*في ذكرى الانطلاقة 54 لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني..*

*التأكيد على التمسك بكامل حقوق شعبنا الوطنية والتاريخية، وأن راية المقاومة مستمرة تحملها أجيال شعبنا جيلاً بعد جيل حتى التحرير والعودة*

أكدت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، بمناسبة الذكرى 54 للانطلاقة استمرار تمسكها بمسيرة النضال والمقاومة مهما تكالبت المؤامرات ومهما غلت التضحيات, وأن الذاكرة الفلسطينية لن تنسى الحقوق الثابتة لشعبنا , ولم تنسى النكبة والعدوان والمآسي التي تعرض ويتعرض لها شعبنا حتى يومنا هذا، وقد أكد ذلك شعبنا في الأراضي المحتلة عام 48 في معركة سيف القدس ودوره الكبير بالترابط مع المقاومة في غزة والضفة الغربية والقدس ، كما أكدته الثورات المتعاقبة والنضال المستمر الذي لم يتوقف منذ وعد بلفور المشؤوم وحتى اليوم، وأن راية الكفاح والمقاومة مستمرة تحملها أجيالا من شعبنا الفلسطيني جيلا بعد جيل حتى تحقيق كامل أهدافه الوطنية في التحرير والعودة إلى كل فلسطين.

وأضافت الجبهة في بيان لها اليوم: أن “النضال الوطني الفلسطيني منذ مطلع القرن الماضي وهو في مواجهة الاستعمار البريطاني والعصابات الصهيونية ومواجهة الاحتلال ومخططات الكيان الصهيوني والمستوطنين، واستمر في هذا النضال عبر مسيرة طويلة من المقاومة والكفاح قدم خلالها شعبنا وفصائله الوطنية مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى.

وبمناسبة الذكرى 54 للانطلاقة; لا بد من التأكيد على رفض شعبنا وفصائله وقواه الحية للخطط الأمريكية التي تسعى لإعادة إحياء مسار سياسي جديد برعاية الرباعية الدولية وعودة مفاوضات السلطة الفلسطينية مع العدو الصهيوني, كما نؤكد على رفض شعبنا ومقاومته لخطط الضم والتهويد الصهيونية، وأن كل المحاولات والخطط السابقة والجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزه والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48 للتأثير على الذاكرة الفلسطينية لم تنجح  وباءت بالفشل، واستمر شعبنا العربي الفلسطيني في المقاومة ضد الاحتلال والتهويد والاستيطان، عبر مسيرة طويلة من النضال قدم خلالها التضحيات الجسام تمسكا بأرضه وحقوقه الوطنية والتاريخية.

أن ذكرى انطلاقة الجبهة هذا العام تأتي بعد الانتصار الكبير الذي حققه شعبنا والمقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس، والذي شكل ويشكل حالة من النهوض الوطني والقومي في مواجهة المخططات الأمريكية الصهيونية الرجعية في فلسطين والمنطقة, كما أنها تأتي في ظل ظروف وأوضاع فلسطينية لا زالت تعيش حالة الانقسام، وفي ظل تطورات وتجاذبات عربية وإقليمية، ووسط توترات دولية، نتيجة استمرار السياسات والمؤامرات الأمريكية والعدوان والحروب المستمرة على شعوب المنطقة، من خلال دعم أدواتها من الدول والكيانات والقوى الموالية لها ومنها بقايا القوى الإرهابية والتكفيرية، إضافة إلى الحصار والعقوبات على دول وقوى محور المقاومة كما يحصل مع ايران وسوريا ولبنان واليمن وغيرها، ومناهضتها لسياسات الصين وروسيا وغيرها.

إننا نؤكد في الذكرى 54 للانطلاقة أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله العادل لتجديد ثورته ومقاومته وانتفاضته في مواجهة الاحتلال والاستيطان والخطط الأمريكية وخطط الضم والعدوان الصهيوني المتواصل على شعبنا وقضيتنا، كما أننا نؤكد رفضنا لخطوات التطبيع المذلة التي أقدمت عليها بعض الدول العربية.

أن ما يقوم به الاحتلال الصهيوني من إجراءات واعتداءات في القدس والضفة الغربية وعلى الحدود مع غزة وفي الأراضي المحتلة عام 48 بعد معركة سيف القدس هو تعبير عن حالة القلق والخوف من المستقبل لأنه يخشى من تكرار ما حصل في هذه المعركة التي أذلت الاحتلال, كما يخشى تطورات إقليمية  لن تكون لصالحه في المرحلة القادمة، وهو يشاهد ويرى  أن الشعب الفلسطيني يتأهب لإطلاق انتفاضة شعبية جديدة ويجدد مقاومته الشعبية والمسلحة, بالإضافة إلى الحراك الشعبي الفلسطيني والتفاعل العربي والإسلامي والتحرري دعماً لحقوق شعبنا وضد جرائم الاحتلال وعنصريته وعمليات الاستيطان والتهويد, وضد سياسة التطبيع  الخطيرة التي أقدمت عليها بعض الدول العربية.

إن هذه المرحلة الدقيقة والمعقدة والصعبة تتطلب من كل القيادات الوطنية لشعبنا وخاصة فصائل المقاومة الفلسطينية مسؤوليات جسام من أجل تصحيح الأوضاع في الساحة الفلسطينية بعد مرور أكثر من 27 عاماً على اتفاقات أوسلو المذلة, مما يتطلب عملية مراجعة نقدية شاملة لكل السياسات السابقة، والعمل جديا لإنهاء حالة الانقسام المدمر، وإجراء انتخابات حرة وديمقراطية حيثما أمكن للمجلس الوطني الفلسطيني في داخل الوطن وخارجه وفي المخيمات والتجمعات والمهاجر ليمثل هذا المجلس كل أبناء شعبنا، وانتخاب قيادة وطنية أمينة ومؤتمنة لمنظمة التحرير الفلسطينية تقود مسيرة النضال الوطني في المرحلة القادمة، ووضع إستراتيجية موحدة لقوى شعبنا الحية  لتأكيد وتجديد خياراته الوطنية في مواجهة الخطط الصهيونية, ورفض سياسة المراهنة والأوهام لعودة المفاوضات العبثية مع العدو، والإقلاع نهائياً عن كل ما نتج عن اتفاقات أوسلو وملحقاته.

إن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني جزء لا يتجزأ من الأمة العربية والإسلامية، ولا يمكن فصل وعزل القضية الفلسطينية عن التطورات الجارية في المنطقة والعالم، وان حالة الصمود والانتصارات التي حققتها شعبنا ودول وقوى محور المقاومة في المنطقة، سيكون له نتائج إيجابية على قضيتنا وحقوقنا ويحمل بشائر خير لتحقيق الانتصار الكبير على الاحتلال الصهيوني في فلسطين.

أن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في ذكرى انطلاقتها 54  ستبقى وفية لشعبها ولأمتها ولأرواح الشهداء والأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني, وستواصل مسيرة النضال المشترك مع كل الفصائل والقوى الملتزمة بحقوق شعبنا، ومع قوى ودول محور المقاومة ، مؤكدين أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله العادل ومقاومته ضد الاحتلال حتى تحقيق كامل حقوقه الوطنية والتاريخية .

دمشق: 15 تموز 2021                                                                                                          المكتب السياسي                                                                                                                 لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار