في ذكراها العاشرة.. ثورة البحرين “ثبات حتى النصر”

في ذكراها العاشرة.. ثورة البحرين “ثبات حتى النصر”

هناك خصائص ميزت ثورة الشعب البحريني، التي تمر يوم غد الاحد 14 شباط / فبراير ، ذكراها العاشرة، عن باقي ثورات الشعوب العربية، ومن هذه الخصائص مظلوميتها، حيث اتهمت بابشع التهم، من قبل جهات كان من المنتظر ان تكون نصيرة للثورة، ولكنها انساقت وراء دوافع طائفية. وكذلك سلميتها وحضاريتها، رغم كل محاولات النظام الخليفي الطائفي المستبد، دفعها لانتهاج العنف، بعد ان اغلق جميع نوافذ التعبير عن الراي حتى في حدوده الدنيا.

الى جانب هذه الخصائص التي انفردت بها ثورة الشعب البحريني، عن باقي الثورات العربية، هناك خصائص اخرى ميزت هذه الثورة عن غيرها، ولكن من زاوية اخرى، حيث تم ولاول مرة، الاستعانة بجيوش من دول اخرى لقمع المسيرات والتجمعات السلمية لابناء الشعب البحريني، حيث استدعى النظام الخليفي الجيشين السعودي والاماراتي لاحتلال البحرين، واطلق يدهما ليرتكبا افظع الجرائم بحق الشعب البحريني، امام مرآى ومسمع العالم اجمع.

المعارض البحريني سعيد الشهابي أمين عام “حركة أحرار البحرين”، اعتبر السلوك الشاذ لملك البحرين المتمثل باستدعاء جيوش اجنبية لغزو بلاده وقمع شعبه، يعود الى ضعفه وخشيته من التغيير والإصلاح، فهو واقف بفضل دعم الآخرين، لذلك جاء بالاحتلال السعودي والإماراتي ومن ثم جاء بالقوات البريطانية وأنشأ قواعد عسكرية وجاء بقوات امنية لقمع المتظاهرين من باكستان واليمن والأردن وغيرها.

من خصائص المشهد البحريني، البطش والقسوة التي تعامل بها النظام مع المتظاهرين والنشطاء السلميين، مما اثار حفيظة حتى الحكومات الغربية التي تدعم النظام الخليفي وتوفر له الغطاء السياسي، وتتستر على فظائعه، فقد اعلن معهد البحرين للحقوق والديموقراطية (بيرد)، إنه تلقى تقارير تفيد بأن ما لا يقل عن 18 بالغا و11 طفلا تم توقيفهم خلال عمليات مختلفة، قبيل إحياء الذكرى العاشرة للثورة البحرينية، واحد هؤلاء الاطفال لا يتجاوز 11 عاما!!، حيث تم توقيفهم بهدف ردع المتظاهرين عن إحياء الذكرى العاشرة للثورة.

هناك طفلان بين الموقوفين، هما حسين أيوب ومحمد راشد، يبلغان من العمر 13 عاما!!، يواجهان عقوبة السجن لمدة تصل إلى 20 عاما، بتهمة المشاركة بالاحتجاجات. واللافت انه من المقرر ان يمثلا أمام المحكمة يوم غد الاحد ، اي مع الذكرى العاشرة للثورة البحرينية، وهو اصرار واضح من النظام الخليفي ، على انه مستمر في قمعه ولا يقيم اي احترام للقيم الانسانية، ومنها حماية الطفولة.

تعامل النظام الخليفي مع الامين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان، يكشف وبشكل واضح شذوذ هذا النظام ، في طريقة تعامله مع منتقديه، فالشيخ سلمان اعتقل بسبب خطاب سياسي انتقد فيه السلطات في 2014، وضوعفت مدة سجنه في 2016، ثم صدر ضده حكم بالسجن المؤبد في 2018، على خلفية مشاركته في محاولات وساطة قطر لدى سلطات البحرين خلال الانتفاضة، واعتبرت السلطات مشاركته في المحادثات، التي شاركت فيها حكومة البحرين ذاتها بوساطة قطرية، “تجسسا” لصالح قطر، بينما المعروف عن نظام الخليفي، انه من اوثق حلفاء الكيان الاسرئيلي في المنطقة، وقام مؤخرا بالتطبيع مع هذا الكيان، رغم انه لم يكن في حالة حرب معه يوما، وقام بالتوقيع على اتفاقيات امنية وعسكرية مع هذا الكيان، بينما نراه يحكم على شخصية وطنية معروفة لدى الشعب البحريني وشعوب المنطقة مثل الشيخ علي سلمان بالسجن بتهمة “التجسس” لقطر!!!.

ان دعوة قوى المعارضة البحرينية إلى المشاركة الشعبية في فعاليات الذكرى السنوية العاشرة لثورة 14 فبراير/ شباط 2011، تحت شعار “ثبات حتى النصر”، جاءت لتؤكد ، ان الشعب البحريني لم ولن يستسلم مهما كانت التضحيات، وسيبقى ينتهج السلمية حتى تحقيق مطالبة بالعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الانسانية، ولن ينفع النظام الخليفي استجدائه الدعم الخارجي، واخيرا دعم الصهاينة، وكذلك اساليبه القمعية ، التي لم تكن الا استنساخا لاساليب كيان الاحتلال الاسرائيلي، في الاعدامات والتعذيب والنفي والتهجير واستقدام شذاذ الافاق، بهدف تغيير ديمغرافية الشعب البحريني.
العالم – كشكول

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار