ندوة حوارية بعنوان (التصحيح مسـيرة نضـال مسـتمر) على مدرج دار البعث

ندوة حوارية بعنوان (التصحيح مسـيرة نضـال مسـتمر) على مدرج دار البعث
المكتب الصحفي – راما قضباشي
نظمت اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني بالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية/سورية وفصائل تحالف القوى الفلسطينية ندوة حوارية تحت عنوان: «التصحيح مسيرة نضال مستمر»، يحاضر فيها كلا من د.طلال ناجي الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، ود.خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية/سورية، ود.عبد اللطيف عمران مدير دار البعث، وبحضور قادة وممثلي فصائل القوى الفلسطينية وممثلين عن الاحزاب والفعاليات والاتحادات الفلسطينية والسورية، وطلاب من المرحلة الثانوية، وذلك على مدرج دار البعث بالعاصمة دمشق ١٦/١١/٢٠٢٢.
قدم الدكتور طلال ناجي قراءة مهمة لعمر التصحيح الذي وصفه بعصر القائد حافظ الأسد، كرجل كبير اتفق على عظمة شخصيته الأصدقاء والخصوم، مقدماً شهادات تاريخية لقادة ورؤساء وشخصيات، ومعرجاً على سيرة نضال وطنية كانت شرارتها أسرة وبيت وطني نشأ فيهما، إيمانهما الأول الانتماء القومي لفلسطين، وكيف ذهب فكر المؤسس، مذ كان طالباً، لمواجهة المشروع الصهيوني، مجسداً الانتماء لنهج وثقافة وروح وإرث حزب البعث العربي الاشتراكي، «حزب فلسطين»، كما كان يصفه القائد المؤسس.
واستعرض ناجي ثقافة قائد التصحيح الحزبية والوطنية والقومية، مع الوقوف على الأحداث منذ تشكيل خلية الإطاحة بأذناب الانفصال في مصر، ثم استلام قيادة سلاح الجو، ومواجهة الصراعات الداخلية في الستينيات، وتولي وزارة الدفاع وقيادة الجيش لما فيه المصلحة القومية والوطنية.
وأشار أمين الجبهة الشعبية إلى نكسة حزيران وجملة المسؤوليات الجسيمة لإزالة الآثار وعوامل الإحباط، وتناول ناجي مواقف صانع التصحيح، من أحداث الأردن 16 أيلول 1970، وتوليه قيادة الدفاع عن الفلسطينيين عندما أدار غرفة العمليات شخصياً في درعا، لتتسارع الأحداث بإدراك الأسد حيوية تصحيح الأمور والقيام بالحركة التصحيحية في 16 تشرين 1970، دون إراقة دماء كأول حركة بيضاء غيرت مفاهيم زمن الانقلابات العسكرية، حيث بدأت الإنجازات الوطنية والعربية والدولية.
مشيرا إلى طريق الشراكة والتحالف مع المقاومة والقضية الفلسطينية بلا مساومة ولا تفريط بالحقوق العربية، ليكبر حافظ الأسد بسورية وتكبر به، وتحولت إلى دولة إقليمية من الوزن الدولي، حيث استطاع السيد الرئيس بشار الأسد استكمال المسير بمواقف أخذت شكل الإصرار على الثوابت الوطنية والاستمرار في احتضان المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، وكان ذلك واضحا بالرد على مطالب وشروط كولن باول، وزير خارجية أمريكا، في عام 2003، برفض التخلي عن المقاومة أو الاستغناء عن القيادات الفلسطينية.
ومن جانبه وصف الدكتور خلف المفتاح الحياة السياسية للراحل حافظ الأسد، عبر تركه بصمات على مستوى سورية والمنطقة العربية والعالم، مؤكدا على تمسك سورية بنهج التصحيح وانتصارها على المؤامرات، وتناول د.خلف تاريخ من تصحيح العلاقة داخل الحزب وتصحيح العلاقة مع الوطن، وقدرة القائد حافظ الأسد على التحول من دولة الحزب إلى دولة الوطن، والتعامل مع الحلفاء بندية تستكمل اليوم بإرث استراتيجي يجسده السيد الرئيس بشار الأسد.
وبدأ د. عبد اللطيف عمران حديثه بافتتاحية نشيد الحزب (نحن فلاح وعامل وشباب لا يلين) متجها بأسئلته للحضور وخاصة شريحة الشباب وطلبة المدارس الذين شغلوا أكثر من نصف المدرج، هل تمر ذكرى التصحيح مرور الكرام؟ وأين نحن من شعار عودة الحزب إلى جماهيره وعودة الجماهير إلى حزبها؟ وهل نجرؤ على مراجعة دور الحزب محلياً وخارجياً؟ وماذا تعرف الأجيال الطالعة عن التصحيح؟
وتابع عمران علينا التعامل مع شريحة الشباب بحذر مطلق ومخاطبتها بما تفهم، منعا من لجوئها للنأي بالنفس عن القضايا الوطنية.
داعيا لقراءة مواقف الماضي قراءة علمية، لاسيما أن القيم لا تتقادم مع الزمن، ولا تتلاشى المبادئ والثوابت التي نبني عليها أمام جيل مفروض عليه ثورة رقمية.
و قسّم د. عمران التصحيح المستمر في نهج سورية إلى مرحلتين: 30 سنة مرحلة القائد المؤسس حافظ الأسد، و22 سنة تصحيح في عهد السيد الرئيس بشار الأسد، خاتما بالقول أنه عندما يكون «التصحيح مسـيرة نضـال مسـتمر».. وتكون مآثر القائد حافظ الأسد منارة تضيء للأجيال.. يتحقق الأمل بالعمل
وتناول محفوظ ولد عزيز، أمين عام الحزب الوحدوي الاشتراكي الموريتاني، وعضو المجلس القومي لحزب البعث، في مداخلته عقب الندوة، عظمة القادة المؤثرين في التاريخ لتكون أمتهم بخير، وهذا ما جسده القائد حافظ الأسد الذي ترك ضوءاً تسير عليه الأجيال، ومن بعده السيد الرئيس بشار الأسد بانتصاره على الإرهاب.
أما رضوان الحيمي الوزير المفوض في السفارة اليمنية، فأكد أن القائد حافظ الأسد اتخذ القومية خياراً ومنهاجاً سار عليهما، ونحن في اليمن ذقنا ثمار هذا الخط عندما تحولت اليمن من حالة شعبية إلى رسمية كدولة تقف مع فلسطين والمقاومة، وسورية فتحت أبوابها لنا ونحن نفتخر بهذا الانتماء ومستمرون فيه للوقوف بوجه الذين يريدون يمناً وسوريةً ضعيفتين ومهزومتين.
من جهته أحمد الخليفة عضو الأمانة العامة لمؤتمر القومي العربي والمنسق العام لمناهضة التطبيع مع الصهيونية، تحدث عن مآثر قائد التصحيح، الرجل الذي «لم يوقع»، ومن بعده سورية التي لا ولن توقع، وستبقى في خندق العروبة المخلصة لقضايا الأمة المصيرية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار