مابعد بيروت

مابعد بيروت

مجلة تحليلات العصر الدولية

د. عماد فوزي شُعيبي
في السياسة ليس من الضروري -وقد يفاجىء الأمر البعض،- معرفة من وراء الحدث، إنما التعامل مع ما بعده. وهذاليس ما ألفه الناس الذين يهمهم من قام بالعمل وكيف ؟ لكن السياسة وقائع مابعد الحدث! وهذا قد يصدم ولكن السياسة هكذا: تتعامل مع الوقائع وليس مع مُثيراتها القبلية والظنيّة … الوقائع ثم الوقائع وما خلّفته على الأرض وما تستفيد منها وما تخسر فيه.
وهاكم مؤشرات وقائع سنصوغها تباعاً في حلقات متتاليّة ويوميّاً وعلى شكل تفكير مفتوح وبصوت عالٍ وعلى شكل أسئلة مفتوحة:
1. واقع الحال أن لبنان اليوم (مكشوف) فلا حصانة لوجستية له من القمح. وقبلاً لا حصانة نقديّة له. وهذا يضعف أيّ قرار استراتيجي! وقد تستغل الولايات المتحدة وإسرائيل هذه اللحظة الحرجة والخطيرة. وهما لا يحتاجان لأيّ مبرر أخلاقي! ذا قيمة.
2. التقاطر نحو مساعدته لن تكون بلا شروط، حتى مكرون سيضع شروطاً للانتشال ولو الجزئى.
3. ترامب يحرج الدولة العميقة عندما ينسب لجنرالات (يقول إنهم محترمون!) أنه بفعل قنبلة (غامضة الجوهر) ويرد عليه 3 جنرالات من البنتاغون بالنفي؛ أي أن الحدث هو موضع تجاذب وتنابذ بين ترامب والدولة العميقة.
4. سؤال يطرح نفسه: هل تشكل الكارثة اللبنانيّة فرصة لترامب لخوض مغامرة تعديل قواعد اللعبة أو فرض وقاىع جديدة على الأرض بالمعنى الاستراتيجي في المنطقة، وهل يمكن أن يستخدم الحدث والمغامرة فيها كمسعىً ل ترامب للحفاظ على السلطة بعد تدهور شعبيته إثر كورونا والتراجع الاقتصادي، وذلك سواء بشكل مباشر أو بالوكالة (إسرائيل)، بذريعة ما كالزعم إن العمل هو عمل للقاعدة أو داعش وأخواتهن!… سؤال ظنّيّ مفتوح!
5. المُلاحظ أن أقصى ما استطاعته الحكومة اللبنانية مجموعة وعود بتحقيقات ومعاقبات دون المسّ بالمحرمات السياسية (الوزراء والنواب)؛ أي دون المسّ بالتوازنات وواقع الحال، (مع أنها كانت فرصة ذهبية لولا حسابات السياسية محض الآنيّة، وكانت فرصة لتعويم نفسها كحكومة مختلفة! لكن لبنان يبدو سيستمر على احترام التوازنات حتى رغم أنها سبب أساسيّ في الكارثة) ما يوحي بأن هنالك جولة حساب شعبية عسيرة لهذا النظام السياسي سيشهدها الشارع اللبناني اليائس المُفقر بماله المحتجز والمُفرّغ والمنكوب اليوم في عاصمته.
يُتبع

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار