*قلق في إسرائيل والولايات المتحدة من محاولة جماعة يهودية متزمتة اللجوء إلى إيران*

*قلق في إسرائيل والولايات المتحدة من محاولة جماعة يهودية متزمتة اللجوء إلى إيران*

القدس العربي

تبذل إسرائيل والولايات المتحدة مساعيهما لمنع هجرة يهود أعضاء طائفة يهودية إسرائيلية من غواتيمالا إلى إيران التي من شأنها أن تستغل وصولهم واحتجازهم واستخدامهم ورقة ابتزاز للقيام بصفقة تبادل أسرى كبيرة.
وتأتي هذه المساعي بعدما تم رصد عشرات العائلات اليهودية من أتباع طائفة “القلب الطاهر” في مطار غواتيمالا في طريقها إلى حدود كردستان- إيران. وسارع أقرباء هؤلاء في إسرائيل وفي الولايات المتحدة لإرسال مذكرة لوزيري الخارجية الإسرائيلي والأمريكي طالبوا فيها التدخل لدى خارجية غواتيمالا للحيلولة دون سفرهم لـإيران كي لا تقع حادثة أمنية دبلوماسية خطيرة.
ويرتدي أفراد “قلب طاهر” عادة زيا خاصا بهم لونه أسود يغطي كافة أنحاء الجسد وتلتزم نساؤهن الحجاب وعباءة تشبه من حيث الشكل أزياء على غرار المتشددات المسلمات، لدرجة يصعب معها تمييزهن من نساء المجموعات المتطرفة كـداعش وطالبان. وتعتبر “قلب طاهر” واحدة من جماعات اليهود “الحريديم” المعروفة بـتعصبها لأصول الدين ومعاداتها للصهيونية وقد أطلق عليها اسم طالبان إسرائيل لـاتباع أفرادها منهجا سلفيا ينبذ أي حداثة، فهم يمتنعون عن استخدام التلفاز والحاسوب والهواتف وغيرها من الوسائل التكنولوجية.
ونقل موقع “واينت” العبري عن مواطن إسرائيلي قوله إنه لا يقوى على النوم منذ عدة أيام لأن ابنته تتبع هذه الطائفة وقطعت اتصالاتها مع عائلتها وإنها تنوي وأطفالها الذهاب إلى إيران. وقال إنه في آخر اتصال لها أبلغته بأنها موجودة في مكان قريب من المطار هي وعدد كبير من أتباع هذه الطائفة ويتلقون غذاء من السلطات في غواتيمالا وإن أطفالها يكابدون أوجاعا ويتابع “طلبنا منها بـإلحاح ألا تصطحب أولادها معها لكننا لا ندري إذا كانت تصغي لنا فهي مقتنعة بأن طريقها سليمة وأنها تساهم في استعجال قدوم المسيح المخلص”.
يشار أن “قلب طاهر” طائفة يهودية تقيم في غواتيمالا وبدأت تنشط في إسرائيل منذ 20 عاما ومنها انتقلت إلى كندا وللولايات المتحدة والمكسيك وفي السنوات السبع الأخيرة تقيم في غواتيمالا. وأوضح الحاخام تسفي غلوك مدير عام منظمة “عاموديم” المنتمية لليهود “الحريديم” في الولايات المتحدة أمس أن طائفة “قلب طاهر” تعد 280 يهوديا يحملون جوازات سفر إسرائيلية وأمريكية وكندية وبعضهم يحمل جنسية مزدوجة.
ونوه “واينت” أن السلطات الرسمية في غواتيمالا قد اعتقلت مجموعة أخرى من أتباع هذه الطائفة يحمل أفرادها جوازات أمريكية ومعهم أطفال كانوا في طريقهم لـإيران حيث خططوا للحصول فيها على لجوء سياسي. ويرجح غلوك أن الولايات المتحدة هي التي دعت غواتيمالا لوقف أفراد هذه الطائفة بناء على طلب إسرائيل منوها أن بعضهم يعانون من أمراض وأن أبناءهم الذين ولدوا في السنوات الأخيرة هناك بلا تسجيل رسمي وبدون أي مستندات وذلك لمنع السلطات في غواتيمالا من انتزاع الأطفال من عائلاتهم.
وقال “واينت” إنه على خلفية التحركات الأمريكية والخوف من الاعتقالات الإضافية شرعت هذه الطائفة الغيبية بالتحضيرات من أجل الانتقال لـشمال شرق العراق حيث إقليم إربيل المحاذي لـإيران وهم يعتقدون أن هذه المنطقة هي بابل التوراتية وفيها سيظهر المسيح المخلص. وكشف موقع “واينت” أن مندوبين عن “قلب طاهر” قد وصلوا إربيل من أجل اقتناء أراض لبناء مساكن لأفرادها فيما يستعد بقية أتباعها للسفر لهذه المنطقة من عدة مواقع في العالم منها غواتيمالا والمكسيك والسيلفادور.
ويعرب أقارب أتباع هذه الطائفة في إسرائيل عن قلقهم البالغ من خطر انتقالهم إلى منطقة حدودية مع إيران تعج بناشطي تنظيم الدولة (داعش) ولذا يمارسون ضغوطا على خارجية الاحتلال كي تقنع السلطات المعنية في غواتيمالا بعدم منحهم فرصة لمغادرة البلاد. وحسب وثائق كشف عنها في 2019 في المحكمة الفدرالية الأمريكية فقد قدم أتباع “قلب طاهر” طلبا بالعبرية والإنكليزية والعربية للحصول على لجوء سياسي في إيران بعدما أكدوا ولاءهم للمرشد الروحي الأعلى في طهران علي خامنئي وقدموا مبايعتهم له.
ويناشد هؤلاء المرشد الإيراني والحكومة الإيرانية مواجهة الكيان الصهيوني وتحرير الأراضي المقدسة والشعب اليهودي. وفي هذه المستندات طلب أفراد “قلب طاهر” فرصة للجوء السياسي في إيران وحرية ممارسة الشعائر الدينية في الجمهورية الإسلامية “في ظل انتهاكات الحكم الصهيوني في الديار المقدسة”.
وقد عرضوا أنفسهم كـ”يهود مخلصين لله وللتوراة الحقيقية” ويرفعون راية الحرب على الصهيونية وحكمهم في البلاد المقدسة. ويوضح الحاخام غلوك الذي يدأب على مساعدة أفراد هذه الطائفة أنهم تلقوا رسالة جوابية من جهة إيرانية باللغة العربية ترحب بهم في إيران. وتابع “فهمت من أحد أتباع هذه الطائفة أنهم حاولوا الخروج من غواتيمالا ضمن جماعات تعد كل منها 70 شخصا”. وأوضح غلوك أن السلطات الإسرائيلية قد قالت إنها على دراية بما يحدث لكنها لا تستطيع الإفصاح عن تفاصيل منوهة أنها تبذل جل مساعيها من أجل منع أفراد “قلب طيب” من بلوغ إيران.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار