حزب الله وإدارة الحرب: جبهة الجنوب مفتوحة وليست وحدها، وكل الإحتمالات مفتوحة

حزب الله وإدارة الحرب: جبهة الجنوب مفتوحة وليست وحدها، وكل الإحتمالات مفتوحة.

منير الربيع
لا يزال السؤال الأكثر تداولاً يُطرح حول لبنان وحزب الله واحتمال توسع المعركة إليه وفيه. لا أحد يمتلك جواباً، وسط كم كبير من التحليلات والتقديرات، والتي تربط الانخراط الأوسع في الحرب من على الحدود الجنوبية للبنان بمدى التوغل الإسرائيلي البري في قطاع غزة، أو بمدى تحقيق أهداف عسكرية ضد حركة حماس، أو بمسألة التهجير المتعمد للفلسطينيين من القطاع. وهذه خطوط حمر يضعها حزب الله ولن يسمح بها. وما بين التحليلات والتقديرات، والعمليات المدروسة جنوباً، تأتي تهديدات إسرائيلية وأميركية كثيرة يتلقاها لبنان حول تداعيات أي انخراط.
لا يزال الحزب يحتفظ بقواعد اشتباك واضحة، وهي ضرب مواقع عسكرية، فيما التهديدات الإسرائيلية تذهب أبعد من ذلك. ولكن ما يظهر من المعركة وآلية إدارتها بالنسبة إلى الحزب، يبدو أن فيها تنويعات كثيرة.

ضربات استباقية
الخيار في المعركة أوسع بكثير من الواقع. بل هناك خيارات كثيرة، تتبين في آلية تفكير حزب الله، من خلال تدمير المواقع الأمامية للإسرائيليين.
وهذا تحسباً لحصول تطور، فتكون الجبهة الأمامية مفتوحة أمامه. ففي ضرباته الاستباقية التي ينفذها الحزب، يعمل على فرض واقع عسكري أمام الإسرائيليين. وبالتالي، هو لا يريد لهم أن يفرضوا قواعدهم في أي حرب، كما كان يحصل في السابق. ولذلك يلتزم بقواعد الإشتباك، أي بمعادلة ضربة مقابل ضربة، واستهداف موقع عسكري مقابل استهداف موقع آخر. هذه الآلية هدفها عدم ترك الساحة مفتوحة أمام الإسرائيليين لشن ضربات موسعة في العمق اللبناني، ولعدم تكرار تجربة حرب تموز التي لجأ فيها الإسرائيليون إلى شنّ حرب واسعة وشاملة تتضمن غارات جوية على عمق الضاحية الجنوبية وعلى مرافق أساسية وبنى تحتية، ما أدى إلى تقطيع أوصال البلد. هذا ما لا يريده الحزب في هذه المرحلة، إنما يريد للصراع أن يبقى محصوراً في الخط المتقدم من الجبهة الجنوبية .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار