الانتخابات الفلسطينية: محاولات “تعويم” لسفن غرقت في وحل الفساد والهوان

الانتخابات الفلسطينية: محاولات “تعويم” لسفن غرقت في وحل الفساد والهوان
– لاتفويض لأحدللتنازل عن حقوق شعبنا .
– لا للحاكم الفردي المطلق .
– لا للسماسرة، واللصوص، والفاسدين
بقلم: بسام ابو شريف
حاولت جاهدا أن أبقى خارج اطار الذين يتناولون الانتخابات المقررة، لكن عددا كبيرا من الأصدقاء يلحون بطلب ابداء الرأي، أو التعليق، أو التوصيف (في البداية لابد من تسجيل حقيقة جعلت كل قرار، وكل خطوة تتخذ في بحر الانتخابات مرتبطة بمرسى ثقيل صنع وألقي به عند ضفة ” المقاطعة”، لتجعل كافة السفن تبحر “وليس بعيدا”، لتعود الى مكانها …. على ضفة ” المقاطعة).

سبق أن كتبنا مع بداية الحديث عن لانتخابات (بعد قمة الأمناء العامين)، وحددنا النتائج وقلنا ان النتائج المرسومة، هي التي ستحدد كل مايفترض أن يحصل حتى نقطة النهاية … أي النتائج، قلنا ان النتيجة هي أن الرئيس محمود عباس سيبقى رئيسا للسلطة، ولفتح، ولمنظمة التحرير، ولذلك سيبقى حاكما متفردا لايغرد أحد الا بلحنه، قلنا انه يريد أن يبقى صاحب القرار السياسي، ولذلك يتخذ كافة الخطوات ليحتفظ كالسابق بالقرارين المالي، والأمني .
انتهى الأمر، وأسدل الستار، وانتهت المسرحية : وجوه لايصلح فيها ما أفسدت الدنيا أي ماكياج ” تزويق، واعادة رسم بالكريمات، والعطور “، أقول، وكلي حزن، وأسف ان مايريده ابو مازن من احتكاره للصلاحيات، والقرارات، والعقوبات، والاعفاءات والجوازات هو أن ” يبقى صاحب القرار الشرعي الوحيد “، أي أن يبقى قادرا على خداع النفس، واكراه الآخرين على الرضوخ لهذا الخداع لأنه يكره، ويرفض الكفاح الشعبي المسلح، والجماهيري ويعتقد أن بلاغة حقائق قضية فلسطين، وانكشاف التآمر على شعبها سوف تمكن أصحاب الدكتوراه الشرفية والمزيفة من تحصيل حقوق الشعب الفلسطيني دبلوماسيا، وهذا بأبسط التعريف جهل بكل قوانين المنطقة، وجدلية الصراع، ورقمية ميزان القوى، وهي عملية خداع للنفس، وخديعة للآخرين لأنها لا تؤدي الا الى ضياع المزيد مما تبقى لنا .
اليوم قام مستعربون باختطاف فلسطيني من داخل سيارته، ولاذوا بالفرار به، وذلك على بعد 200 متر من مقر السيد الرئيس محمود عباس، و200 متر من مقر قائد المرحلة ماجد فرج و200 متر من مقر المنسق السامي حسين الشيخ، وبالأمس أطلق المستوطنون النيران على أبناء القرى الذين تصدوا لعمليات الاغتصاب والضم وأول أمس ” ومازال قائما حتى الآن “، يتعرض حي الشيخ جراح بالقدس بأكمله لعمليات تطهيرعرقي بالقوة بينما تقول القيادة بمؤتمر صحفي ” لقاحات الكورونا ستصل قريبا “، ولا ندري أين ذهبت اللقاحات التي وصلت ويسأل صحفي …. كم وصل سعر اللقاح في السوق السوداء والسوق البيضاء، ويتبين أن وزارة الصحة لاعلاقة لها باللقاح بل ان المتصرفين فاسدين من أجهزة أمن وتنسيق، وبيع وشراء دماء وصحة الشعب الفلسطيني، واجتمع في مقهى بأريحا خمسة رجال جميعهم بلغوا من العمر عتيا ” 70 سنة فما فوق “، وكانوا يتحدثون عن أولويات اللقاح، ومتناوليه حسبما سمعوا …. وانهم ينتظرون، وقد مضى عليهم أشهر، وهم على هذه الحالة، واذا بأحدهم يقول : ( الغريب أن حفيدي أخذ اللقاح لأنه رجل أمن من حرس فلان ؟! )، وقال آخر : ( أنا حفيدي طعموه الاسرائيليين عند عبوره المعبر )، أين اللقاح ؟ لا أحد يدري ؟ من يأخذ جواز سفر دبلوماسي اسألوا المقاطعة أين المال ؟! أين 2 مليار دولار … مال صندوق الاستثمار ؟؟ من سيكون على رأس لائحة فتح ؟ …. ماهو موضوع الصلة العائلية بترشيح فتح ؟، ولا تستطيع الا أن تقول : الله يرحم ابو عمار، وابو جهاد، وابو اياد، ويغفر لهم أخطاءهم فقد كانت كلسعة هسهس أمام مانرى اليوم .
أنا الشرعية، والشرعية أنا ….. ما أقول هو الصحيح، ولو كره المؤمنون لن ينام أحد الا جوعانا، وعطشانا، وأولاده بلا مأوى، وبلا مدارس … كل من يخالف أوامري ………….
هذه هي ديمقراطية ما تبقى من فلسطين، وأضيف لها مؤخرا بعد شطب المحاكم والقضاة : –
– أنا القانون، وما أقوله هو العدالة .
– لا داعي للمحاكم، والقضاة يكفي طاقمي في المقاطعة .
يجب محاسبة كل من زادت سرقاته عن مليوني دولار باستثناء العائلة المالكة لثروات الشعب الفلسطيني، وأملاكه، وعقاره، والمشاريع التي تسند الصندوق القومي الفلسطيني .
هذه الانتخابات هي كالكورونا …. فيروس اصطناعي، وهي ديمقراطية ومصطنعة لأنها الغاء، وسحق للديمقراطية الممنوعات فيها ليست أغلبية، بل كلية عليك أيها المواطن أن تذهب لتدلي بصوتك اجباريا اما في السلة هذه، أو السلة تلك، وفي كلا الحالتين أنت تصب في بئر اعدام الديمقراطية، لكن الأدهى من ذلك هو أنك تصب بصوتك تأييدا لسياسة المنتخب دون أن تعرف في أي طريق سيسير، لكن من المؤكد أن هكذا اجراءات سوف تعزز من التمسك باتفاق اوسلو على اعتبار أنه مناهض لصفقة القرن، هذا هو البلاء، وهذا هو الفيروس . ….. انه رفض مطلق للكفاح الشعبي بكافة أشكاله لتحرير الوطن، والخضوع بكافة الأشكال لتفسيرات الضم، والالحاق التي يقدمها المحتل لاتفاق اوسلو … أي أنك تصوت لصالح : –
1- أن تكون السلطة دكتاتورية .
2- أن تمارس دكتاتوريتها لتحويل م ت ف الى منظمة للكناسة، وحراسة اسرائيل، وأن تحكم بالعباد من يسرق قوتهم، ويسمسر على عائلات شهدائهم، ويحطم النفسية المكافحة التي ترسخت في عروق الأجيال بنضال الآباء والأجداد، لقد دفع شعبنا أكثر من مليون ونصف المليون شهيد وجريح حتى نصل الى مايجبر عليه حكامه، ولذلك نرى أن على شعبنا والمتهافتين منه لتسجيل أسمائهم على لوائح المكاسب الشخصية أن يعوا جيدا لما يحاك ضد مصلحتهم الوطنية، ليس لدى شعبنا مرجع واحد قادر على حماية موقفه الوطني، فقد سلب منه هذا الحق، وعليه أن يعلن ثورته على الطغاة سواء كانوا حاكمين، أو كانوا محتلين وعلينا أن نرفع شعار : –
– لاتفويض لأحد كي يتنازل عن أي حق من حقوق شعبنا .
– لا للحاكم الفردي المطلق .
– لا للسماسرة، واللصوص، والفاسدين .
– يجب أن يفرض الشعب تطبيق قانون من أين لك هذا على الجميع ابتداء من الرئيس وصولا لآخر مرافق من مرافقي القيادات، مرورا بكل الصديقات، والمعجبات اللواتي يركبن سيارات الرانج روفر السوداء .

كاتب وسياسي فلسطيني

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار