حكاية الجندي المصري “أيمن محمد حسن” الذي انتقم لمذبحة المسجد الأقصى عام 1990*..

حكاية الجندي المصري “أيمن محمد حسن” الذي انتقم لمذبحة المسجد الأقصى عام 1990*..

في أحد أيام شتاء عام 1990
جندي مصري اسمه *أيمن محمد حسن*، كان واقفاً بسلاحه على الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة.
جاء عسكري إسرائيلي من الناحية المحتلة، وأخرج علم مصر ومسح به حذاءه! بدون أي مبرر أو شيء يستدعي تصرفه هذا، غير الاستفزاز لمشاعر الجندي المصري.
الجندي أيمن رأى المنظر هذا غلي الدم في عروقه وأطلع قياداته على ما حصل. القيادات أبلغته أنها ستعرض الأمر على القيادات العليا.
رجع الجندي أيمن لنقطة حراسته وهو ينتظر رد الفعل.
مر يوم.. اثنان.. ثلاثة ولم يأت رد.
بعدها جاء نفس العسكري الصهيوني وجاب معاه مجندة ورميا علم مصر على الأرض و ومارسا فوقه الرذيلة.
في نفس التوقيت هذا، كانت “إسرائيل” ترتكب مذبحة في المسجد الأقصى راح ضحيتها 21 شهيداً وأصيب 150 آخرين، فالمجند أيمن قرر الانتقام، وقرر أن موت العسكري الإسرائيلي الذي أهان العلم المصري وحده ليس كافياً، ولازم يموت معاه 20 آخرين.
أيمن الذي كان عمره في الوقت هذا 23 عاماً، قرر أنه ينتقم لمذبحة الأقصى، بدون إشعار قياداته.
أخذ أيمن يدرس تحركات الدوريات الإسرائيلية على الحدود وأماكن تمركزهم وعلى رأسهم تحركات الحافلات التي تقلهم، وتحديدا تلك التي تقل العسكري الذي أهان علم بلاده.. 10 أيام ظل أيمن يدرس تحركاتهم. مشكلته الأكبر كانت أن هذه الحافلات يرافقها حراسة من قوات التدخل السريع و الأخطر أن هذه القوات معها أسلحة ثقيلة لكن هذا لن يثنيه عن تنفيذ الواجب.
حدد أيمن المكان الذي سيكمن فيه ووضع خطته وأخذ يرفع من لياقته البدنية بحيث أنه يقدر يقطع المسافات بين الحدود ومكان التنفيذ. جرى بدون ما يتعب، ومشكلة ثانية هي السلاح الذي سينفذ به العملية!.
بدأ أيمن يجري يومياً 15 كيلو متراً على مدار 45 يوماً، وهذه أكبر من المسافة التي سيجريها أثناء تنفيذ العملية، لكنه كان مصمماً على رفع معدلات لياقته لأقصى قوة ممكنة.
وكتب أيمن لأبيه رسالة نصها “احتسبني شهيداً”.
جاءت اللحظة التي حس فيها أنه جاهز للتنفيذ، لكن كان ينقصه السلاح.
كان مصدر السلاح الوحيد الذي أمامه هو مخزن سلاح الوحدة العسكرية التي يعمل بها. فكر كيف سيأخذه دون أن يحس عليه أحد. فوجئ بقائد الوحدة ينادي على الجنود كي يتفرجوا على التلفاز. استغل أيمن الفرصة وتسلل لمخزن السلاح وأخذ 15 خزينة سلاح فيها 430 طلقة.
نزل أيمن بالليل من وحدته التي كانت في منطقة رأس النقب لحد ما وصل للحدود مع فلسطين المحتلة. اخترقها لحد ما وصل للمنطقة التي حددها للاختباء فيها لحين وصول القوات الإسرائيلية.
كانت منطقة اختبائه عبارة عن تجويف جبلي على بعد 35 متر من ملف فيه صخور مرتفعة ستمر منه القوات المستهدفة، وكانت خطته أنه من مكانه سيضرب السائقين أثناء دوران الحافلات لترتطم بعدها بالصخر وتقف، وأثناء حالة الهرج والمرج التي ستحصل يقطع هو ال 35 متراً جرياً ويفرغ فيهم الرصاص. وبالفعل ظهرت أول حافلة ولمح السائق أيمن، فزاد من سرعته لتجاوزه لكن أيمن كان أسرع منه وفتح عليه الرصاص. ظهر من وراه جيب تابع للمخابرات الإسرائيلية وهذا ما كان في حساباته، لأنه لم يرصده من قبل، لكن هو كان عامل حسابه على الارتجال فتعامل معاه بسرعة قبل ظهور باقي الحافلات التي تقل الجنود الذين هيكون عددهم أكبر من قدراته على التعامل.
فتح أيمن عليه النار وقف الجيب العسكري على بعد 5 متر من أيمن. جرى أيمن صوبهم، وكانت المفاجأة أن بداخله عميد مخابرات إسرائيلي، فيما بعد اعلنت “إسرائيل” أنه كان واحداً من بين 5 قيادات أمنية في مفاعل ديمونة النووي!.
في نفس اللحظة ظهرت حافلة عساكر إسرائيلية تعامل معها أيمن بنفس الطريقة. فتح النار على السائق أثناء دورانها لترتطم في الصخر. ووقف مكانه طلع أيمن عليهم، جرى، فتح النار على كل كانوا بداخلها وقتلهم…
بقيت الحافلة الثالثة وغالبا بداخلها العسكري الذي يبحث عنه. أيوا ذلك الذي أهان علم بلاده.
المشكلة أن سائق الحافلة الأخيرة هدأ من سرعته لما سمع صوت الرصاص، وهتكون مشكلة لو نزل أفراده وانتشروا على الأرض ففرصة أيمن في قتلهم و هم منتشرين على الأرض هتكون شبه مستحيلة.
وبما أنهم كانوا بالليل تظاهر أيمن أنه مصاب، ومشى يعرج تجاه الحافلة مستغلاً أن من بداخلها لن يقدروا يميزوا هل هو إسرائيلي أم لا؟. وبالفعل الحافلة تحركت تجاهه ظناً منهم أنه عسكري زميل لهم مصاب، وبمجرد ما اقتربوا منه بشكل كافٍ ميزوا لبسه، لكنه باغتهم بفتح النار صوبهم، وقتل السائق ومن كانوا معه في مقدمة الحافلة، التي كانت تسير ببطء. قدر 7 ضباط صهاينة ينزلوا منها وينتشروا على الأرض واشتبكوا مع أيمن الذي صفاهم جميعاً.
بعدها التفت أيمن فإذا به بالجندي الإسرائيلي الذي يبحث عنه. وهذا الجندي عاش لحظات الرعب قبل ما يموت.
فتح أيمن النار عليه لحد ما خزنة السلاح نفدت. لدرجة أن “إسرائيل” اعلنت فيما بعد أن هذا العسكري كان نصيبه 16 طلقة في منطقة القلب فقط.
العملية هذه هلك فيها 21 ضابطاً وعسكرياً صهيوني غير إصابة 20 آخرين.

*أيمن شو حصل معه ؟*
أصيب البطل أيمن بخدش في جانب رأسه.
أيمن الذي عمره 23 عاما قتل 21 ضابطاً و عسكرياً إسرائيلياً من ضمنهم قائد في مفاعل ديمونة النووي وأصيب بخدش!!.
اللافت هنا أن أيمن لم يكن عنده خطة للرجوع. فلم يتوقع أنه سيرجع أساساً. فما كان منه إلا انه ظل يجري ناحية الحدود المصرية، ومن حوله طلقات الدوريات الإسرائيلية التي طاردته وبينهم طائرة هليكوبتر.
ظل أيمن يجري حتى وصل لمقر الوحدة العسكرية التي يعمل بها. ليقرر أن يسلم نفسه لوحدته.
اللواء قائد المنطقة التابع لها أيمن لما دخل عليه فوجئ أيمن أن القائد معه كاميرا ويريد أن يتصور معاه صور يحتفظ بها، ليقول لأحفاده أنه كان قائده العسكري.
أما الضابط المصري المكلف بحراسة أيمن -لحين تقديمه للمحاكمة- فوجئ به داخل عليه بجاتوه وطبق من الحلويات كي يحتفلا معاً.
كان هناك شعور طاغٍ بين الجنود والضباط المصريين بالفخر من ما فعل أيمن، لكن هذا لم يشفع له، فقد حوكم أيمن 10 سنوات، ليصبح المسجون الذي يستحق أن نفتخر به …

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار