“العكوب”.. أكلةٌ فلسطينية تجمع نساء نابلس حولها كل عام

“العكوب”.. أكلةٌ فلسطينية تجمع نساء نابلس حولها كل عام
على شرفة أحد منازل مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، وتحت أشعة شمس الصباح الدافئة، اجتمعت الحاجة “خالدية جمعة”، مع جاراتها، لإزالة الشوك، عن نبتة العكوب لتخزينها وطهيها طوال العام.

وبدءاً من أواخر فبراير/شباط وعلى امتداد مارس/آذار من كل عام، يقطف العكوب، وتنشغل الفلسطينيات بتجهيزه للتخزين وتجميده في البراد.

والعكوب، نبتة برية شوكية، تطهى مع اللبن واللحم والأرز.

“إن أردنا إكرام الضيف على وليمة الغذاء في نابلس، نطهو له العكوب مع اللبن واللحم”، تقول الحاجة “خالدية”.

ترتدي القفازات حتى لا تتأذى يديها من شوك العكوب خلال تنظيفه، وتضيف للأناضول : “تنظيف العكوب بحاجة لمساعدة، يد واحدة (امرأة واحدة)، لا تستطيع أن تنجز تنظيف الكمية للتخزين”.

وتحرص “خالدية” وجاراتها على تنظيم وقت “التعكيب” خلال الأسبوع، فكل واحدة منهن تحجز يوماً تشتري فيه العكوب وتخبر جاراتها ويجتمعن لتنظيفه.

وتعد نبتة العكوب من أشهر الأكلات الفلسطينية وخاصة في نابلس، والتي يحرض أهالي المدينة على شرائها مع بداية موسمها، على الرغم من ارتفاع سعرها.

ويصبح النبات تدريجيا أكثر جفافا خلال الصيف، وتنمو الأشواك بشكل أكبر ويتحول اللون من الأخضر إلى الأصفر.

وبفعل الرياح تُنثر بذور العكوب الجافة في الأرض، لمحصول العام التالي.

وتؤكل من العكوب، الجذور والسيقان والأوراق والرؤوس غير الناضجة، ويميل لونه بين الأخضر والأبيض، وشكله أسطواني، وورقه أخضر، وتُغطّيه الأشواك على شكل وبرٍ.

ويباع العكوب إما بشوكه، أو بعد تنظيفه وإزالة الأشواك عنه.

ويرتفع سعره بطبيعة الحال في حال كان نظيفاً من الشوك، حيث يصل سعر الكيلو الواحد منه 16 دولاراً، لصعوبة عملية التعكيب، في حين يكون ثمنه أقل بكثير عندما يباع بشوكه.

ويعد موسم العكوب مصدر رزق لدى الكثيرين، بدءا من قاطفيه، الذين يجمعون ثماره من الجبال، ويبيعوه للتجار.

كما تمتهن بعض النسوة “التعكيب” خلال الموسم، ليدر هذا العمل ربحاً وفيراً عليهن.

السيدة “إلهام منصور” تعمل منذ عشر سنوات بـ “التعكيب”.

وتتفرغ “إلهام” خلال الموسم لإنجاز الكميات التي تصلها في الموعد المحدد.

وعن حكايتها مع العكوب تقول للأناضول : “كانت لي جارة موظفة، قصدتني عدة مرات لمساعدتها بالعكوب، وعرضت علي مبلغاً من المال، فقررت أن أستقبل طلبات التعكيب من الجارات أو المحال التجارية مقابل مبلغ معين عن كل كيلو أقوم بتنظيفه، ليكون مصدر دخل لعائلتي”.

تشير إلى أكياس العكوب التي انتهت من تنظيفها للتو، وتقول : “يجب أن أسلّم العكوب للزبائن خلال وقت قصير، فشوكه يطول إذا تأخرت عليه ويصبح بحاجة لإعادة التنظيف مرة أخرى”.

واعتادت “إلهام” كسب الرزق من تنظيف العكوب، ومع نهاية الموسم تقوم بترميم شيء من منزلها، أو شراء أثاث ينقصها، أو توفيره لتسديد قسط لدراسة أحد أبنائها بالجامعة.

ويتم تضجين (طبخ) العكوب، بوضعه في وعاء وتقليبه على نار هادئة مع قليل من الماء، أو قليه بالزيت قبل حفظه.

وللعكوب فوائد كثيرة، لاحتوائه على الكثير من الأملاح المعدنية، وخاصةً البوتاسيوم، كما يحتوي على الحديد والمغنيسيوم، وفيتامينات (أ) و(ب) و(ج) و(ك)، فضلا عن الدهون، والكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون المشبعة، والألياف

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار