دعم روسي لمواقف نصرالله.. “فلتُقصف منصّات الغاز الإسرائيليّة”! بوادر مواجهة تلوح في الأفق.

دعم روسي لمواقف نصرالله.. “فلتُقصف منصّات الغاز الإسرائيليّة”! بوادر مواجهة تلوح في الأفق.

ماجدة الحاج :
مع بدء العدّ العكسي لحلول شهر ايلول، تجهد تل ابيب للتوصُّل الى قرار بشأن الملفّ البحري مع لبنان يُجنّبها ترجمة تهديدات الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله فيما لو وصل التفاوض الى طريق مسدود. ويكفي التمعُّن في سطور تقرير نشره موقع “ديبكا” العبري منذ ايام، لتبرز المخاوف “الإسرائيلية” من مغبّة الإنزلاق الى مواجهة مع الحزب، مرجّحا” انّ بوادرها تلوح في الأفق بشكل كبير وضاغط خصوصا وأنّ كلّ جهود الوساطة الأميركية التي قامت بها واشنطن بين لبنان و”اسرائيل” لم تُثمر حتى الآن”، حذّر الموقع من انّ المواجهة مع حزب الله “اكثر خطورة وأكبر بكثير من تلك التي شهدتها غزّة”، مُرجّحا تشغيل منصّة كاريش في ايلول وضخّ الغاز منها.

وبالتزامن مع ما ذكره موقع “ديبكا” الذي لم يُغفل التحذير ايضا من “انّ حزب الله لن يهاجم-في حال بدأت اسرائيل بضخّ الغاز- منصّة كاريش وحسب، “بل إنّ كلّ حفّارات وحقول الغاز والنّفط في “اسرائيل” ستكون تحت الإستهداف”، لفت موقع “واللا” بدوره الى “انّ نشاط ضخّ الغاز من حقل كاريش سيبدأ خلال شهر ايلول، ناقلا عّن مسؤول أمني كبير -بحسب وصفه، قوله “إنّ الجيش الإسرائيلي مستعدّ لأيّ تطوّر وجاهز لمواكبة الوضع الذي ستشهده ايّام المعركة ضدّ حزب الله”!

هذا قبل ان يحسم السيد نصرالله عصر اليوم الجمعة، ويؤكد مرّة اخرى” إن لم يحصل لبنان على ما يطالب به بترسيم الحدود وملف النفط والغاز، فإننا ذاهبون الى تصعيد، سواء وُقع الإتفاق النووي ام لا”..مُصوّبا على “الوسيط” الأميركي “الذي ما زال يُضيّع الوقت الذي بات ضيّقا”.. ما يعني ان لا تقدُّم في المفاوضات التي يقودها الأخير حتى اللحظة رغم انّ الوقت اصبح داهما!

يبدو واضحا انّ تل ابيب وواشنطن تتجنّبان الإنزلاق الى ايّ تصعيد مع حزب الله، في وقت يجهد الثّنائي لتأمين كلّ السبل لبدء استخراج الغاز والذي تُعيقه تهديدات السيّد نصرالله التي فرض من خلالها معادلة” لا غاز للبنان؟.. فلا غاز لإسرائيل ايضا”..الا انه خلف رسائل السيّد الناريّة، ثمّة “ارتياح” روسي وأكثر إزاء مواقف السيّد عالية السّقف في وجه تل ابيب وواشنطن معا في ملفّ الثروة النفطية والغازية.. أبعد من ذلك، ترى موسكو انّ ايّ حرب “اسرائيلية” مع حزب الله على خلفيّة ملفّ النّفط والغاز، ستطال اقتصاد دُوَل العالم كافة، وستقلب ميزان الحرب الأوكرانية كليّا لصالح روسيا، فهي ورقة الغاز “الإستراتيجية” التي تضغط بها الأخيرة على دُوَل الغرب، بل ربما تُعوّل من خلالها على كسب المعركة في اوكرانيا.

ووفق تقرير لأحد المواقع الإخبارية اللبنانية المؤيّدة للمقاومة،فإنّ اي مواجهة قد يفرضها حزبُ الله على اسرائيل، ستنتزع من ايدي واشنطن وتل ابيب ورقة “التعويل” على الغاز “الموعود” الذي تلهث وراءه دُوَل الغرب سيّما مع اقتراب فصل الشتاء، ويكون حزبُ الله قد اهدى روسيا ورقة قويّة تُمسكها بيدها.. واستتباعا، لا تُغفل مصادر صحافية روسيّة الإشارة الى “اندفاعة نشطة” مؤخرا على خطّ موسكو-الضاحية، والكشف عن عرض روسي لحزب الله، يتضمّن استعداد موسكو تزويده بصواريخ بحريّة متطورة.. وكأنّ لسان حال روسيا يقول ” فلتُقصف منصّات الغاز الإسرائيلية”!

“اسرائيل” التي تشخص بعَين الرّيبة صوب روسيا في ملفّ الغاز اللبناني، بدا لافتا ان تركّز وسائل اعلامها مؤخرا عمّا “تريده روسيا من حقول الغاز اللبنانية؟!

منذ شهور، وتحديدا منذ شهر اذار الماضي، رافقت سفينة بحث وإنقاذ روسيّة إنشاء منصّة حفر غاز جديدة قبالة سواحل بيروت.. أمرٌ تابعته تل ابيب باهتمام، وتوقفت عنده صحيفة “جيروزاليم بوست” العبريّة لاحقا في شهر يونيو.. وتساءلت” لماذا تُصرّ روسيا على المشاركة في التنقيب عن الغاز الطبيعي بين الدّوَل المجاورة لإسرائيل”؟ واعتبرت “انّ روسيا تستخدم انشطة التنقيب عن الغاز اللبناني لإدخال سفن تحمل معدّات مراقبة للتجسّس البحري بما في ذلك الغوّاصات بالقرب من “اسرائيل” والمياه القبرصيّة”!

هو ملفّ شائك ايضا بين موسكو وتل ابيب يُضاف الى كمّ المطبّات في العلاقة الروسيّة -الإسرائيلية منذ بدء الحرب الأوكرانيّة.. ولا يُغفل محلّلون وخبراء عسكريون في الكيان، الإشارة الى مدى التأزم الذي وصلت اليه العلاقات مع موسكو، وذهاب بعضهم للقول إنها وصلت الى نقطة اللاعودة.. من هنا يأتي الإستفزاز “الإسرائيلي” لروسيا مرّة اخرى للضّرب في “ملعبها” السوري.. ففي توقيت حسّاس وعلى متن رسائل في اتجاهات عدّة اولها صوب روسيا.. نفّذت “اسرائيل” يوم الأحد الماضي قصفا مزدوجا على طرطوس – بالقرب من

القاعدة الروسيّة، وريف دمشق.. قصفٌ سدّدته بٌعَيد ساعات على اعلان ممثّل روسيا في فيينا ميخائيل اوليانوف عن “ايجابية في مفاوضات فيينا ستقود نحو الوصول الى اتفاق قريب”..إتكأت تل ابيب مرّة اخرى على “برودة” ردّة الفعل الروسيّة، الا انّ الرّد لم يتأخر طويلا، ومن مكان آخر.. ما هي الا ساعات حتى جاء الرّد على متن ثلاث مسيّرات استهدفت قاعدة التنف الأميركية، وهو ليس الإستهداف الأول للقاعدة المذكورة بطبيعة الحال.. ورغم عدم تبنّي اي جهة المسؤولية عن ضرب القاعدة الأميركية، الا انّ الرسالة وصلت الى حيث يجب ان تصل!

وفيما وصف مصدر في موقع “ذا كناري” الإخباري البريطاني، استهداف قاعدة التنف مرّة اخرى، بالرسالة التحذيرية التي يجب على واشنطن اخذها بجدّية عالية، قبل الضربة “القاسية”المرتقبة، ربطا بانهيار اي خطّ تواصل بين موسكو وواشنطن في سورية على خلفية الحرب الأوكرانية، كما التنسيق المستجدّ الآخذ بالتصاعد بين موسكو وطهران في سورية، صنّف موقع “انتيليجانس اويلاين” الفرنسي، ايلول ب “شهر التطوّرات الساخنة” ليس فقط على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية” على خلفيّة النزاع البحري بين لبنان و”اسرائيل”، وانما ايضا في اوكرانيا حيث يُرَجّح ان تنسحب سخونتها على مواقع وقواعد القوات الأميركية في سورية بشكل خطير”..

ومع شبه اجماع اكثر من دبلوماسي غربي على تجنُّب “اسرائيل” اي تصعيد مع حزب الله في هذه المرحلة، وامكانيّة ان يتحرّك الموفد الأميركي بشكل جدّي في الملف البحري خصوصا بعد “إنذار” السيّد نصرالله اليوم الذي ربما يكون الأخير قبل حلول شهر ايلول…توقفت شخصيّة صحافية لبنانية عند اشارة السيّد نصرالله لضرورة ان تتجه الأنظار الى الحدود، مرجّحا حدثا عسكريّا مباغتا هناك دون الدخول في التفاصيل!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار