الانتخابات تحت سقف “أوسلو”، محاولةٌ مكشوفة لإضفاء شرعية مفقودة للاستمرار في نهج فاشل

الانتخابات تحت سقف “أوسلو”، محاولةٌ مكشوفة لإضفاء شرعية مفقودة للاستمرار في نهج فاشل،
المُفكِّر والأكاديمي الفلسطيني البروفيسور سامي العريان الالتفاف على استحقاق المشروع الوطني المُقاوم للاحتلال، والذي لابد منه نحو تحقيق الاستقلال والتحرير والعودة.

  • السلطةُ الفلسطينية ومن يمثلون خط “أوسلو” السياسي، يَعرفون أنهم فاقدون للشرعية السياسية أمام الشعب الفلسطيني من فترة طويلة، بعد أن فشل هذا النهج فشلاً ذريعاً وتم دفنه من خلال مشروع ترامب – نتنياهو، حيث كان يعاني من الموت السريري لسنواتٍ عجاف قبل ذلك.
  • الإصرار على “أوسلو” كمرجعية للانتخابات يعني السير في هذا النهج الفاشل، وهو النهج الذي اتفقت كل القوى العالمية والإقليمية المؤيدة للكيان الصهيوني على تأييده.
  • نهج “أوسلو” لا يضمن فقط بقاء دولة الكيان على معظم الأرض الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه، ولكنه أيضًا يعمل على أن تكون دولة الكيان هي القوة المهيمنة والنافذة والمتحكمة في المنطقة لتحقيق مصالح بعض الدول الكبرى في إبقاء هذه المنطقة ضعيفةً وممزقة ومتفرقة، ومصالح بعض الدول الإقليمية في الحفاظ على أنظمتها.
  • أحيي كل فصيل فلسطيني يُدرك خطورة العمل تحت سقف وشروط “أوسلو”، وأدعو جميع الفصائل خصوصاً المُقاوِمة والوطنية منها إلى رفض هذا النهج ليس فقط لفشله الذريع أو لأنه لن يعيد لنا حقاً، ولكن لأنه يُعطل ويُصعِّب تبني الخط الحقيقي لمواجهة المشروع الصهيوني، الذي يريد أن يهيمن على المنطقة، ويُحوِّل الشعب الفلسطيني إما لجاليات تعيش في المنافي خارج أرضها، أو إلى خدم وعبيد له داخل كانتونات على أرضها التاريخية.
  • لابد لحركة الجهاد الإسلامي وكافة الفصائل الرافضة لأوسلو مثل حركة حماس، والجبهة الشعبية، وحتى أحرار فتح، والآلاف من المستقلين من شباب وشابات فلسطين داخل الأرض المحتلة وخارجها، أن يقيموا جبهةً عريضة لمواجهة العدو الصهيوني وكيانه الشرس في كافة المجالات، وعلى كل الساحات، وعلى كامل الأصعدة، بهدف إنهاكه ودحر الاحتلال حتى الوصول إلى تفكيك مؤسساته ودولته، واستعادة الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني بما فيها حق العودة الكامل، وكذلك من أجل إنقاذ الديانة اليهودية من الصهيونية الساعية لتحويلها إلى حركة عنصرية كولونيالية عدوانية.
  • ليس هناك خيار للشعب الفلسطيني البطل سوى تبني خط المقاومة الشامل ضد العدو الصهيوني. الصراع بيننا وبين العدو هو صراع وجودي إما أن نبقى على أرضنا ونعيش بحرية واستقلال وكرامة، وإما أن نحيا في المنافي أو تحت نير الذل والاحتلال والحصار والمعاناة.
  • لن يسمح هذا الاحتلال للشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة، ناهيك عن شعبنا في الخارج، أن يستعيد حقاً أو أن نعيش بكرامة وعزة على أرضنا.
  • مقامرة “أوسلو” الفاشلة انكشفت، وانتهت، ويجب على شعبنا رفض أي قيادة أو نهج يدعونا إلى سنوات أخرى من الوهم والتيه.
  • قدر الشعب الفلسطيني أن يكون في طليعة المواجهة ضد هذا الكيان الغاصب والعنصري والفاسد والشرير. لا نستطيع الالتفاف على هذه الحقيقة.
  • ليس هناك طريق آخر غير طريق المواجهة والمقاومة الشامل. قد يكون هذا غير منصف أو صعب عند البعض لتكاليفه الباهظة، ولكن هذا قدرنا ومصيرنا.
  • التاريخ المضيئ للشعوب يكتبه الأحرار والمقاومون للاستعباد والذل. يُعبّده أصحاب الكرامة والعزة.
  • النتيجة الوحيدة والمؤكدة لهذا النهج هو الانتصار النهائي. هذا وعد الله والتاريخ.
  • لم ينتصر شعب في التاريخ الإنساني ويستعيد حقوقه من خلال الاستجداء والتنسيق الأمني مع عدوه والتنازل عن حقوقه، وإنما يحقق أهدافه في التحرير الشامل والعودة الكاملة من خلال المواجهة والمقاومة والاشتباك والرفض المستمر للظلم والذل والضعف.
  • عندما نتحدث عن المقاومة لا نعني بالضرورة الكفاح المسلح رغم مشروعيته التي كفلتها الشرائع والمواثيق الدولية، بل نعني المقاومة الشرسة والقوية والدائمة في كل المجالات، وعلى كافة الساحات، ومن خلال إنشاء جبهة عريضة عالمية تضم كل المقاومين والشرفاء والأحرار وأصحاب الكرامة والإرادة، بما فيها قوى يهودية غير صهيونية، فصراعنا ضد الظلم والعدوان والعنصرية والشر.
  • مقاومة الشعب الفلسطيني ورفضه للتنازل عن حقوقه ستكون الشرارة التي تنطلق نحو التغيير الاستراتيجي في المنطقة لإعادة تشكيلها نحو وحدتها وازدهارها وإظهارها ضد قوى التسلط والظلم والفساد.
  • معركتنا هي معركة الحق ضد الباطل، والعدل ضد الظلم، والصلاح ضد الفساد لإنقاذ الأرض والإنسان والمقدسات، وكل شيئ جميل، بل هي معركة من أجل إنقاذ اليهود أنفسهم من حركة فاشية عنصرية تَسوقهم للدمار، قال تعالى: “إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها”.
  • إدارة بايدن لديها ملفات كثيرة وشائكة على المستوى الداخلي، والخارجي، لذا هي معنية بتسكين ملفات تعتبرها أقل أولوية لها حتى لا تنفجر في وجهها، وتنحرف عن عملها في معالجة هذه الملفات مثل التعامل مع جائحة (كورونا)، والاقتصاد المتعثر، والتوتر العنصري داخل الولايات المتحدة، والعلاقات المتوترة مع الصين، روسيا، وأوروبا والتغير المناخي خارج أمريكا.
  • القضية الفلسطينية لا تعتبر أولوية لإدارة بايدن الآن؛ نظراً للاتجاه اليميني المتطرف للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ أكثر من عشرين عاماً، ولقوة النفوذ الصهيوني داخل أمريكا، وتأييده لنهج اليمين الإسرائيلي، الذي لم يؤمن أبداً بالتنازل عن رؤيته بتحقيق “إسرائيل” الكبرى عل أرض فلسطين التاريخية.
  • هذه الإدارة أيضاً لن تتراجع عن الاعتراف بالقدس، ونقل السفارة، وهو كان شرط سلطة “أوسلو” للعودة للمفاوضات ثم بلعته. أقصى ما ستقوم به هذه الإدارة هو احتواء الغضب والإحباط الفلسطيني من خلال بعض الأمور الشكلية مثل إعادة فتح مكتب المنظمة في واشنطن، واستعادة بعض المساعدات الإنسانية لوكالة الغوث الدولية “الأونروا”، واستمرار المساعدات الأمنية لضمان عدم خروج الأوضاع عن السيطرة. ولعل أهم دليل على ذلك عدم تعيين ممثل للرئيس لمتابعة هذا الصراع وتركه للخارجية الأمريكية، مما يؤكد أن هذه القضية لن تستهلك منه أي جهد حقيقي في خلال السنوات القادمة.
  • باختصار نهج بايدن هو الإبقاء على الوضع القائم، واحتواء القضية حتى لا تخرج عن السيطرة، وليس هناك أي آفاق لأي حلول ليس فقط لفقدان الإرادة السياسية والشروط الموضوعية، ولكن لاستحالة العمل من خلال منظومة “أوسلو”، والتي للأسف الشديد لا يتمسك بها أحد سوى الطرف الفلسطيني الفاشل.

اجرى الحوار: عوض أبو دقه

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار