هل تتوقف الحروب في الشرق الاوسط

هل تتوقف الحروب في الشرق الاوسط

في الواقع وعبر التاريخ يمكن ان نسمي اوضاع الشرق الاوسط بمتلازمة الشرق الاوسط..والتلازم هنا بين احقاد تاريخية وتمجيد الجهل المقدس في صراع لا ينتهي ابدا

قديما تنافس الفرس وغيرهم على حكم العالم الاسلامي وسالت دماء كثيرة وجاء التتار وتعاون معهم من تعاون فارتكبوا المجازر وسالت دماء كثيرة وجرى دمار هائل لعاصمة الحاضرة الاسلامية، ثم جاء الاتراك ولم تغرقهم حروبهم مع اوروبا، لكنهم غرقوا في بحر الحروب والفتن في بلاد المسلمين انفسهم فمرة مع الفرس ومرة اقليات في الوطن العربي … ولم يستيقظ الاتراك حتى وجدوا انفسهم قد استنفذوا قوتهم وفاتهم قطار العلم والمعرفة بعدما كانوا اسياد العالم.
وحل محل الاتراك الاوروبيون وقسموا المنطقة،لكنهم غرقوا في اوحال الشرق الاوساط الذي لا ينتهي من الدسائس والاحقاد و خلق المعارك الوهمية والافعال العدوانية .

وظن الاوروبيون انهم سيطروا على العالم ولم يفيقوا الا على وهنهن الذي اصابهم من انشغالهم بالشرق الاوسط الذي ولد ليتقاتل…. شرق قال عنه بورقية اوله شر واخره رق.

وجاءت الاتحاد السوفياتي وامريكا وتبادلا الادوار في النفوذ والهيمنة وقتلوا خلقا كثيرا لكن العالم المعجون بمتلازمات لم تكتشف أرهقهم فتفكك الاتحاد السوفياتي، وبقيت امريكا تجر عنجهيتها حتى جاءت محطة افغانستان التي قيل عنها مقبرة الغزاة …

وطيلة عشرين سنة وامريكا تنفق وتشتري الذمم وتتلاعب بالمنطقة لكن الشعوب هنا لم تترك مجالا للشيطان فما بالك امريكا…. واخيرا هربت امريكا، لانها لا تستطيع ان تجاري صراعات واحقاد الشرق الاوسط … قتال بين العشائر كراهية بين الشعوب فساد في انظمة الحكم حتى النخاع اضطهاد اقليات اضطهاد فئات اجتماعية … مصادرة الحق الالهي في الحياة والموت وعلى راي المتنبي فتنة ما بين احمد والمسيح هذا بناقوس يدق وذاك بمئذة يصيح

هربت امريكا لانها احست ان الصين التي ابتعدت عن صراعات الشرق الاوسط ستبتلعها وبشيء من البراغماتية والتفكير في الريادة مجددا انسحبت امريكا من افغانستان …لانها تدرك لو استمرت في مناطق الصراع ستنهار وتحل الصين محلها … لكن اللافت اننا مازلنا نتحدث عن الانتصارات والهزائم بشكل شعبوي عاطفي لا يرقى الفكر الاستراتيجي وتحليل الفلسفات التي بنيت عليها هذه الدول العظمى …

فأمريكا بفلسفتها النفعية … يمكن ان تتخلى عن الكيان الغاصب ، لكن هذا الكيان يستند ايضا الى تعميق الصراعات بين الجماعات والفرق الاسلامية ويستغل التطرف الشيعي والتطرف السني والتطرف العنصري وتثبيت الظلمة في مناصبهم وان قتلوا او هجروا كل شعوبهم

والحقيقة ان سياسة الصهاينة تتماشى مع الكيانات الشرق اوسطية وبخاصة المسلمة منها، لانها تقدس الحاكم المستبد وتناصر الظالم، وتجهل فوق جهل الجاهلين … لذلك عرف الصهاينة اللعب على حبال المذهبية والدينية والاقتصادية ووظفوا في ذلك كل امكاناتهم … وبمثل هذه السياسة يمكن ان يستمر الكيان الصهيوني اما الدول الاخرى، فليس لها مصلحة في البقاء في ارض غارقة في الدماء وشعوب تعيش على الثارات وتثأر للتفاهات ولا تتأثر بانتهاك الكرامات …. انها أقليات المحادل وانظمة السجون العاتية … واسلحة الاخضاع بشكل مريع … بالامس رأينا الافغان يتوسلون الاجانب كي يخرجوهم ..اليوم نرى ملايين العرب والمسلمين على ابواب السفارات يتوسلون للخروج من هذه البلاد او تلك … لان كل ما فيها سرقات وغصب وظلم وقهر وغش وخداع وتحالف بين التجار والاحزاب … ثم ياتي من يقول لقد حاصرتنا امريكا او بريطانيا وانا اقول لقد حاصرنا الفساد والاستبداد والجهل المقدس والثأر المقدس …
فكوبا يحق لها ان تحكي عن الحصارلانها جارة امريكا وهي جزيرة صغيرة. اما نحن فيحاصرنا الفساد من طورة بورة الى بيروت او طنجة ويحاصرنا لصوص يضعون اموالهم في اوروبا وامريكا وروسيا والصين، ويبنون قرى للمفاسد … ثم يجدون من يطهر لهم اموالهم ويشرع لهم الابواب للاستنبات في الحكم الذي تحول الى ملك عضوض وراثي لا ينفع لا القريب ولا البعيد.

ولا حول ولا قوة الا بالله
منقول

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار