اشهار الهيئة العربية لمجابهة التطبيع والصهيونية..

عمان-راي اليوم:تشكلت اللجنة التأسيسية من مجموعة من اساتذة الجامعات ورجال القانون وناشطون من الاردن وقطر والمغرب وسوريا ولبنان والسودان واليمن وجمهورية تشاد ..

انها دعوة لكل المثقفين والاكاديميين وكل الفئات التي تشكل عناصر قوة في امتنا العربية الى الالتفاف حول هذه الجبهة ودعمها

أ.د احمد القطامين
اعلن في العاصمة الاردنية عمان يوم اول امس الخميس (28-5-2020) عن تأسيس هيئة عربية لمجابهة التطبيع مع العدو الاسرائيلي. وتشكلت اللجنة التأسيسية من مجموعة من اساتذة الجامعات ورجال القانون وناشطون من الاردن وقطر والمغرب وسوريا ولبنان والسودان واليمن وجمهورية تشاد واعلنت في بيانها التأسيسي الاول ان من اهم اهدافها “استنهاض الشعوب العربية للدفاع عن قضاياها الوطنية” وحقها “في العيش بسلام وحرية وديموقراطية ودون عنف” واكد البيان ان هذه الحقوق الاساسية للشعوب “لا تتعارض مع الدفاع عن قضية الامة الاولى، فلسطين”، واضاف البيان “ان الجبهة ترفض السيولة العربية تجاه اسرائيل والتطبيع معها سواء كان من قبل قيادات او رجال اعمال اومثقفين او اكاديميين”.
قد تكون هذه الخطوة بذرة اساسية اولى مهمة جدا لغرس وطني قومي يشكل الخطوة الاولى الحرجة في تغيير مسار الاحداث باتجاة استعادة سيطرة الامة على ناصية التطورات فيها. ولانجاح فكرة هذه الجبهة لا بد من حملة اعلامية واسعة النطاق لنشر الوعي باهمية ان تستعيد الامة زمام السيطرة على امورها تمهيدا لخلق الظروف المناسبة لردع العدو ومنعه من الامعان في سياسات ضم الاراضي الفلسطينية والاستهتار بالامة وتوجيه الاهانة اليها واتباع سياسات تستهين بفلسطين وشعوب الامة العربية وتسعى لتكريس عقلية العجزالعربي التام امام المخططات المعادية في المنطقة.
ان من المؤكد انه ما كان لاسرائيل ان تتفرعن لولا غياب الشعوب العربية عن القيام بدورها الاساسي في حماية اوطانها، وبدلا من ذلك تركت لانظمة الحكم ان تتولى تلك المهمة فاستفردت امريكا واسرائيل بهذه الانظمة وحولت بعضها لادوات تعمل لصالح المشاريع الامريكية والاسرائيلية لمنع الامة من النهوض. تم كل ذلك بالرغم من مستويات التعليم العالية جدا في الوطن العربي ورغم ضخامة الامكانيات المادية والبشرية والمواقع الاستراتيجية على خريطة العالم والتي تتحكم بنسبة كبيرة جدا من تجارة العالم وتحرك رؤوس الاموال والمصالح والافكار فيه.
لقد تم التخلي عن كل عوامل القوة الاستراتيجية العربية طواعية وبلا مقابل حقيقي، متناسين قاعدة اساسية من قواعد الاداء وهي عندما تفشل في استغلال نقاط القوة لديك بالشكل المناسب تتحول عوامل القوة تلك الى نقاط ضعف مدمرة، وهذه قاعدة بالغة الاهمية في علم الادارة فنقاط القوة عندما تفشل عملية استغلالها تتحول الى عناصر ضعف.
طبعا اخطأت تلك الانظمة عندما ربطت بقاءها بالمصالح الاجنبية بدلا من ربطة برضى مواطنيها عنها، وهنا حدثت الاشكالية الكبرى وهي اضطرارها لطلب الحماية من الدول الاجنبية صاحبة المصلحة في ابقاء الامة ضعيفة ومفككة واقرب الى العالة على الحضارة الانسانية المعاصرة.
انها دعوة لكل المثقفين والاكاديميين وكل الفئات التي تشكل عناصر قوة في امتنا العربية الى الالتفاف حول هذه الجبهة ودعمها ومراقبة ادائها لعل شيئا ما مختلفا يتبلور من وسط هذه الحالة المظلمة، فقد غابت طلائع الامة الواعية والقادرة على التغيير لفترة طويلة جدا مما احدث الواقع الكارثي الذي نشهده.

كاتب اردني

qatamin8@hotmail.com

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار