو جابك من غزة.. جابني حب البنات.. والخدود الناعمات..”.. “منجلي يا ابو الخراخش.. منجلي في القش طافش..”.

وبعد انتهاء العمل في نهاية موسم الحصاد يقيم المزارعون حفلة “الجاروعة”، وتتضمن عمل الطعام واحتفالات وتوزيع الحلوى والحلقوم والحلويات الشعبية ابتهاجًا بالغلال وانقضاء الموسم.

الروزنا ويقول الحاج صبج: “في نهاية الموسم يتم نقل وتخزين جزء من المحصول الذي لن يباع لخزينة المنزل ويتم وضعه في (الروزنا)”.

ويشير إلى أن الروزنا هي فتحة في سقف البيت مربعة طول ضلعها متر واحد، وتُحفظ فيها المواد الأساسية وتشكل مكان تخزين “مونة الدار”.. أي حاجات البيت الأساسية من حبوب ولبنة وزيت وغيرها.

وقد نظمت الأهازيج في الروزنا، ومنها: “عالروزانا عالروزانا كل الحلا فيها.. شو عملت الروزانا الله يجازيها..”.

وعلى الرغم من أن الجميع يكرر أغاني الروزنا إلا أن قلة قليلة تعرف ما هي الروزنا التي نظمت حولها الأهازيح الشعبية.
جنين : المركز الفلسطيني

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار