ما هُوَ شكل المواجهة بين طهران وواشنطن مستقبلاً؟.

ما هُوَ شكل المواجهة بين طهران وواشنطن مستقبلاً؟.

التوقُعات كثيرة والِاحتمالات أكثر،
وأبواب التكهنات مفتوحةٌ على مصراعيها حيال موقف مِحوَر المقاومَة من الصراع مع أمريكا العُظمَىَ.
في أذهان الكثيرين تدور أسئلة كثيرة حول شكلهِ وأدواتِه المؤثِّرَة، في ظِل صمود طهران لما يزيد عن ثلاثة وأربعين عاماً، واشتداد عودها رغم الحصار الخانق.

استطاعت إيران تثبيت نقاط ارتكاز عسكرية قوية مُناصِرَةٍ لها، على طول وعَرض المنطقة العربية المستهدفة أمريكياً وأوروبياً خاضت حروباً كبيرة وخرجت منتصرة.

الكيمياء مفقودة بين طَرَفَي الصراع الأمريكي الإيراني وحلفائهما، لِاختلاف النظرة العقادية لطبيعة مسار الأمور السياسية والِاقتصادية العالمية، التي يراها كُلُ طرفٍ من زاوية مصلحته الخاصة.

وما يزيدُ الخلافات بينهماويُوسِع الفَجوَة، وجود نقاط خلاف مركزية سياسية وعقائدية، في منطقة الشرق الأوسط، تتربَع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها لدَىَ الطرفين.

ولو حاولنا تشريح المشكلة، بشكلٍ دقيق وعلمي عميقين، نَجِد أنَّ أساس المشكِلَة يكمُن في دخول الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بوجهٍ صهيونيٍّ،إلى منطقةغرب آسيامجدداً، بعد جلاء الدُوَل التي استَعْمَرَت المنطقة رسمياََ منها.

حيث تمَّ، بدعمهم،طرد شعب عربي ذي تاريخ وقِيَم عن أرضه، وتوطين يهود صهاينة غرباء تَمَّ جمعهم من كل دُوَل العالم،بهدف خلق كيان صهيوني مصطنَع أسَّسَتهُ بريطانيا، ورعته وأميركا كقاعدة عسكرية غربية متقدمة في الشرق، يتَّكِئون عليها كأصحاب مصالح فيها، لتنفيذ أجندات سياسية واقتصادية دنيئة، تهدف إلى إرعاب العرب وخلق أعداء وهميين لهم، لنهب خيراتهم وإدارة حكمهم بالوكالة،عبر تنصيب رؤساء وملوك وأمراء وسلاطين من سُلالات لها تاريخها في معاداة الرسول وآلِ بيتهِ، ومحاربتهم،متأبطين كتاباًخَطَّهُ شيطان اليهود المستعرب المُسَمَّىَ بالشيخ “أحمد ابن تيمية”.

وبالفعل هذا ما حصلَ ويحصل، منذ ٧٣عاماًتاريخ اغتصاب أرض فلسطين.

لكن….بعد تَفَكُك الِاتّحاد السوفياتي وهيمنة القطب الواحد على القرار العالمي،لَم تستطِع روسيا النهوض مجدداً إلى العَلياء نحو المَجد إذ بقيَت لأعوامٍ طويلَة تعاني من ألام خروج أنفاس الِاتِّحاد السوفياتي السابق من جسدها الذي ضَعُفَ وَوَهنَ وانهار.

فهناك على حدودها الجنوبية والغربية نهضَ نظامٌ إسلامي، بقيادة الإمام الخميني العظيم المناهضُ العنيد للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل،
الذي قلب حضورهُ الدَولي موازين وغَيَّر توازنات قِوَىَ، ورسَمَ معادلات جديدة في الشرق باتت تُهَدِّد النفوذ الأمريكي والأوروبي، جنباً إلى جنب مع نمو قدرة اقتصاد التنين الصيني، وتنامت قدراته العسكرية، خصوصاً صواريخِهِ الفرط صوتية، التي تشَكِلُ خطراََ على الولايات المتحدة الأمريكية بشَكلٍ كبير وجَدِّي.

هذه الجمهورية التي تشرفُ، بحكم موقعها الجيوسياسي، على مضيق هُرمُز أحد أكثر مضائق العالم أهميَة،
طالت أذرعها كُل منطقة يَتَعَشقُ فيها أتباع المذهب الجعفري والمقربون منه، من نيجيريا إلى كشمير فباكستان ووسط آسيا، وصولاً إلى الشرق الموجود في متناول يدها طبيعياً،
وجَدَتَ إيران ضالَّتها، بتدبيرٍ إلٰهي، في اليَمَن الذي دَعَمَت فيه أتباعاً لها على حِفاف مضيق باب المندِب الإستراتيجي، فقَدَّمَت لهم الدعم السياسي واللوجستي، ونقلت إليهم الكثير من الخبرات، حتى باتوا قوَّة جبَّارة يُعتَد بها ويُحسَب لها ألف حساب.

وعلى حدود فلسطين الشماليه يُرابِطُ حزبٌ إلَهي هَدَّدَ وجود قاعدة بني صهيون الغربية.

ومن الجهة الشمالية الشرقية تقعُ سوريا الأسد،ويعتبَر العراق صلة الوصل بينهما والحلقة الأقوَىَ بين دُوَل المِحوَر الأربع.

أمريكا استشعَرَت الخطر الكبير الذي يُهَدِّد مصالحها، من ثلاثة مواقع استراتيجية:
الموقع الأوّل: لبنان، الذي يشكلُ فيه حزبُ الله خطراََ وجودياََ حقيقياََ على إسرائيل.
الموقع الثاني : مضيق هُرمُز المُسيطَر عليه فارسياً، والذي تستطيع إيران إقفاله خلال ساعات.
والموقع الثالث : مضيق باب المندِب، الذي تُمسك بهِ حركة أنصار الله، وتستطيع إغلاقه خلال يوم واحد.

وهذا يعني فقدان أمريكا أهم خطوط الملاحة البحرية وخطوط الإمداد لوجودها في الشرق، ما يوازي بأهميته سيطرة الدولار على اقتصاد العالم.

فالسيطرة على المضائق،من قِبل إيران وحُلفائها،يعني التَحَكُم بخطوط التجارة والِاقتصاد العالميين، مقابل سيطرة الدولار على الضِفَة الأخرىَ.

هذا هوَ بالضبط ما يؤَرِّق ليل واشنطن وإسرائيل.
أضف إلى ذلك وصول الصين إلى قمة رأس جبل العِز المالي والإقتصادي تسَلُّلاً، بسبب إعطاء أمريكا ظهرها لمنطقةجنوب آسياوشرقها، وتمسكها بغربها الغني بالثروة والنفط.

أمريكا اليوم تقاتل على ثلاث جبهات:
الأولىَ: لأجل حماية قاعدتها العسكرية اللقيطة التي تُسمَّىَ إسرائيل.
والثانية: جبهة باب المندب، حيث فشلت، ولا تزال، منذ سبع سنوات.
والثالثة: مضيق هُرمُز الذي حَسَمَت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمره، بإحكام سيطرتها عليه.

إذاً، فالمواجهة المقبلة بين الطرفين ستكون، باستخدام المضائق، من قِبَل إيران مقابل الدَولَرَة.
فمن سيفوز في هذه المواجهة؟
الأيام والأسابيع القادمة كفيلة بالإجابة على هذا السؤال.

إسماعيل النجار: بيروت في..
5/21/2021

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار