غرق قارب الموت قبالة طرطوس: لماذا يتوالى سقوط ضحايا الهجرة غير الشرعية من الشباب العربي؟

غرق قارب الموت قبالة طرطوس: لماذا يتوالى سقوط ضحايا الهجرة غير الشرعية من الشباب العربي؟

نهر البارد-طرابلس: غضب خلال تشييع جنازة أحد ضحايا القارب اللبناني الغارق من سكان مخيم نهر البارد في طرابلس اللبنانية
ما إن يقترب الناس من نسيان فاجعة، غرق مهاجرين غير شرعيين عرب، في رحلتهم على قارب موت باتجاه شواطئ أوربا، حتى تطل عليهم فاجعة جديدة، فيما يبدو أنه مسلسل لن يتوقف قريبا، في ظل وجود العوامل المنتجة للظاهرة، من فقر وبطالة وحالة يأس من الواقع، تنتاب عددا كبيرا من الشبان، في أنحاء متفرقة من المنطقة العربية، وتدفعهم دفعا لركوب الموج،على قوارب ضعيفة في رحلات ينتهي جلها بالموت غرقا.
آخر تلك الفواجع، كانت فاجعة ذلك القارب، الذي انطلق من السواحل اللبنانية، يوم الثلاثاء الماضي، باتجاه الشاطئ الأوربي، فغرق قبالة سواحل ميناء طرطوس السوري، وعلى متنه وفق روايات للناجين، مابين 120 إلى 150 شخصا، من جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينية، كانت وجهتهم دولة أوربية.
وتتباين أعداد ضحايا المركب الغارق حتى الآن، إذ تقدرهم بعض التقارير بـ 94 غريقا، في حين تشير بعض المصادر، إلى أن العدد أكبر من ذلك، وكان الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة في لبنان، قد أشار إلى أن عدد ضحايا غرق المركب، ربما يصل إلى 94 شخصا، ويعتبر مراقبون، أنه وبالنظر إلى عدد ركاب المركب الذي أشار إليه بعض الناجين، وهو يقارب المئة والخمسين شخصا، فإن عدد الضحايا مرشح للإزدياد، في ظل وجود عدد كبير في عداد المفقودين.

ويبدو ملفتا في فاجعة غرق هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين من لبنان، هذه المرة وجود جنسيات أخرى غير اللبنانيين، على متن المركب الغارق إذ كان على متنه فلسطينيون وسوريون بجانب اللبنانيين، ووفقا لمصادر متعددة، فإن الفلسطينيين الذين كانوا على متن المركب الغارق وعددهم 25 فلسطينيا، هم من سكان مخيم نهر البارد شمال لبنان.

عشرات الضحايا من اللاجئين فضلوا حلم الهجرة على كابوس الفقر

في كارثة إنسانية جديدة، لقي ما لا يقل عن 95 شخصًا مصرعهم عندما غرق قارب المهاجرين الذي كانوا على متنه قبالة الساحل السوري بعد أن أبحر الضحايا من لبنان قبل أسبوع، وأكد التلفزيون الرسمي السوري أن الرحلة اللبنانية الأكثر دموية كان الدافع الرئيسي فيها تزايد اليأس بسبب التدهور الاقتصادي؛ ما دفع الكثيرين من ركوب قوارب متهالكة على أمل الوصول إلى أوروبا.

الهروب إلى الموت

السلطات السورية أعلنت عن العثور على الجثث قبالة ساحل طرطوس، ونقلت وزارة النقل السورية عن ناجين قولهم: إن القارب غادر من منطقة المنية شمال لبنان يوم الثلاثاء -الماضي- وعلى متنه ما بين 120 و150 راكبا متوجها إلى أوروبا، حسبما أكدت وكالة الأنباء الفرنسية، بينما قال وزير النقل اللبناني علي حمية: إن التقارير تفيد بوجود حوالي 45 طفلاً على متن القارب، ولم ينجُ أي منهم، لكنه لم يستطع تأكيد العدد.

وتابعت: إن عائلة مصطفى مستو اللبناني الذي كان على متن القارب مع زوجته وثلاثة أطفال صغار، قد قبلوا التعازي في شقتهم في حي باب الرمل الفقير بمدينة طرابلس الشمالية، بينما كان هناك العشرات من الأشخاص ينتظرون عند المعبر الحدودي مع سوريا، في انتظار الجثث ويخشون أن يكون أقاربهم من بين القتلى، بينما قال وزير النقل اللبناني: إن 20 ناجياً يتلقون العلاج في المستشفيات السورية، معظمهم من السوريين، حيث يعيش حوالي مليون منهم في لبنان كلاجئين، مضيفًا أن القارب كان “صغيرًا جدًا” ومصنوعًا من الخشب، ووصف هذا الإبحار بأنه حدث شبه يومي ينظمه أشخاص لا يهتمون بالسلامة.

معدلات الفقر

من جانبه، يقول محمود أبو حيدر، أحد سكان المخيم الحدودي، إن العشرات من الأشخاص الذين كانوا على متن القارب قدموا من مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بالقرب من طرابلس، مضيفًا أن الظروف المعيشية الصعبة بالفعل ساءت خلال الأزمة الاقتصادية التي عصفت بلبنان على مدى السنوات الثلاث الماضية، وبحسب الوكالة الفرنسية، فهذه الرحلات كانت رد فعل من المواطنين الراغبين في الهروب من الانهيار المالي – واحدة من أسوأ الأزمات على الإطلاق على مستوى العالم، وارتفعت معدلات الفقر بشكل جنوني بين السكان البالغ عددهم 6.5 مليون نسمة، وسارعت قبرص إلى فرق البحث والإنقاذ في وقت متأخر من يومي الاثنين والثلاثاء عندما قامت في غضون ساعات سفينتان تحملان مهاجرين من لبنان بإرسال إشارات استغاثة؛ وكان هناك 300 في سفينة واحدة و177 في السفينة الأخرى، وقال مركز تنسيق الإنقاذ المشترك في الجزيرة إنه في تلك الحالات تم إنقاذ جميع من كانوا على متنها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار