السيناريوهات المحتملة والتحولات القادمة تجري بمعزل عن الارادة والمصالح الشعبية الفلسطينية، والاردنية، والعربية، …فلسطين والاردن وآفاق المستقبل والحاضر..

ناجي الزعبي
من الواضح ذهاب الاردن الرسمي باتجاه مشروع صفقةالقرن او الكونفدرالية او الفدرالية او اي شكل من اشكال العلاقة مع العدو الصهيوني لتقديم خشبة الخلاص كونه الفضاء الحيوي وبوابة البعث الاقتصادي له بعد أفول دوره العسكري كمعسكر وثكنة وفرقة اميركية امامية .

لقد تجرد الاردن من كل ادوات ومقومات البقاء بعد نهب كل مقدراته واغراقه بالمشاريع الاستهلاكية والمديونية والعجز والبطالة وتجريف حياته السياسية والفكرية والتعليمية والاعلامية والثقافية والدينية وتحويل كل هذه المقومات للاغراض السياسية فاصبح اكثر مرونة واستعداداً لتقديم التنازلات وتطويع سياساته لصالح اي بارقة امل – قد – تحفظ كيانه .

وقد اتت جائحة كورونا لتطلق اشبه ما يكون برصاصة الرحمة على البقية المتواضعة من مكانة البلد ووظائفه ، ولم يعد يلعب دور الوسيط بين العدو الصهيوني والدول الخليجية التي تخطت هذا المطب الصناعي وازالت الستارة عن علاقاتها المباشرة معه مما افقد الاردن المزيد من وزنه ومبررات بقاءه وبالتالي فقد أُخضِعَ للابتزاز السياسي ليقدم اقصى تنازلات يتطلع لها العدو الصهيوني .

وكانت الاملاءات بفتح بوابات الاردن على الوباء مقدمة لرفع سقف قانون الدفاع ليرتقي لقانون الطوارئ وكان ذلك مسبوقاً بتصعيد امني واعلاء للحياة العرفية والاعتقالات بين شتى الصفوف والقوى جنوباً ورسطاً وشمالاً رجالاً ونساءً شرقاً وغرباً لرموز سياسية واجتماعية .

كما اتى الاعلان عن اجراء الانتخابات في التوقيت الذي يتأهب به الاردن لخطوات مفصلية تاريخية ، وعلى غرار اتفاق وادي عربة الذي كان بغطاء من شخصيات وقوى ومجلس نواب شرق اردني مررت الاتفاقية ومصادقة لمجلس نواب بالصبغة العشائرية والامنية ، سيأتي المجلس القادم بالصبغة السياسية الحزبية اليسارية والقومية الغرب اردنية ، ( بالتزامن مع اعلان عباس اتفاق فتح مع حماس على اجراء انتخابات – تحت الاحتلال بالطبع ووفقاً لشروطه) مما يشي بهارموني وتناغم واضح وبمايسترو واحد لكلا المشروعين .

كما ستجري الانتخابات الاردنية بالمقاس الصهيو اميركي ويمر مشروع العدو الصهيوني بغطاء فلسطيني بالضفة ، وغرب اردني بالاردن ، اي فلسطيني فلسطيني في كلا الحالتين وببعد امني شرق اردني في الاردن ( ممثلين عن العشائر الاردنية ) .

وكان اخر مقدمات المشروع المشاركة الاردنية بمنتدى غاز شرق المتوسط الذي عقد بحضور مصر وقبرص واليونان والعدو الصهيوني وسلطة اوسلو والاردن الرسمي – ولا نعلم كيف يزج بالاردن ، والسلطة في منتدى للغاز وهما غير منتجين للغاز ، ومع العدو الصهيوني في الوقت الذي ترتفع به الاصوات التي تدين التطبيع مع العدو إن لم يكن اعادة احياء لمشروع كارتيل الغاز وبينولكس الاراضي المقدسة ( اي العدو الصهيوني ، والسلطة الفلسطينية ، والاردن الرسمي ) وكان حضور قبرص واليونان مجرد اكسسوارت بلا معنى .

كما ان المشروع يمهد لدور دحلان مستقبلاً بعد استنفاذ سلطة اوسلو لغاياتها واغراضها كذراع فلسطيني للاحتلال الصهيوني ، الامر الذي يفسر سخط طغمة اوسلو المطبعة وذراع الموساد والشين بيت والشاباك على تطبيع الامارات التي ستلقي بهذه الورقة لدحلان وتنهي السلطة الحالية ، ويفسر ما يجري التخطيط له في الاردن لتغيير شكل النظام السياسي وبعثه بحلة جديدة تمتص مواقف الجماهير الاردنية وتمضي قدماً بالمشروع الصهيو اميركي .

وبكل الاحوال هذه السيناريوهات المحتملة تجري بمعزل عن الارادة والمصالح الشعبية الفلسطينية ، والاردنية ، والعربية ، وعن التحولات الراهنة والقادمة والانقلاب بموازيين القوى لصالح المشروع المناهض للهيمنة الاميركية ولاداته العدو الصهيوني .

٢٠٢٠/٩/٢٧

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار