صباح الخير بيتا..إما أن تنضبطوا خلف حراس الجبل، ليسيرو بكم نحو العزة والكرامة والمجد، او تنصرفوا من جرحنا ومن دمنا .

مجدي حمايل

اكثر من ثمانون يوما وبيتا تنزف دما وشبابا وعمرا وألماً ووجع.
بيتا التي تُركت وحيدة ليأكلها الذئب كيوسف عليه السلام ، رموها بين انياب دولة الاحتلال ،ليس لشيء،سوى لأنها ترفض ان تكون نعجة وسط القطيع ،و لأنها لا تقبل ان يطأ مستوطنا ارضها، ولأنها انتجت نموذجاً ،يحرج القادة والقيادات و اصحاب الفخامة .

لا وقت للمجاملات ولا للتصفيق لاحد، فقد دفعت بيتا خيرة شبابها شهداء و أسرى وجرحى ، و قطرة دم اغلى من كل مقاماتكم ،فإعذروا صراحتنا .

ربما وزير الخارجية الفلسطيني لم يسمع بما يجري في بيتا ، او ان هناك في جدول أعماله الأكثر أهمية من بلدة صمدت اكثر من ثمانون يوما في وجه دولة الاحلال واجبرتها تحت ضغط مقاومة حراس الجبل ، على سحب زعران التلال عن جبالها ،او ربما لم نصل الى مستورى ثوريته ونظالاته كي يأمر السفراء الفلسطينيين الذين يأكلون ويشربون ويستجمون على حساب جيولبنا و المنتشرين في كل دول العالم ، ان يوجههم كي يخبروا العالم ان في فلسطين بلدة اسمها بيتا ، يحاصرها الاحتلال منذ اكثر من ثمانون يوماً، و يعتقل بلدة كاملة ، ويمارس في حقها وحق اهلها كل وسائل القمع والارهاب ،فقط لأنهم يدافعون عن ارضهم التي يريد ان يسرقها الاحتلال بقوة السلاح ، متناسيا قوة المنطق والحق .
وزيرة الصحه ، لم تستطع اقناع المشافي الحكوميه ان يرفعوا تسبة اهتمامهم بجرحى بيتا ، ومازالو يعانون الاهمال والتأجيل ،هل هذا ما يستحقه حراس الجبل،
وزير الحكم المحلي لم يستطع حتى اللحظه اصدار قرار بمحانية الترخيص والبناء على جبال بيتا ،المهدده بالاستيطان ،بل ولم يستطع حتى الان ان يعبد طريقا ترابيا وعراً اقل من ثلاث كيلو مار ،يصل بيتا بجبل صبيح ليسهل على الناس الوصول الى الجبل بسهولة ليحموه من الاستيطان .
كلهم مقصرين في حق بيتا وكلهم يريدون اعتلاء موجتها التي تغرقهم .

رئيس الوزراء محمد اشتيه زار بيتا على عجلة من أمره كان الهدف افتتاح امتحان الثانوية العامه وليس عنوان الزيارة دعم بيتا والوقوف بجانبها ، فوعد ما وعد وقال ما قال ، وفي النهاية يصادق مجلس الوزراء الفلسطيني على بناء طابق ثاني للجمعية النسويه ، و فتح بعض الطرق الزراعية في جبل صبيح ،الذي يسيطر عليه الان قوات الاحتلال حيث يصبح هذا المشروع غير قابل للتطبيق ، ومد شبكة مياه على جبل صبيح ،في الوقت الذي تعاني بيتا اصلا من نقص بالماء و الكثير من البيوت لا تصلها المياه ، و بناء مركز طوارىء رفع عتب ، في الوقت الذي اصبح عدد الاصابات في بيتا اكثر من 2500 اصابه ،ونقل الاصابات الى مشافي المدينة يستغرق وقتا كبيراً ونزفا للدم، وسط ازمة شارع حواره ، ومزاج الجندي على حاجز حواره ،الذي قد يغلقه بوجه سيارة الاسعاف ،ويرتقي الجريح شهيدا،كما حصل مع الشهيد سعيد عوده، ربما لم يقف مع بيتا سوى الهلال الاحمر الذي يقيم مستشفى مدانياً شبه دائم في بيتا .
ربما كان يفكر رئيس الوزراء ان الالتفاف على بيتا سهل ، والكذب والتسويف قد يمر .
بيتا التي لم تكسرها دولة الاحتلال ، لا تقبل ان تكون جسرا يمر عليه المهزومين لنصر كاذب .

بيتا الان ،لوحدها مازالت تقاتل وتصمد ولا تأبه بكل من خذلها ،وترفض بكل وعي ان يفتت وحدتها ولحمتها اي قاطع طريق يبحث عن مكان له في نصر ممزوج بالدم .

لا استثني احدا فالكل خذلها من احزاب وفصائل وقيادات ورموز ، تركوها وحيدة مع ذئب جائع للدم ، وهاوٍ للقتل .

حراس الجبل يدركون جيدا المثل الذي يقول ما حك جلدك مثل ظفرك ،فتولى انت جميع امرك ، ولكن أليست بيتا جزء من الجلد الفلسطيني ؟، أليست جزء من هذا الوطن الممزق والذي تسعى دولة الاحتلال الى تمزيقه اكثر؟ ، وان سقوط مشروع الاحتلال الاستيطاني في بيتا جزء من سقوط المشروع الكبير لدولة الاحتلال .

يحق لنا ان نسأل عن برامج الاحزاب والقياده، عن برامجها السياسية ، اليس في برامجها محاربة الاستيطان ، وتعزيز صمود المواطن الفلسطيني .
اذاً ،اين بيتا من برامجكم وفعلكم ونضالكم و كذبكم ، اين جماهيركم التي تحركوها لهوامش النص ، وتهملوا المتن وتنسو السند .

ربما لم يعد في فلسطين بوصلة تشير للوطن سوى بيتا والشيخ جراح ،و بيت دجن .
بوصلتكم انحرفت ، وتاهت فلا تحرفوا بوصلتنا ليعم الخراب .
فصمودنا يكشف ذلكم، ونصرنا يكشف هزيمتكم ، وبوصلتنا تكشف انحرافكم .

فإما أن تنضبطوا خلف حراس الجبل، ليسيرو بكم نحو العزة والكرامة والمجد ، او تنصرفوا من جرحنا ومن دمنا ، فبيتا ليست للبيع ، ودمها الوحيد الذي نضعه بحب على اكتافنا ، فلا يحاول احدكم ركوب موجتنا فيغرق.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار