البيان الختامي لملتقى علماء المقاومة يستنكر الموقف العربي السلبي من الانتفاضة الفلسطينية

0

انعقد الملتقى التشاوري لاتحاد علماء المقاومة، تحت عنوان “مقاومة تحرر… إرهاب يدمر”.
والقى رئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في الجلسة الافتتاحية كلمة اكد فيها ان الثورة الإسلامية في إيران دعت إلى الوحدة الإسلامية وقال: من لم يستطع ان يرى ايجاييات الثورة الاسلامية في ايران وما نتج عنها من مقاومة للاستكبار فعليه مراجعة ثقافته.
اما مستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي فقد اكد في كلمة بالمؤتمر له: انه باسم الاسلام يستهدفون المسلمين وغير المسلمين محذرا من ان الجرائم الإرهابية في المنطقة تحدث في ظل صمت عالمي.
واضاف: ان بعض دول المنطقة تقوم بمساعدة الارهابيين الذين لا ينجو أحد من شرهم وقد شهدنا كيف إنتقل الإرهاب إلى أوروبا والعالم.

وبين انه لولا المقاومة لما كانت هناك قدرة على الوقوف بوجه الارهاب، وان محور المقاومة وبدعم إيران كان يتابع مواجهة الإرهاب في سوريا والعراق لافتا انه مع نهضة الأمة الإسلامية سينتصر محور المقاومة.

الى ذلك قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ابو عماد رامز انه ليس جديداً أن تتحرك أنظمة ودولا لشيطنة المقاومة وليس جديدا ان يتم التحرك في المنطقة لاتهام المقاومة بالارهاب وبين ان العدو الاسرائيلي يسعى اليوم في ظل تصاعد الإنتفاضة إلى الهروب من مأزقه بالعدوان على قطاع غزة.

ونوه الى ان عدوان الأمس على غزة كان مقدمة التصعيد ضد المقاومة وقال: منذ خمسة أعوام وهم يضخون الأموال وآلاف من الإرهابيين والمرتزقة من 80 دولة لكسر محور المقاومة لكنهم فشلوا.

وفي كلمة لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حذر فيها من ان “اسرائيل” تتجه لاعلان نفسها قوة احتلال وان إعلان ضم الجولان من قبل “نتنياهو” إلا تأكيد على توسعية كيان الإحتلال لأنه يريد فلسطين كلها ولايقبل بحدود لبنان.

واضاف الشيخ نعيم قاسم: اميركا ترعى الحل الذي يرسم الاحتلال سياسيا، ولكنه اكد ان لا قدرة للاحتلال على تثبيت دعائمه مع وجود شعب مقاوم والتاريخ يشهد على ذلك.

اما الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية آية الله الشيخ محسن أراكي فقال في كلمة له بالملتقى: جميعنا جنود للمقاومة بكل ما أوتينا ونحيي رمز المقاومة حزب الله وقائده وشهدائه.

واضاف آية الله أراكي: المقاومة الاسلامية يجتمع حولها كل المقاومين في وجه الاستكبار العالمي وان المقاومة الإسلامية هي العَلم الذي يجتمع حوله كل من يحارب الإستكبار في العالم.

البيان الختامي للملتقى التشاوري ” مقاومة تحرر وإرهابٌ يدمر”

لبى لفيفٌ من علماء الأمة الإسلامية وشخصياتٍ سياسية وثقافية دعوة الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في العاصمة اللبنانية بيروت، لعقد لقاء تشاوري بعنوان ” مقاومة تحرر … وإرهابٌ يدمر” وذلك في ظل الأحداث الأليمة التي تشهدها الأمة الإسلامية، والتطورات المتلاحقة التي تطرأ على العالم الإسلامي، والقرارات الخطيرة التي أقدمت عليها منظمة التعاون الإسلامي ومن قبلها مجلس وزراء الداخلية في جامعة الدول العربية، الذين اعتبروا المقاومة إرهاباً، واصفين حزب الله وهو الذي يتربع على قمة هرم المقاومة العربية والإسلامية بأنه حزبٌ إرهابي.
وقد استنكر المجتمعون هذه القرارات الخطيرة، واعتبروها افتئاتاً على الأمة، وظلماً لقواها المقاومة، وتآمراً على ثوابتها ومنطلقاتها الأصيلة، ووصفوا هذه القرارات بالظلم وأنها تنسجم وأماني وأحلام العدو الصهيوني وقوى الاستكبار العالمي، التي تعتقد بأن حزب الله وقوى المقاومة العربية والإسلامية، تقف شوكةً في حلوقهم، وصخرةً صماء في مواجهة مشاريعهم التآمرية.
ودعا المجتمعون إلى احتضان المقاومة العربية والإسلامية بعمومها، وعلى وجه الخصوص منها مقاومة حزب الله، التي تتعرض لسيلٍ من التآمر والاستهداف، وأكدوا على ضرورة العمل على تحصينها والدفاع عنها، وعدم التخلي عنها في هذه المراحل المصيرية التي تعيشها الأمة، وحذروا من مغبة التخلي والاستخفاف بهذه المسألة، فهي ليست إلا خطوة أولى في مسارٍ تآمريٍ على هذه الأمة، وهي لن تقف عند حزب الله فقط، بل ستتعداه إلى كل قوى المقاومة الفلسطينية الأخرى، فإذا سكتت الأمة اليوم عن استهداف حزب الله فإنها ستكون غداً أكثر صمتاً وأشد عجزاً.
وأجمع الملتقون على أن الحروب الداخلية التي تشهدها بعض دولنا العربية، وعلى الرأس منها سوريا التي احتضنت المقاومة ورعتها، ووقفت إلى جانبها وضحت من أجلها، إنما هي حروبٌ مفتعلة، ومعاركٌ بالوكالة، تديرها قوى الاستكبار العالمي وتستخدم فيها أدواتها المأجورة بهدف استنزاف الأمة وشغلها عن القضية الأساس للأمة العربية والإسلامية، وتشويه صورة المقاومة الشريفة في لبنان وفلسطين، وهي التي تمول الإرهاب وترعاه، وتتحكم فيه وتنظمه، وتوجهه وتحركه، خدمةً لمصالحها وتحقيقاً لأهدافها.
وقد اختتم اللقاء التشاوري في بيروت أعماله بمجموعةٍ من الملاحظات والتوصيات داعياً إلى الاهتمام بها والتأكيد عليها، على أمل أن تتجاوز الأمة محنتها، وأن تنعتق من ربقتها التي يريدها لها أعداء هذه الأمة، وأكد المجتمعون على القرارات والتوصيات التالية …
أولاً: إن استهداف حزب الله ووصفه بالإرهاب، إنما هو استهدافٌ للمقاومة كلها وتآمرٌ عليها، وهو عملٌ تآمري يستهدف القضية الفلسطينية، ويخدم المصالح الإسرائيلية، الأمر الذي يوجب على الأمة رفض هذا القرار وأمثاله، والتصدي له وعدم الصمت تجاهه، وإلا فإن على الأمة أن تنتظر المزيد وتتوقع الأسوأ.
وأشاد المجتمعون بحزب الله قيادةً وكوادر ومقاتلين، باعتباره واحداً من أنبل ظواهر المقاومة العربية والإسلامية، وأكدوا على أهمية دوره وأصالته في بناء وتحصين محور المقاومة، إذ أنه عمودها الفقري وعمادها الأساس، وقد تمكن من تحقيق الانتصار على العدو الإسرائيلي في أكثر من موضعٍ، وأجبره على الانسحاب وما زال قادراً على ردعه وصده، ووضع حدٍ لأحلامه وخيالاته.
ثانياً: أكد المجتمعون على دعم الأمة الإسلامية للانتفاضة الفلسطينية الثالثة، واعتبروا أنها من أنصع صور المقاومة، وأفضل وجهٍ يعبر عن الشعب الفلسطيني في المرحلة الراهنة، وأنها أحد أهم أشكال المقاومة التي تتطلب من الأمة دعمها ومساندتها والوقوف معها وإلى جانب أهلها، واستنكر المجتمعون سلبية الحكومات العربية والإسلامية، وعدم تأييدها للانتفاضة، وتأخرها عن مساندة أهلها ونصرة قضاياهم.
ثالثاً: أكد المجتمعون على ضرورة دعم المقاومة الإسلامية في العراق، المتمثلة في الحشد الشعبي والقوى الداعمة له، ودعو الشعب العراقي المؤمن إلى المساهمة في الحشد الشعبي في مقاومته لقوى الإرهاب والاستكبار، وترى أن الجماعات الإرهابية في بلادنا الإسلامية، وعلى رأسها تنظيم “داعش” مؤامرة من قبل دول الاستكبار والصهيونية العالمية، لإضعاف الأمة وتشتيت شملها وإشغالها بنفسها عن القضية المركزية لأمتنا العربية والإسلامية، وهي القضية الفلسطينية والأقصى الشريف.
رابعاً: توقف المجتمعون المشاركون في اللقاء التشاوري بمسؤوليةٍ كبيرةٍ أمام المؤامرة التي تتعرض لها مدينة القدس، والأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك، ودعو الأمة إلى ضرورة التنبه إلى المساعي الصهيونية المحمومة للسيطرة على المسجد الأقصى، وانتزاعه كلياً من المسلمين، الذين يحتل في عقيدة المسلمين موقعاً مميزاً كونه القبلة الأولى وثالث الحرمين الشريفين، وأكدوا على وجوب بذل الجهود وتوحيدها من أجل القدس وللدفاع عن مسجدها.
واستنكر العلماء صمت المجتمع الدولي عما يتعرض له الفلسطينيون والمسجد الأقصى، والعراقيل التي تضعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمنع إعادة إعمار قطاع غزة، وما دمرته حروبها واعتداءاتها المتكررة عليه، واعتبروا صمتهم وتخاذلهم بمثابة مشاركة في العدوان على الشعب الفلسطيني، وتخلي عن واجبهم الأخلاقي والإنساني في الوقوف إلى جانب الشعب المظلوم، بل هو تأييد ومساندة للعدو الصهيوني في عدوانه على الشعب الفلسطيني.
خامساً: إذ رفض المجتمعون وصف المقاومة بالإرهاب، فقد أكدوا أن المقاومة هي الصفحة الناصعة في تاريخ الأمة، وهي بقعة الضوء المضيئة في حاضرها، فهي التي تشيد وتبني، وتعز وترفع، وتجمع وتوحد، في حين أن الإرهاب الذي يصنعه أعداء هذه الأمة هو الذي يدمر ويخرب، ويفرق ويمزق، ويشتت ويباعد، وهو الذي يستهدف الأمة الإسلامية في تاريخها الناصع وحاضرها الأليم ومستقبلها الواعد، ودعو إلى ضرورة مواجهة الجماعات الإرهابية والتصدي لها، دفاعاً عن مشروع الأمة الأصيل، وحرصاً على مستقبلها ومصالحها التي لا تلتقي أبداً مع حملة الأفكار الإرهابية.
سادساً: دعا الملتقون إلى وجوب مواجهة الأفكار المتشددة والاجتهادات المتطرفة، ورأوا أن هذه التوجهات الفكرية المتطرفة تتقاطع مع الإرهاب وتخدم توجهاته وتصب في مشروعه، الأمر الذي يوجب على الأمة مواجهة هذه الأفكار والتصدي لحملتها ومنع ترويجها وانتشارها، تمهيداً لوحدة الأمة واتفاقها، وسعياً لحل مشاكلها وإنهاء انقسامها.
وأخيراً رأى علماء الأمة والمشاركون الآخرون من الفعاليات السياسية والثقافية في لقائهم التشاوري، أن الأمل في هذه الأمة كبير، والخير في نواصيها معقود، وأنه لا ينبغي اليأس ولا الإحباط، بل يجب العمل بجدٍ ومثابرةٍ، وصدقٍ وإخلاص لتنجو هذه الأمة وتسمو، وتتخلص من أمراضها وتشفى من عللها، وتتطهر من أدرانها وما ران على قلبها، وهذا وعد الله الذي لا يخلف الميعاد،، لكنه لا يكون إلا في ظل العمل الجاد واليقين التام في الله رب هذه الأمة، أنه لن يتركها في تيهها، ولن يترها أعمالها، بل سيأخذ بيدها ويرشدها إلى جادة الصواب، وسيحقق لها وعده إياها بالنصر على أعدائها “كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله لقويٌ عزيز” وما ذلك عليه سبحانه وتعالى بعزيز.

الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة
عاصمة المقاومة العربية بيروت
الخميس السابع والعشرين من شهر رجب لعام 1437 هــــ الموافق ليوم الخامس من شهر مايو/آيار لعام 2016

قد يعجبك ايضا
اترك رد
آخر الأخبار