خطّة “تنوفا” للجيش الإسرائيليّ

خطّة “تنوفا” للجيش الإسرائيليّ
مَنْ يعجز عن احتلال غزّة أوهَنْ مِنْ مُحاربة إيران*
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
شكّكّ العديد من المُحلّلين للشؤون الأمنيّة في كيان الاحتلال الإسرائيليّ بإمكانية تطبيق خطّة الجيش الجديدة المعروفة باسم “تنوفا”، ومعناها بالعربيّة (زخم)، وذلك لسببيْن اثنيْن مُهّميْن، الأوّل تكاليف الخطّة الباهِظة جدًا، والتي لا يُمكِن أنْ تتحملّها خزينة الدولة العبريّة، والسبب الثاني هو عدم وجود حكومة للمُصادقة على الخطّة المذكورة، كما ذكرت وسائل الإعلام العبريّة، وبالإضافة إلى ذلك، قال المُحلِّل السياسيّ المُخضرم، أمنون أبراموفيتش، من القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ، قال مُعقِّبًا على الخطّة إنّ الجيش الإسرائيليّ ليس قادرًا على احتلال قطاع غزّة الصغير جغرافيًا، فكيف سيقوم بمُحاربة إيران،
وهي دولة إقليميّة شاسعة جغرافيًا ويصِل عدد سُكّانها إلى أكثر من ثمانين مليون مواطنٍ ومُتسلحّة بأدّق الصواريخ الباليستيّة والأخرى؟، على حدّ قوله.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق يوم الخميس الماضي، خطة “تنوڤا” وتعني (الدفع) العسكرية، في محاولةٍ من رئيس الأركان الإسرائيليّ أڤيڤ كوخافي لتعزيز قدرات القوات القتالية وتحسين قدرات الأذرع والهيئات العسكريّة، والتي بدأت العام الحالي لغاية عام 2024، وفقاً لما نشرته صحيفة (معاريف) العبرية، التي أضافت أنّ الخطّة تهدف بالأساس إلى تعزيز المنظومة القتاليّة وتحسين القدرات الهجومية للجيش الإسرائيليّ، كما قالت المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة.

وأوضحت المصادر الأمنيّة في تل أبيب أنّه على حد قول كوخافي، فإنّ التحديّ الاستراتيجيّ المركزيّ لإسرائيل يكمن في الساحة الشمالية، وفي المركز تموضع القوات الإيرانية وغيرها في سوريّة، ومشروع الصواريخ الدقيقة، في سوريّة أوْ لبنان، مضيفًا في الوقت عينه أنّ هذا جهد تتصدره طهران، في ظلّ استخدام أراضي دول ذات قدرة حكم محدودة للغاية، وتابع قائلاً إنّه منذ سنوات عديدة، أخذ حزب الله لبنان في الأسر، وأقام فيه جيشًا خاصًا به، وهو الذي يقرر عمليًا سياسته الأمنية، طبقًا لأقوال الجنرال كوخافي.

وأوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيليّ لشؤون الإعلام العربيّ، أفيحاي إدرعي، أوضح أنّ خطة (تنوڤا) الجديدة (2020-2024) تهدف لتعزيز الفتك في القتال حجمًا ودقةً، على حدّ قوله. وأشار أدرعي إلى أنَّ إطلاق خطة (تنوڤا) الجديدة جاءت بعد موافقة وتأييد من قبل وزير الأمن الإسرائيليّ نفتالي بينيت ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مُشيرًا في ذات الوقت إلى أنَّ الخطة ستُعتمد من المجلس الأمنيّ-السياسيّ المصغر (الكابينت).

عُلاوةً على ما ذُكر أعلاه، أفاد إدرعي أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ أجرى في العام الأخير عملية مشتركة ومعمقة، عملت في إطارها عشرات الطواقم متعدّدة التخصصات لتحديد صورة العدوّ وبلورة الخطة الأساسية لتحقيق النصر، مشيرًا إلى أنّ التقييم العسكري أظهر وجود احتمالات لتشتيت تفوق الجيش الإسرائيلي النسبيّ في عدّة مجالات، طبقًا لأقواله. وشدّدّ أردعي على أنَّ التقييم العّام للجيش الإسرائيليّ ومؤسساته أظهر حاجته لرفع الميزات العسكرية لإخضاع وحسم المعركة مع العدوّ بشكلٍ واضحٍ، وبوقتٍ قصيرٍ وبأقل ثمنٍ، كما أكّد في حديثه.

ومن الجدير ذكره أنّ الخطة الإسرائيليّة (تنوفا) تأتي استمرارًا للخطة السابقة (غدعون)، والتي أدت إلى تحسين ملحوظ في جاهزية جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفقًا للناطق العسكريّ لجيش الاحتلال، ووفقًا لصحيفة (معاريف) العبريّة، فإنّه من المقرر أنْ يقيم الجيش الإسرائيلي مقرًا مختصًا في المعركة ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بقيادة ضابط برتبة ميجر جنرال، واقتناء سربيْ طائرات جديديْن (قتالية ونقل)، تعمل في وقت الحرب والهدوء.

وكانت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، قد كشفت النقاب مؤخرًا عن أنّ الجيش الإسرائيليّ بدأ في عملية تقويم شامل وعام للوضع، وفي نهايتها تمّ تحديث مفهوم التفعيل وبنيّت خطة جديدة متعددة السنوات تسمى “تنوفا”(زخم).

وتابعت الصحيفة العبريّة قائلةً، نقلاً عن محافل أمنيّةٍ واسعة الاطلاع، تابعة: أظهرت أيضًا أنّه في مركز هذه الخطة سيكون تحسين قدرة الهجوم وقدرة الدفاع للجيش الإسرائيليّ، موضحةً في ذات الوقت أنّ أهداف الخطة تتضمن استكمال الفجوات في الذخيرة وفي الوسائل القتالية والقوى البشرية، تحسين قدرات الاستخبارات، تحسين قدرات القتال ضد العدوّ، كما أكّدت المصادر الأمنيّة في تل أبيب للصحيفة العبريّة.

وأشارت الصحيفة، إلى أنّ مثل هذه الخطة تكلف المليارات، وفي غياب حكومةٍ تؤدي مهامها توجد مصاعب في إقرارها، والجيش يحاول في هذه الأثناء استخدام الميزانيات المتوفرّة، مُشيرةً إلى أنّ القائد العّام لجيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال أفيف كوخافي، كان قد أوضح أنّ الخطّة متعددة السنوات تهدف لتعزيز قدراته الفتاكّة، مشددًا على أنَّ الخطّة ستخلق الظروف لتقصير مدى الحرب، ومنها، على سبيل الذكر لا الحصر، استهداف المدنيين بادعاء حسم الحرب، وفقًا لأقوال المصادر الأمنيّة في تل أبيب

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار