47 عاماً على استشهاد أبو يوسف النجار والكمالين.. سرد حكاية النضال

الكاتب محمد علي فقيه

في أيار/ مايو من العام الماضي، نشر المتخصص في قضايا الاستخبارات رونين برغمان في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، تفاصيل جديدة مع صور ورسومات هندسية للمبنى الذي نفذت فيه العملية في شارع فردان في بيروت، وتركز على ما يتعلق بالجانب الإسرائيلي وبالتحضيرات للعملية. 

يصادف يوم الجمعة 10/ابريل نيسان، الذكرى الـ47 لاغتيال القادة: محمد يوسف النجار “أبو يوسف النجار”، وكمال ناصر، وكمال عدوان.

ففي العاشر من نيسان/ إبريل عام 1973، اغتال جهاز ‘الموساد’ الإسرائيلي القادة الثلاثة في بيروت، لنشاطهم البارز في  “فتح”، والمقاومة الفلسطينية، وبدعوى مشاركتهم في التخطيط لعملية ميونخ في أيلول/ سبتمبر 1972. 

وجاءت هذه العملية من حيث التوقيت، كردّ على العملية التي نفذتها مجموعة من “منظمة أيلول الأسود” في 5 أيلول/ سبتمبر عام 1972، وهاجمت فيها الفريق الرياضي الإسرائيلي المشارك في الألعاب الأولمبية في ميونخ بألمانيا،حيث هددت رئيسة الوزراء الاحتلال آنذاك غولدا مائير، قيادة فتح ومنطمة التحرير الفلسطينية بالانتقام.

في أيار/ مايو من العام الماضي نشر المتخصص في قضايا الإستخبارات،رونين برغمان في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، تفاصيل جديدة مع صور ورسومات هندسية للمبنى الذي نفذت فيه العملية في شارع فردان،تركز على ما يتعلق بالجانب الإسرائيلي وبالتحضيرات للعملية. 

ويقول برغمان في تقريره أن الموساد كلف جاسوسة تدعى “ياعيل” بمتابعة أماكن سكن القادة الفلسطينيين. حيث وصلت إلى بيروت، في منتصف كانون الثاني/ ديسمبر 1973، ونزلت في فندق، وبعد أيام استأجرت شقة في بناية تقع مقابل البنايتين اللتين يسكنهما عدوان وناصر والنجار. وحسب برغمان، فإن ياعيل تجولت في منطقة سكنها، حاملة محفظتها وبداخلها كاميرا التقطت بواسطتها صوراً كثيرة وأرسلتها إلى الموساد، وبينها صور للشارع الذي تقع فيه البنايتان وشقق المسؤولين الفلسطينيين الثلاثة، وصورة لحارس عدوان.

 في 9 نيسان/ أبريل من العام ذاته، تجمعت القوات الإسرائيلية، في قاعدة سلاح البحرية في حيفا. وفي الساعة الرابعة بعد الظهر أبحرت بوارج إسرائيلية، بعد ان أبلغتهم “ياعيل” أن المستهدفين الثلاثة في بيوتهم، وتم إبلاغ القوة في البوارج بأن “العصافير في العش”.

ويضيف برغمان “جرى إنزال 19 زورقاً مطاطياً من ثماني بوارج، حملت أفراد القوة الإسرائيلية إلى شاطئ بيروت، بينهم 21 جندياً من “سرية هيئة الأركان العامة” و34 من الكوماندوز البحري و20 من سرية المظليين. وفي المقابل كانت قوات برية وبحرية وجوية في حالة جهوزية، بحال تشوش العملية. وكان العدد الإجمال للجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في العملية قرابة ثلاثة آلاف”،حسب برغمان. ولدى وصول القوات إلى الشاطئ،حمل أفراد الكوماندوز البحري قوات “سرية هيئة الأركان العامة” على أيديهم كي لا يتلف “مكياجهم”، فقد كان قسم منهم متنكر كنساء.

وفي العاشر من شهر نيسان/ أبريل ليلة الحادي عشر عام 1973، وفي تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، توجهت مجموعة من القوات الخاصة الإسرائيلية بقيادة رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك إلى شارع فردان في بيروت، الذي يسكن فيه القادة الثلاثة لتنفيذ العملية، وتمكنت هذه القوة من اغتيالهم.

وعلق إيهود باراك، بعد حرب تشرين أول/ أكتوبر عام 1973، التي سجلت فيها إخفاقات لجيش الاحتلال، وأدت إلى استقالة غولدا مئير والإطاحة برئيس أركان الجيش ديفيد إلعزار، علق قائلاً:”بنظرة إلى الوراء، يبدو لي أنه عدنا من بيروت وقادة الدولة استخلصوا من نجاح العملية استنتاجات خاطئة. وسلسلة النجاحات في عملية الكوماندوز الدقيقة والموضعية، لا يمكن اعتبارها كأن الجيش الإسرائيلي كله نفذها. ولم نفكر أنهما (مصر وسوريا) سيفاجئوننا، وأن يتسببا لنا بتلك الهزة”.

وكانت عملية الشهيدة دلال المغربي ورفاقها عام 1978، كرد على اغتيال القادة الثلاثة في الذكرى الخامسة لاستشهادهم. فحين علم القائد خليل الوزير “أبو جهاد” بأن قسم من المجموعة التي نفذت العملية تخفّى بزي النساء وعلى رأسهم  إيهود باراك الذي تخفى بزيّ امرأة فلسطينية، توعّد بالرد على هذه العملية، وقال يومها: “نحن الفلسطينيين لا نتخفى بزيّ النساء، وسنردّ عليكم بإرسال امرأة”، وتم اختيار  دلال المغربي لإرسالها إلى فلسطين، فقادت عملية الشهيد كمال عدوان، وقتلت 37 من جنود الاحتلال.

وأكدت شقيقة الشهيدة دلال المغربي، اللواء رشيدة المغربي في وقت سابق للميادين نت أن خيار القائد الشهيد “أبو جهاد” بأن تكون قائد عملية “الشهيد كمال عدوان” امرأة، جاء كرد فعلٍ على إيهود باراك الذي نفّذ عملية اغتيال القادة الثلاثة بثياب امرأة.  

يشار إلى أن الشهيد محمد يوسف النجار يعتبر من مؤسسي حركة فتح، وتفرغ لها منذ عام 1967، وانتخب عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ممثلاً عن حركة فتح عام 1969، كما عين رئيساً للجنة السياسية العليا للفلسطينيين في لبنان، فتميز بحرصه الشديد على تمتين العلاقات الفلسطينية – اللبنانية.

والشهيد القائد كمال عدوان كان من أوائل المؤسسين لحركة فتح، وتفرغ للعمل النضالي في الحركة عام 1968 وتولى مسؤولية جهاز الإعلام، واستطاع بجهده ومن خلال علاقاته العربية والدولية أن يقيم جهازاً إعلامياً له. وقد تولى مسؤولية قطاع الأرض المحتلة (القطاع العربي)، إلى جانب مهمته الإعلامية، واستمر في تلك المهمة حتى لحظة استشهاده.

أما الشهيد القائد والشاعر كمال بطرس ناصر فكان المتحدث الرسمي باسم المنظمة وتولى رئاسة دائرة الإعلام والتوجيه القومي ومجلة فلسطين الثورة حتى تاريخ استشهاده.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

آخر الأخبار